المكاحل وآنية المساحيق والدهانات وقوارير العطور مرسومة على جدران المعابد الفرعونية وباقية فى المتاحف لتشهد على ريادة المصريين فى فنون الزينة وحب الحياة .. ولكن الماكياج فى الدراما يختلف اختلافا كليا عن التزين والبحث عن الجمال ..فهو علم يدرس فى مختلف المعاهد الفنية بشتى أنحاء العالم، ولدينا مثال على النبوغ فى هذا المجال هو الفنان المصرى محمد عشوب، وأستاذة فى علم المكياج بجامعات الجزائر هى حكيمة جلايلى التى تؤكد أن ماكيير الدراما لا يسعى لتجميل الصورة أو إزالة الهالات بقدر ما يسعى لرسم ملامح شكلية ونفسية للشخصية الدرامية. ومساعدة الممثل على التقمص والمعايشة وإظهار الحالة المزاجية للشخصية داخل المشهد الفنى. وهى لا ترى صعوبة بين عمل الماكياج للرجل أو للمرأة.. ولكن الصعوبة من وجهة نظرها فى تكبير سن ذوى البشرة الداكنة، لأنه من السهل تلوين البشرة الفاتحة وإظهار علامات الشيخوخة عليها وينحصر عمل الماكيير هنا فى إبراز التجاعيد وإضافة الشعر الأبيض. وترى حكيمة أن الماكياج فى المسرح أسهل منه بكثير فى السينما التى تكبر الوجه عدة مرات ، وتظهر كل التفاصيل وتحتاج إلى دقة متناهية. فى قصر ثقافة أسيوط أقامت جلايلى ورشة لتعليم فن الماكياج الدرامى لمجموعة من الفنانين الهواة لأول مرة فى مصر. وذلك على هامش مهرجان مسرح الجنوب المقام حاليا.