على الرغم من الجهود الكبيرة التي تقوم بها الدولة لمكافحة الارهاب على المستوى الامني والعسكري فإن حادث التفجير الانتحاري الارهابي الأخير في شمال سيناء، بواسطة طفل لايتجاوز عمره 15 عاما، يكشف عن ضرورة الاهتمام بالعامل الفكري والثقافي والمادي لمكافحة الارهاب، خاصة في القرى والمجتمعات الريفية التي قد تبتعد عن جهود الدولة. لابد من التوعية والاهتمام بهؤلاء الأسر وتوعيتهم بالدين الوسطي من خلال رجال الدين في المساجد والإعلام والمدارس والزيارات الميدانية المباشرة للأهالي والانتقال اليهم في اماكنهم ورعايتهم وتوفير المساعدات والرعاية الصحية والاجتماعية لهم. ولابد من تقوية الانتماء والهوية الوطنية وزيادة وسائل المكافحة الفكرية. نحن بحاجة الى نشر مؤسسات الثقافة وبناء الوعي في جميع ربوع مصر، والى الاهتمام بانشاء مكتبات عامة في القرى لتسهيل قراءة الكتب الثقافية والعلمية والدينية الوسطية وتوزيعها بالمجان على الاسر والاهتمام بمكافحة الامية والفقر فهما من اهم العوامل التي تكون مجالا خصبا للارهاب . هل من المعقول ان يكون لمصر مكتبة لكل مليوني مواطن، في حين ان دولة مثل الهند لديها مكتبة عامة لكل 27 الف مواطن.بناء الانسان المصرى ثقافيا ومحاربة البطالة بين الشباب وتعليمهم وتوعيتهم يجب ان تكون في مقدمة الأولويات حاليا. مصر حققت نجاحا كبيرا في مكافحة الارهاب على جميع الجبهات في سيناء وفي تأمين الحدود الغربية والداخل والعمق. ورغم كل التحديات الدولة المصرية تعود بقوة لتحتل مكانها المتعاظم في العالم والدول العربية والإفريقية وأيضا المتوسطية. ولذلك ينبغي ان يتواكب ذلك بالاهتمام بالتعليم ورفع المستوى الاقتصادي لمكافحة هذا السرطان الارهاب، خاصة عقب التحول النوعي في العمليات الارهابية رغم قلتها. لمزيد من مقالات نصر زعلوك