لاصوت في ايطاليا هذه الايام يعلو علي صوت الصحفية الايطالية اليزابيتا بوربا والتي اقرت بانها مصدر الوثائق السرية التي اتخذتها ادارة بوش ذريعة لغزو العراق.. و كانت 'بوربا ' هي محور معظم الاحاديث في ايطاليا حيث افردت لها الصحف صفحاتها للحديث عن تفاصيل القصة.. ففي مقابلة مع صحيفة كورييري دي لاسيرا قالت الصحفية الايطالية أنها أعطت السفارة الأميركية في روما العام الماضي وثائق عن سعي العراق لشراء يورانيوم من النيجر بغرض التأكد من صحتها. واكتسبت الوثائق أهمية محورية وسط جدل واسع بشأن إذا ما كان الرئيس الأمريكي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير قد بالغا بعلم أو دون علم في تضخيم المزاعم الخاصة بوجود برنامج عراقي للاسلحة النووية لتبرير غزو العراق. وقالت إليزابيتا بوربا وهي صحفية تعمل في مجلة 'بانوراما' إنها هي التي سلمت الوثائق للسفارة الأمريكية في أكتوبر 2002 بعد الحصول عليها من مصدر رفضت كشف هويته، إلا انه ليس له صلة بأجهزة الأمن الايطالية. وقال مسئول بارز بوزارة الخارجية الأميركية إن الولاياتالمتحدة حصلت علي الوثائق من ' مصدر خاص غير حكومي' في روما. وقالت الصحفية'أعرف أن الوثائق قد تكون سبقا صحفيا عالميا كبيرا.. إلانني وجدت كثيرا من التفاصيل غير مقنعة'. وأضافت إن مجلة بانوراما قررت عدم نشر القصة بعدما خلصت الصحفية عقب تحريات بالنيجر إلي ان الوثائق غير موثوق بها. وأعطت بوربا الوثائق لمسئولي السفارة الأمريكية في روما لمحاولة التأكد من صحتها. وأشارت تقارير إعلامية إلي أن وكالة المخابرات العسكرية الإيطالية 'سيسمي' مررت الوثائق المزورة لأجهزة المخابرات الأمريكية والبريطانية التي تعاملت معها كحقيقة غير قابلة للنقاش. وكان بوش قد اعلن في احدي خطبه إن الحكومة البريطانية لديها معلومات بأن العراق كان يسعي لشراء يورانيوم من دولة أفريقية. وقال مسئول البيت الأبيض إن هذا الزعم كان ينبغي أن لا يرد ذكره في خطاب الرئيس الأمريكي لانه لم يستوف معايير الثقة الضرورية كي يمكن تضمينه في خطاب مهم للرئيس. لكن الحكومة البريطانية قالت إن لديها معلومات مخابرات أخري غير تلك الوثائق وأنها مصرة علي موقفها في هذا الشأن.. وكان الهدف من ذلك هو تبرير غزو العراق بأي وسيلة وبالرغم من أن بوربا تعلم ان ادارة بوش تلقت معلومات اخري بخصوص الوثائق المزورة من الاستخبارات الايطالية، فإنها تمنت لو أنها تصرفت مبكرا للكشف عن التزوير. ولا يزال من غير الواضح من الذي زورتلك الوثائق. مسئولون مخابراتيون يقولون إنه من المرجح ان المسئول هو عناصر في جهاز المخابرات الايطالية 'سيسمي' أرادت الحصول علي أموال مقابل بيعها. في كل الاحوال، يبقي اعتراف الصحفية الايطالية ودليلا جديدا علي تزييف وتزوير مبررات العدوان الانجلوأمريكي علي العراق.