أسعار الفراخ والبيض اليوم الأثنين 13 أكتوبر 2025 بأسواق الأقصر    عاجل- ترامب: لا أعلم شيئا عن "ريفييرا غزة".. هناك أشخاص عليكم الاهتمام بهم أولا    حالة الطقس اليوم الإثنين13اكتوبر 2025فى المنيا    إصابة شخص في حريق داخل مصنع قطن بقرية صنافير في قليوب    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 13-10-2025 في محافظة الأقصر    عاجل- سعر الذهب اليوم الاثنين 13 أكتوبر 2025 في السوق المحلية.. استقرار بعد موجة ارتفاعات    غدر به أثناء نومه.. تفاصيل إنهاء حياة راعي أغنام علي يد زميله بالبحيرة (فيديو)    قدرها 10 آلاف جنيه.. إعانة عاجلة لأسرة زوجين توفيا بقنا    نادية الجندي تتذكر فاروق الفيشاوي بصورة نادرة وتكشف تفاصيل علاقتهما الفنية    أبرزهم ياسر جلال| قرار جمهوري بتعيين 100 عضو في مجلس الشيوخ    سعر طن الحديد والأسمنت اليوم الأحد 12-10-2025    إصابة 3 أشخاص فى انقلاب سيارة ملاكى أعلى محور سمير فرج بالأقصر    رئيس جامعة حلوان يهنئ الدكتورة أماني فاخر بمناسبة تعيينها عضوا بمجلس الشيوخ    خبراء فلسطينيون: قمة شرم الشيخ تعكس دور مصر الداعم للقضية الفلسطينية    محاكمة 54 متهما ب"خلية الهيكل الإداري للإخوان" اليوم    بعد استشهاده أمس.. ننشر نص وصية صالح الجعفراوي    السيسي يمنح ترامب قلادة النيل لإسهاماته البارزة في دعم جهود السلام    مئات الإسرائيليين يتجمعون في تل أبيب ترقبا لإطلاق سراح الرهائن من غزة    موعد مباراة منتخب المغرب ضد فرنسا فى نصف نهائى كأس العالم للشباب    مصادر تكشف أسماء مرشحي القائمة الوطنية لانتخابات مجلس النواب بعدد من المحافظات    إعلام إسرائيلي: الصليب الأحمر أبلغ إسرائيل بتسلمه 7 محتجزين    «في ناس نواياها مش كويسة وعايزة تهد أي نجاح».. رسائل نارية من إبراهيم حسن بعد التأهل لكأس العالم    بكام الطن اليوم؟.. أسعار الأرز الشعير والأبيض الإثنين 13-10-2025 ب أسواق الشرقية    ارتفاع الدولار الأمريكي اليوم الإثنين 13-10-2025 أمام بقية العملات الأجنبية عالميًا    الرئيس الإندونيسي يعلن مشاركته في قمة شرم الشيخ    محمد صبحي: المنافسة في منتخب مصر صعبة بكل المراكز    الدرندلي بعد فوز المنتخب: «أول مرة أشوف جمهور مصر بالكثافة دي»    تحرك عاجل من نقابة المعلمين بعد واقعة تعدي ولي أمر على مدرسين في أسيوط    موعد ومقررات امتحانات شهر أكتوبر 2025.. أول اختبار رسمي في العام الدراسي الجديد    طريقة تحميل صحيفة أحوال المعلمين 2025 بصيغة PDF من موقع الوزارة (رابط مباشر)    سعد خلف يكتب: السلاح الروسى الجديد.. رسالة للردع أم تجديد لدعوة التفاوض؟    موعد عرض مسلسل ورود وذنوب الحلقة 2 والقنوات الناقلة وأبطال العمل    انسحاب مؤقت من الضجيج اليومي.. حظ برج الدلو اليوم 13 أكتوبر    قرارات جديدة بشأن مد الخدمة للمعلمين المحالين إلى المعاش 2025    قطع المياه اليوم الإثنين عن 16 قرية لمدة 4 ساعات.. اعرف أسماء القرى المتأثرة    هل يجوز الدعاء للميت عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟.. «الإفتاء» توضح    30 دقيقة تأخر في حركة القطارات على خط «القاهرة - الإسكندرية».. الاثنين 13 أكتوبر    إسرائيل تجري تعديلا عاجلا على قائمة الأسرى المشمولين في صفقة التبادل    حضور إعلامي دولي واسع لنقل قمة شرم الشيخ للعالم.. 88 وسيلة إعلامية كبرى    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الاثنين 13 أكتوبر    قبل عرضه بمهرجان الجونة.. طرح البوستر الرسمى لفيلم «50 متر»    انطلاق تصوير فيلم «شمشون ودليلة» ل أحمد العوضي ومي عمر    اتحاد الغرف السياحية: فنادق شرم الشيخ تشهد إشغالًا يتجاوز 90%    صلاح عبد الله: محمد صلاح يستحق أن تُدرّس قصته في المدارس    مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 13 أكتوبر 2025 في القاهرة والمحافظات    عاجل- رئيس هيئة الرعاية الصحية يراجع جاهزية المستشفيات والمخزون الدوائي لقمة السلام بشرم الشيخ    طريقة مبتكرة تعتمد على جزيئات الذهب لعلاج أمراض دماغية خطيرة    خبراء التغذية يحددون أفضل الأطعمة لصحة المفاصل والوقاية من الالتهابات    زيزو: التأهل للمونديال لحظة تاريخية.. وأتمنى تحقيق حلم المشاركة في كأس العالم    حسام حسن: صلاح مثل أخي الصغير أو ابني الكبير.. إنه نجم العالم    إبراهيم حسن: اكتشفنا إن صلاح في حتة تانية.. وسننتحر في المغرب للفوز بكأس الأمم    على أغانى أحمد سعد.. تريزيجيه يرقص مع ابنه فى احتفالية التأهل للمونديال    محمود حميدة وشيرين يشاركان فى مهرجان القاهرة بفيلم شكوى رقم 713317    غريب في بيتك.. خد بالك لو ولادك بعتوا الصور والرسايل دي ليك    أنواع الأنيميا عند الأطفال وأسبابها وطرق العلاج    نائب محافظ قنا يتفقد عددًا من الوحدات الصحية لمتابعة جودة الخدمات المقدمة للمواطنين    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم 12-10-2025 في محافظة الأقصر    رئيس منطقة مطروح الأزهرية يكرم الطالبة هاجر إيهاب فهمي لتفوقها في القرآن والخريدة البهية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجيش المصري يحارب الإرهاب نيابة عن الجميع
نشر في المساء يوم 26 - 09 - 2015

الشيخ الدكتور خالد بن خليفة المدير التنفيذي لمركز عيسي الثقافي بالبحرين يتمتع بقدرة كبيرة علي استشعار الخطر الذي يحيط بالأمة العربية. والتحديات التي تواجه الأمن القومي العربي خاصة في ظل تنامي المخططات الخارجية التي تسعي لإشاعة روح الفرقة والتقسيم وخلق كيانات متفرقة لا تقوي علي التصدي للتنظيمات الإرهابية التي تعبث بأمن واستقرار الدول.. "المساء الأسبوعية" التقت به في حوار خاص أكد أننا بحاجة ماسة إلي ثورة جديدة تحترم العقل وتنبذ العنف بكل صوره وأشكاله وتؤسس لمجتمعات تسود فيها الثقة بين جميع الطوائف.
قال إنه لا أمل لدي الشباب إلا بالحد من ظاهرة البطالة وإقامة العديد من المشروعات المشتركة التي تعود بالخير علي الجميع.
أشار إلي ضرورة التكاتف والتكتل العربي لمواجهة الصراعات الطائفية التي تؤثر علي مجمل الأوضاع السياسية في المنطقة العربية مؤكداً أن الشيعة العرب أول من تصدي لتغلغل النفوذ الإيراني.
أوضح أن الإرهاب هو داعر العصر والجهود الفردية لن تفلح في استئصال جرائمه المنتشرة في جميع الأرجاء ولابد من تعاون المجتمع الدولي من أجل محاربته ومحاصرته والا سيدفع الجميع الثمن.
أكد أن مصر هي القادرة علي إعادة الأمن والاستقرار للمنطقة العربية بكل ما تقدمه من تضحيات ومواجهات تتصدي للموجات الإرهابية.
أشار إلي أن المرحلة القادمة ستشهد المزيد من التعاون المشترك علي الصعيد الثقافي بين مركز عيسي الثقافي والمراكز العربية في إطار توعية الشباب ودعمهم لحمايتهم من السقوط في مفرخة الإرهاب.
* المطالبات بضرورة الإ صلاح الديني لا تتوقف.. فما رأيكم؟
** الإصلاح الديني لابد أن يكون قائماً علي احترام العقل ونبذ العنف والتعصب واحتكار الصواب. نريد الارتكاز علي ثورة روحية وأخلاقية تؤسس لمجتمعات تسود الثقة فيها بين جموع المواطنين بكل طوائفهم.
لابد من التأسيس علي مبادئ إنسانية وأخلاقية.. فلن يكتمل أي جهد أو مشروع للتنوير والإصلاح الديني في المنطقة العربية دون الاشتغال والعمل علي فكرة إصلاح المثل والقيم الدينية.
* ماذا عن الاهتمام برعاية الشباب في هذه المرحلة؟
** أعتقد أن هذا هو السبيل الوحيد لمواجهة ما يحيط بالأمة العربية من تحديات ومخاطر تستهدف النيل من أمنها واستقرارها. فالشباب هم ركيزة أي أمة ومستقبلها. وإعدادهم بصورة صحيحة يمثل أكثر من نصف العلاج. ولن يتحقق هذا إلا بتوافر عدة ركائز أساسية يأتي في مقدمتها الأنظمة التعليمية التي تنمي ثقافة البحث والتفكير العلمي القائم علي التحليل والتفكير.
لابد من الاهتمام الجاد بالتنمية بشقيها الثقافي والاجتماعي بشرط أن تكون هناك مشروعات مشتركة تتوحد فيها الرؤية فنحن الآن لا نملك رفاهية إضاعة الوقت ويجب أن يدرك الجميع أننا أمام تحد كبير. وبالإرادة القوية سنبلغ أهدافنا.
والأهم هو الحد من انتشار ظاهرة البطالة بين أوساط الشباب.
* الصراع الطائفي أصبح حقيقة لا يمكن إنكارها فما هي انعكاساته؟
** لا أحد ينكر ازدياد صعوبة تعامل أبناء كل طائفة مع الطوائف الأخري. لكن أؤكد أن الأمر لا يتعلق بقناعات دينية ومذهبية. بل بمصالح وأموال ونفوذ وامتدادات خارجية تؤدي إلي تفكيك كيانات الدول.
لابد أن تسود قاعدة الانتماء للوطن والدولة للجميع وأؤكد أن انعكاس الطائفية علي الدول والمجتمعات والمنطقة ككل أمر كارثي وهو الدمار والشتات.
* في ظل العنف والصراع والإرهاب الذي يهدف إلي وضع أصحاب الطوائف والأديان في حالة مواجهة كيف يمكن القضاء علي هذه الإشكاليات؟
** هذه اتجاهات ومحاولات لبث الفرقة والتشتت بين أوصال الدول العربية وهي جديدة علي مجتمعاتنا العربية حتي الصراعات المماثلة في العصور القديمة كانت سريعاً ما تذوب وتتلاشي ومصر هي الشقيقة الكبري التي تعلمنا منها جميعاً التعايش وقبول الآخر وثقافة الوسطية التي تبناها الأزهر الشريف منذ ما يزيد علي 1000 عام. فالأزهر ليس فقط منارة لنشر الدين وتعاليمه الصحيحة ولكنه علي مدار العصور منارة ثقافية وعلمية واجتماعية لعبت الدور الأكبر في تشكيل الوعي العربي بأهمية التماسك ونبذ روح التعصب والتطرف التي أصبحت تحاصرنا الآن.
* إذا كانت تقوية التنظيمات الطائفية والمليشيات المسلحة هي أدوات لتدمير الدول فكيف يمكننا مجابهة هذه التحديات؟
** بالفعل لايزال خطر تفكيك وتدمير الدولة الوطنية قائماً بدليل ما يجري في العراق وسوريا وليبيا. وبالتحديد ما يحدث في سوريا والعراق هو النموذج الذي يراد له أن يعم الوطن العربي فهو يقوم علي إشعال الصراع الطائفي كمقدمة لتدمير الدولة الوطنية والتقسيم الفعلي لها وأن يمتد إلي باقي الدول العربية ولعل ما سمي تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" يعمل في كل اتجاه علي نشر الدمار والتفكك لذلك أري أنه لابد من تحصين الجبهة الداخلية للدول وبناء مشروع عربي استراتيجي متكامل يقف حصناً منيعاً ضد تلك التهديدات.
* ما رأيك. في الاتفاق النووي الإيراني وتأثيره علي المنطقة؟
** علي الرغم من كل الخلافات في الآراء حول تأثيرات وتداعيات الاتفاق النووي فإن مخاوف دول مجلس التعاون الخليجي حقيقية ولا مبالغة فيها فالاتفاق يدشن لمرحلة جديدة من تاريخ الشرق الأوسط ويعيد ترتيب خريطة التحالفات بالمنطقة وقد أكد المحللون أن الاتفاق وما ترتب عليه من رفع العقوبات عن إيران سوف يعطيها قدرات مادية ضخمة لدعم القوي التابعة لها في المنطقة وما تمارسه من تخريب وإرهاب وسوف يعطيها دفعة أكبر في المضي لمحاولة تنفيذ مشروعها التوسعي الطائفي.
أؤكد أن ضمان وتحقيق الأمن الخليجي خطوة هامة في إطار الأمن القومي العربي وضرورة دعم الجيش العربي المشترك بين دول التحالف هو سبيلنا في خطوات المواجهة إزاء تلك المخاطر الجسيمة. علينا أن نتمسك بالتعاون الشامل كخيار استراتيجي في مواجهة ما يؤثر علي مجمل الأوضاع السياسية في المنطقة العربية والقضايا المثارة بداخلها.
* هل النجاحات التي حققتها عاصفة الحزم من الممكن أن توقف المشروع الطائفي التوسعي لإيران؟
** حقيقة عاصفة الحزم وجهت ضربة قاصمة لهذا المشروع في الخليج العربي. ولكن ذلك لم يجعل إيران تتخلي عن رؤيتها. ومن المتوقع أن تزداد شراسة في محاولة تنفيذ مشروعها وستستمر بالسعي نحو تكثيف تدخلاتها الإرهابية في دول الخليج. والدليل هو كم الأسلحة التي ضبطت في الكويت ومصدرها حزب الله بلبنان وإيران كما أن العمليات الإرهابية المتواصلة في البحرين من تفجيرات واغتيالات مصدرها أيضاً إيران.
* كيف تري موقف الشيعة العرب في التصدي للصراع الطائفي؟
** لا نستطيع أن نغفل إيمان الشيعة العرب بالقومية العربية. ويكفي أن أذكر ما حدث في بداية السبعينيات عندما أراد شاه إيران السابق الاستيلاء علي البحرين وضمها لإيران فكان أول من تصدي لهذا المخطط شيعة البحرين الذين ضربوا مثالاً لا ينسي في التمسك بعروبتهم ورفض الانسياق وراء الأطماع المذهبية.
وأنا علي ثقة وإيمان بأن الطرف الذي سيلعب الدور الأكبر في مواجهة محاولات التغلغل الشيعة الإيراني في العراق وسوريا هم أيضا الشيعة العرب.
لابد أيضاً من آليات عربية لوقف التدهور والتصدي لكل مصادر الخطر والتهديدات الخارجية.
* كيف يمكن إخراج الأديان من دائرة الصراعات؟
** مصر والبحرين يشتركان في أنهما من أكثر الدول احتراما وإيمانا بحرية العقيدة والعبادات وممارسة الطقوس بلا تضييق ولكن هناك بعض الدول التي استغلت الإعلام في تفجير هذا الملف وجعلت الدين كحقل الألغام الذي ينفجر في وجه الآخر وحروب الجيل الرابع والخامس لم تعد تعتمد كما شاهدنا علي المواجهة بالأسلحة التقليدية ولكن باستعمار العقول والفكر وبث الأفكار المغلوطة والمتطرفة لخلق كيانات جديدة ذات طابع متقزم يسود بينها الصراع.
* سؤال الساعة ما مدي قدرة المنطقة العربية علي التخلص من الإرهاب؟
** دعونا نعترف بصراحة أن الجهود الفردية لن تفلح علي الاطلاق في استئصال جرائم الارهاب فلابد من الاستماع لصوت العقل والاستجابة للدعوة التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي بتكاتف المجتمع الدولي لمحاربة الإرهاب بكل صوره كفكر وممارسة.
ففي ظل تشابك وتعقد الظاهرة ومشاركة أطراف عديدة بالتمويل والتدريب والمعلمات لن تستطيع أي دولة بمفردها من القضاء عليه وإهمال الواه الدولية سيدفع الجميع ثمنها عاجلا أم آجلا فالتنظيمات الارهابية محترفة ومنتشرة حول العالم ولها خلايا خفية لضرب مصالح الدولة وإضعافها.
لقد أصبح الإرهاب داء العصر وليس له دين ولا وطن.
* كيف ترون الدور المصري في التصدي لموجات الإرهاب؟
** لا أحد ينكر أن مصر لعبت الدور الأعظم في التصدي لجرائم الإرهاب وتحديداً في سيناء فقد ضرب الجيش المصري أروع مثل في الحفاظ والذود عن مقدرات الشعب ووجه ضربات قاصمة للإرهابيين وآخرها ما نتابعه من تنفيذ عملية "حق الشهيد" الجيش المصري هنا لا يدافع عن مصر فقط بل عن الأمة العربية بأسرها التي تمر بمنعطف خطير فالإرهاب ظاهرة عابرة للحدود تنتقل وتتوحش مثل الوباء.
أؤكد أن ما تقوم به مصر من مواجهات هو لحماية سائر دول المنطقة ولنشر دعائم الأمن والاستقرار.
* هل بالمواجهات الأمنية فقط نقضي علي الإرهاب؟
** هذه المواجهات لا نستطيع أن ننكر أهميتها ودورها في استئصال العناصر التي وقعت أسيرة لهذا الفكر الظلامي ومنفذة لتوجهاته ولكن المؤسسات الأخري مسئوليتها أن تمنع من البداية وقوع الشباب في مفرخة الارهاب التي تخرج الينا عقولا خربة وقلوبا غليظة الحاجة ماسة وملحة أكثر من أي وقت مضي لمواجهة الأفكار الظلامية مما لا شك فيه أن ضعف الوعي والتعليم يساعد الجماعات الارهابية علي اعادة انتاج ممارستها والحرب ضد الفكر المتطرف بكل جماعته وتنظيماته يجب ألا تكون محصورة في النطاق العسكري والأمني بل هي حرب ممتدة ذات طابع فكري تتطلب تخطيطا بعيد المدي لا يقل أهمية عن المعالجات الأمنية.
* في ظل تراجع دور المثقف العربي كيف يتم التغيير؟
** هذا ليس خطأ المثقفين وحدهم لكن تشاركهم حكومات العديد من الدول التي وقفت موقفا غير توافقي مع بعض المثقفين ولم توفر لهم المناخ المناسب لنشر أفكارهم التنويرية بل تركت الساحة أمام الغزو الفضائي وقوي الظلام التي تروج للأفكار المسمومة وإذا عدنا إلي الوراء قليلا وتحديداً مع بداية ما اطلق عليه الربيع العربي فوجئنا بأن الاعلام هو البطل الحقيقي لهذه المؤامرة من خلال بث المعلومات المغلوطة للسيطرة علي الساحة بتوجهات غير صادقة.
فقد شاهدنا الاعلام الالكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي وأدركنا كيف اصبحت هذه الوسائل واحدة من أخطر أدوات التنظيمات المتشددة سواء علي مستوي التجنيد أو نشر الأفكار.
* كيف يمكن استعادة العقل خاصة أن البيئة الثقافية اصطبغت بطابع معاد للتفكير ومتوجس من الابداع؟
** هذه هي معركتنا الحقيقية وهو ما يستلزم من المفكرين جهداً فكريا لاخراج الأمة من أزمتها فالعالم العربي بحاجة إلي طاقة مدفوعة بروح العقلانية الراشدة والتنوير الذي يتجاوز الصراعات والأفكار الخاطئة نريد نظرة تجمع بين التحليل والنقد والاصلاح لبناء نظام معرفي يبعث الحياة في العقل العربي وتدفع عجلات الفكر لتبني استراتيجيات خلاقة خاصة بعد الخراب المدمر الذي نراه اليوم في العديد من البلدان.
لن نستطيع بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة إلا بالحراك وكسر حالة الجمود.
* من المسئول عن ايقاف هذا الخطر؟
** ليس هناك جهة بعينها نستطيع أن نلقي عليها بالمسئولية فالكل أهمل دوره في الماضي فكانت النتيجة هي الحالة المعقدة التي وصلنا إليها لذلك وجب علي كل المؤسسات الدينية والثقافية والبحثية والإعلامية أن تمارس دورها الحقيقي للخروج من تلك الأزمات والكوارث نحن في أمس الحاجة لنشر ثقافة الاعتدال والتسامح والحوار.
* ماذا عن الدور الذي تقوم به مؤسسة عيسي الثقافية في تكامل الخطاب الثقافي؟
** تركيزنا ينصب بقوة علي اقامة العديد من المشروعات الثقافية والتنموية للشباب سواء داخل البحرين أو في الدول العربية لأن توعيتهم وتثقيفهم ليكونوا اكثر تفهماً وقدرة للتعامل مع مناهج الحروب الحديثة فقد كانوا الورقة التي لعبوا عليها واستغلوها لخلق حالة الاضطرابات والفوضي في الدول التي شهدت الربيع العربي.
نسعي أيضا للتواصل مع المراكز المماثلة واقامة جسور من العمل المشترك خاصة في مصر والإمارات لتبادل الخبرات والمعلومات وتبني الأفكار المبدعة لمواجهة ما يحاك من مخططات ضد بلادنا.
* وماذا اعددتم للدورة الثانية من تحالف الفكر التي تستضيفها البحرين قريباً؟
** ونحن ننتظر انعقاد الدورة الثانية من تحالف الفكر في البحرين في النصف الأول من العام القادم بعد انعقاد الدورة الأولي في أبوظبي والتي حققت نجاحاً كبيراً بسبب القضايا المهمة التي ناقشها ننتظر أن تكون هناك رؤية عربية موحدة في مواجهة التحديات التي تواجهنا من خلال تقديم افكار جديدة تناسب المستجدات خاصة أن هناك فرصة وفسحة من الوقت امام الخبراء والمهتمين بالقضايا التي تم طرحها في الدورة الأولي.
* نريد أن يترجم هذا التعاون في مشروعات كبري تلملم شتات الشباب العربي؟
** سوف تشهد الأشهر القليلة القادمة تحركات فاعلة في هذا الصدد ومن خلال عملنا وتعاوننا مع العديد من المراكز الثقافية العربية سنخرج من اطار الندوات والمؤتمرات إلي إقامة مشروع تحقيق الأهداف التي نسعي اليها من استغلال الطاقات الشبابية في كل ما هو ايجابي وله مردود جيد علي أرض الواقع.
ومن أهم الاتفاقيات التي سوف يكون لها نتائج ايجابية هي اتفاقية التعاون التي تم توقيعها مع مكتبة الاسكندرية فهي خطوة جادة لبناء مناخ للتلاحم الفكري والقدرة علي التخطيط المشترك وتبني سياسات ثقافية أكثر قدرة علي المواجهة والتغيير.
نحن جميعا نستشعر خطورة ترك الشباب بلا أمل فلن نستطيع أن نهزم وننهي عصور التراجع والتردي إلا بالارتقاء بالثقافة العربية ووضعها في مكانتها اللائقة فهي حائط الصد أمام محاولات الغزو التي تريد أن تبتلع أوطاننا وأخيرا الاستثمار في البشر مطلوب فهو ضمانة حقيقية نحو عالم مستقر وآمن.
* أين الاقتصاد العربي في خضم الصراعات بين التكتلات العالمية؟
** في الحقيقة العالم العربي من أقل الدول تكاملاً فمازال حجم التجارة العربية ضئيلا في خضم التحديات غير المسبوقة التي تمر بها منطقتنا ولذلك تتأكد الأهمية القصوي للتكامل الاقتصادي العربي بل اعتبره جزءاً لا يتجزأ من منظومة الأمن القومي العربي ولا خيار أمام العرب سوي تفعيل منطقة التجارة العربية ثم اقامة السوق العربية المشتركة.
* في ظل النزاعات الدائرة في منطقتنا العربية والعلاقات المتوترة بين بعض الدول هل سيؤثر ذلك علي تشكيل القوة العربية المشتركة؟
** في البداية أود أن يتذكر الجميع أن القمة العربية التي عقدت في مارس الماضي بشرم الشيخ أقرت مشروع تشكيل القوة العربية المشتركة بهدف التدخل السريع لحماية وحفظ الأراضي العربية وكل هذا انطلاقا من رؤية ثاقبة تدرك حجم الخطر الداخلي والخارجي الذي يحيط بنا.
وعلي الرغم من تشكيل القوة تعطل نظراً لتأجيل انعقاد اجتماع مجلس الدفاع العربي المشترك إلا أننا يجب ألا نترك الأمر دون حراك ولا ضرر من أن يتم التشكيل بدولتين مثل مصر والأردن وبعض الدول الخليجية لأن نجاح تلك الخطوة في ظل إعادة ترتيب المنطقة وما يكتنفه احياناً من غموض وصعوبات أمر غاية في الأهمية وسوف يصبح دافعاً للعديد من الدول للانضمام في مراحل قادمة.
اعتقد أنه لابد أن تنحي المصالح الخاصة الضيقة والخلافات جانباً وإن تكون نظرة الجميع أشمل وأعمق لمجمل الأوضاع ورغبة أكبر في الحفاظ علي مستقبل الأمة.
وقد لمسنا ما لعبته عاصفة الحزم من دور أساسي في مواجهة الأخطار علي أمن المنطقة.
* ما هو مستقبل العلاقات المصرية البحرينية؟
** الماضي القريب والبعيد يثبت تطابق الآراء والتوجهات ودائما ما تحرص البحرين علي الوقوف بجانب مصر وتأييدها فهي رمانة الميزان للأمة العربية وأي تراجع في دورها ينعكس علي الوطن العربي بأسره والقيادة البحرينية تحرص علي توطيد وتنمية العلاقات بين البلدين بما يلبي طموحات الشعوب.
الروابط الوثيقة التي تجمعنا سوف تدفعنا دائما إلي العمل المتواصل والتعاون من أجل تحقيق التنمية والاستقرار في المنطقة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.