قبل كشف ويكيليكس عن مئات الآلاف من الوثائق السرية الجديدة

واشنطن تستبق »عاصفة جديدة« وتسعي لتهدئة حلفائها

سعت الولايات المتحدة الي استباق عاصفة جديدة بعد اعلان موقع ويكيليكس انه سيكشف غدا وثائق امريكية علي الارجح فتوجهت الي حلفائها وشركائها في كل انحاء العالم علي امل الحد من تأثير هذه التسريبات.
وكانت واشنطن التي اقرت بانها تستعد "لاسوأ السيناريوات"، قد اعلنت يوم الاربعاء ان الاجهزة الدبلوماسية الاميركية شرعت في ابلاغ حكومات اجنبية ان ويكيليكس يعتزم ان ينشر قريبا وثائق سرية من شأنها ان تثير "توترات" معها.واعلنت وزارة الخارجية الاميركية انها تستعد لما سينشره الموقع من برقيات دبلوماسية تخص "عددا كبيرا من الملفات والدول".
وفي موسكو اكدت صحيفة كومرسانت ان كشف المعلومات "يمكن ان يتسبب بتوتر بين الولايات المتحدة وروسيا" وكذلك مع نصف بلدان العالم. لكن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف استخف بهذه المعلومات، وسأل صحفيين كانوا يسألونه بشأن هذا الملف عن سبب اهتمامهم ب"سارقين صغار" علي الانترنت.
كما أبلغت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الصين بالوثائق المتوقعة.
وفي روما ابلغت واشنطن وزير الخارجية فرنكو فراتيني ان بعض الوثائق تتعلق بايطاليا. واشارت الحكومة الايطالية في بيان الي "انعكاسات سلبية محتملة بالنسبة لايطاليا".
وفي بغداد، اعرب السفير الامريكي لدي العراق جيمس جيفري عن قلقه معتبرا ذلك امرا سيئا للغاية ويشكل عقبة كبيرة للدبلوماسية في هذا البلد.
واعلن الموقع المتخصص بكشف وثائق سرية، انه سينشر غدا وثائق ستكون اكثر "بسبع مرات" من وثائق حرب العراق التي بلغ عدد المنشور منها حوالي 400 الف وثيقة.
ونقلت صحيفة هآرتس الاسرائيلية عن مسؤول اسرائيلي كبير انه تم ابلاغ اسرائيل ان تسريب برقيات دبلوماسية اميركية متوقع خلال الايام المقبلة قد يتناول تقارير سرية ارسلتها سفارة الولايات المتحدة الي اسرائيل.وفي انقرة، اشار دبلوماسي تركي رفيع المستوي الي انه تم إخطار تركيا كذلك بهذا الموضوع.
ووفق لتقارير صحفية، فإن التسريبات الجديدة ستتناول بشكل خاص مساعدة قدمتها تركيا الي مقاتلي القاعدة في العراق ودعم الولايات المتحدة للمتمردين الاكراد في حزب العمال الكردستاني اللاجئين في العراق.
واعتبر وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو في وقت لاحق انه "من غير الوارد" السماح باعمال ارهابية "تتخذ من تركيا منطلقا لها وتستهدف بلدا مجاورا". وشدد كذلك علي "التعاون الوثيق" بين واشنطن وانقرة للتصدي لحزب العمال الكردستاني. واشار مسئولون في بريطانيا وكذلك في النرويج والدنمارك الي ان بلدانهم تم اخطارها بهذه المعلومات من جانب الولايات المتحدة.
من جانبه، اعتبر رئيس هيئة اركان الجيوش الاميركية الاميرال مايكل مولن ان اعلان موقع ويكيليكس نيته نشر مزيد من الوثائق الدبلوماسية الامريكية امر "خطير للغاية"، داعيا الموقع الي الامتناع عن عملية النشر هذه.
وقال الاميرال مولن في مقابلة تبثها شبكة سي ان ان الامريكية ان هذا الموقع "لا يزال يقوم بامور خطيرة للغاية"، خصوصا علي امن الجنود الامريكيين.