منذ ثورة يونيو 2013 التي نجحت في إسقاط وعزل الجماعة الإرهابية من حكم مصر تتعرض بلادنا لسلسلة من الهجمات الإرهابية البشعة التي كان آخرها تفجير مسجد الروضة ببئر العبد بسيناء وراح ضحيته أكثر من "300" شهيد. هذه العمليات الإرهابية تستهدف ضرب الاقتصاد القومي في مقتل واحداث حالة من البلبلة والارتباك والاحباط في الشارع المصري في محاولة لاستيلاء الجماعة الإرهابية علي الحكم من جديد. والسؤال.. ما هو الدور الذي يمكن أن تقوم به المرأة المصرية في مواجهة الإرهاب وجهنا هذا السؤال إلي عدد من القيادات النسائية.. فماذا قالوا؟! تؤكد الدكتورة مايسة شوقي نائب وزير الصحة وأمين عام المجلس القومي للسكان أن مواجهة الفكر الإرهابي البغيض يستلزم مشاركة المرأة وكل طوائف المجتمع والوقوف خلف القيادة السياسية في هذه الحرب الشرسة التي يحاول الإرهاب من خلالها اسقاط مصر كما فعلوا في ليبيا وسوريا والعراق وغيرها. قالت إن الإرهاب الغاشم يستهدف المجتمعات البناءة ويسعي لهدمها وهذا لن يحدث في مصر طالما وقفت الغالبية العظمي من الشعب المصري وراء قيادته حتي يتحقق النصر قريباً جداً. تري الدكتورة حنان أبوسكين الأستاذ بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية : إن قوات الجيش والشرطة تقوم بدورها علي أكمل وجه في هذه الحرب الشرسة وتقدم كل يوم شهداء من أهل مصر مشيرة إلي أن المرأة هي خط الدفاع الأول عن الأمن القومي للوطن بتربية جيل واع يحمي الوطن لأنها صاحبة الدور الرئيسي لمكافحة الإرهاب خاصة أن النساء والأطفال هم الأكثر تأثراً بتداعياته. تؤكد أن المرحلة القادمة لابد أن ننتقل فيها من المواجهة الأمنية إلي المواجهة الثقافية والإعلامية مشيرة إلي دور المرأة المصرية التاريخي في ثورة 30 يونيو وفي لفت أنظار العالم إلي خطورة الجماعات الارهابية علي أمن العالم بآسره وليس علي مصر كلها وهو ما يحدث الآن في أوروبا وأمريكا. تقول الدكتورة صفية القباني عميدة كلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان : المرأة هي البوصلة التي توجه الشعوب نحو التقدم مشيرة إلي ضرورة البدء في ثورة ضد التطرف والعمل علي تجديد الخطاب الديني الذي دعا إليه الرئيس مراراً وتكراراً وتفعيله في دستور 2014 وترجمته إلي قوانين وسياسات داعمة تحقق الرخاء والعدالة الاجتماعية ومكافحة الفقر والأمية لمواجهة خطر الإرهاب. أضافت أنه تم الاتفاق علي تنفيذ مبادرة حول تغيير الفكر الإرهابي لدي الشباب مشيرة إلي أنه تم الاجتماع مع رئيس جامعة أسوان د. منصور عباس لتخصيص قوافل من كليات الفنون الجميلة وعددها 6 كليات في الأقصر والمنيا والمنوفية والإسكندرية والمنصورة تجوب المحافظات للتأكيد علي أن الثقافة والفنون هي عماد المجتمعات وأن الفن ليس حراماً وأنه عندما دخل الإسلام مصر لم يسع لتدمير الفنون بل سعي لنشرها. تتفق معها الدكتورة هدي بدران رئيس اتحاد نساء مصر أن اتحاد نساء مصر يسعي لمواجهة الارهاب بنشر ثقافة الفن بالتعاون مع وزارتي الشباب والثقافة بالتنسيق مع جامعة القاهرة التركيز علي المناطق العشوائية مثل الدويقة وبولاق الدكرور وغيرها لمواجهة محاولات الجماعات الإرهابية لاستقطاب الشباب في هذه المناطق وتجنيدهم. تؤكد د. بدران أن ضرورة الاستمرار في إقامة وعقد مؤتمرات وندوات في المناطق العشوائية الفقيرة للتعرف علي مشاكلهم والسعي لحلها. تري الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد مستشارة رئيس الجمهورية السابق : إن العمليات الإرهابية التي حدثت مؤخراً هي ميراث عشرات السنين من التهميش والتقصير لرعاية أبناء سيناء وشددت علي ضرورة التحرك لعلاج هذا الميراث الصعب وتحديد استراتيجية واضحة تعمل علي تحقيقها جميع مؤسسات الدولة بالإضافة إلي الأزهر والكنيسة. تؤكد أهمية تمكين المرأة اقتصادياً وسياسياً وتوعيتها بمجريات الأمور لتكون مسانداً لمقاومة الارهاب بالإضافة إلي العمل علي تنمية الوعي بدور المرأة في مكافحة الارهاب وتضمين المناهج في مراحل التعليم المختلفة خاصة التربية الدينية وتوضيح أثر ذلك في حماية الأمن القومي وحب الوطن وإطلاق حملة من المجلس القومي للمرأة لحشد الجهود لدعم دور المرأة في مواجهة الإرهاب وتعزيز دور المرأة في المنظومة الأسرية والعمل علي دعمها بأسس التربية السليمة وتسليحها بالعلم والثقافة وصحيح الدين لإعداد أجيال تنبذ التطرف وتتخذ الوسطية والعلم والحوار منهاجاً للحياة. تؤكد سعاد الديب رئيس الاتحاد النوعي للجمعيات ونائب الاتحاد العربي للمستهلك أن أهمية اظهار دور المرأة في مكافحة الإرهاب ودحره باعتبارها خط الدفاع الأول للأمن القومي لأنها الضمان لحمايتهم من الفكر المتطرف وتنشئتهم علي حب الوطن وقيم الانتماء موضحة أن عدم الاهتمام بالتنشئة الفكرية في تربية وتوجيه الأجيال أدي إلي دفعهم للسير في الاتجاه المعاكس لحب الوطن والافتخار بالانتماء له. تري الناشطة السيناوية مني برهومة : إن مواجهة هذا الإرهاب تتم من خلال تحقيق التنمية الشاملة في محافظتي سيناء واستغلال الثروات الطائلة الموجودة بهما واستغلال الأراضي الشاسعة في الزراعة وخاصة زراعة الموالح والزيتون وتصديرها للخارج بما يساهم في زيادة حصيلة العملة الصعبة بالإضافة إلي استغلال رمال سيناء في صناعة الزجاج والسيراميك. تؤكد علي ضرورة اتحاد جميع القوي الوطنية والأحزاب والاتحادات والنقابات بالتوافق بما يخدم الصالح العام لأن قوة المجتمع من الداخل هي الداعم للاستقرار وتقول الدكتورة زينب عفيفي رئيس الاتحاد النوعي للأيتام : إن المرأة المصرية لابد أن تتحرك الآن بكل قوة في هذه الفترة الحرجة من عمر الوطن لدحر الإرهاب والقضاء عليه مشيرة إلي أن الإرهاب أصبح يهدد العالم كله ولابد من تضافر كل الجهود للقضاء عليه.. ومن هنا يبرز الدور المحوري للمرأة المصرية للحفاظ علي تماسك الكيان والنسيج الأسري وترسيخ ثقافة رفض العنف والتطرف بكافة أشكاله وأنواعه.