الأوقاف تواصل عمارة بيوت الله، تطوير وإنشاء 1329 مسجدًا في 10 أشهر    أمين حكماء المسلمين: نثق في استمرار مسيرة الأخوة الإنسانية بعد انتخاب بابا الفاتيكان    إزالة وصلات المياه الخلسة ومخالفات البناء بأكتوبر الجديدة    "منصف بعد ظلم سنين".. أول تعليق من ساويرس على تعديلات قانون الإيجار القديم    توريد 342 ألف طن قمح للصوامع والشون في الشرقية    الضرائب: 9 إعفاءات ضريبية لتخفيف الأعباء وتحفيز الاستثمار    السيسي يؤكد لعباس دعم مصر الكامل للقضية الفلسطينية ووقف إطلاق النار بغزة وإطلاق سراح الرهائن    الاحتلال يطلق النيران على منزل شرقي نابلس بالضفة الغربية    ترامب: العديد من الصفقات التجارية قيد الإعداد وكلها جيدة    أكرم القصاص: دعوة بوتين للرئيس السيسى لحضور احتفالات ذكرى النصر تقديرا لدور مصر    مليار دولار تكلفة عملية ترامب ضد الحوثى.. وتقرير: لا يزالوا قادرين على ضرب إسرائيل    محافظ دمياط يشهد ختام بطولة كرة القدم للكيانات الشبابية    خبر في الجول - لجنة التظلمات تحدد موعد استدعاء طه عزت بشأن أزمة القمة.. ولا نية لتقديم القرار    إصابة 10 أشخاص في حادث انقلاب ميكروباص بالمنيا    اصابة 10 اشخاص في حادث انقلاب في المنيا    شهادات مزورة ومقر بدون ترخيص.. «الطبيبة المزيفة» في قبضة المباحث    لا حج إلا بتصريح.. السديس في خطبة المسجد الحرام: تأشيرة الحج من لوازم شرط الاستطاعة    طرح الإعلان الأول لدراما "Mercy For None" الكورية (فيديو)    نائب وزير الصحة يشيد بأداء المنشآت الصحية بالأقصر ويحدد مهلة لتلافي السلبيات    سعر الأسمنت اليوم الجمعة 9 -5 -2025 الطن ب 4000 جنيه    قناة السويس تدعو شركات الشحن لاستئناف الملاحة تدريجيًا بعد هدوء الهجمات    الشباب والرياضة تنظم الإحتفال بيوم اليتيم بمركز شباب الحبيل بالأقصر    افتتاح 5 مساجد جديدة بعد تجديدها بالفيوم    رئيس الوزراء يؤكد حِرصه على المتابعة المستمرة لأداء منظومة الشكاوى الحكومية    البابا لاون الرابع عشر في قداس احتفالي: "رنموا للرب ترنيمة جديدة لأنه صنع العجائب"    جامعة القاهرة: أسئلة امتحانات الترم الثاني متنوعة لضمان العدالة    تنفيذ فعاليات حفل المعرض الختامي لأنشطة رياض الأطفال    مروان موسى: ألبومي الأخير نابع من فقدان والدتي    المنظمات الأهلية الفلسطينية: غزة تواجه أوضاعا خطيرة بسبب القيود الإسرائيلية    أحمد داش: جيلنا محظوظ ولازم يوجد صوت يمثلنا    ملتقى الثقافة والهوية الوطنية بشمال سيناء يؤكد رفض التهجير والتطبيع مع الكيان الصهيوني    هل يجوز الحج عن الوالدين؟ الإفتاء تُجيب    "موسم لا ينسى".. صحف إنجلترا تتغنى ب محمد صلاح بعد جائزة رابطة الكتاب    الزمالك في جولته الأخيرة أمام المقاولون في دوري الكرة النسائية    10 لاعبين يمثلون مصر في البطولة الأفريقية للشطرنج بالقاهرة    دمياط: قافلة طبية تحت مظلة حياة كريمة تقدم العلاج ل 1575 شخصا    أبو بكر الديب يكتب: مصر والمغرب.. تاريخ مشترك وعلاقات متطورة    المتحف المصري الكبير يستقبل 163 قطعة من كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون    محمد رياض يعلن تشكيل اللجنة العليا للدورة ال18 للمهرجان القومى للمسرح    عاجل.. الاتحاد السعودي يعلن تدشين دوري جديد بداية من الموسم المقبل 2025-2026    سائح من ألمانيا يشهر إسلامه داخل ساحة الشيخ المصرى الحامدى بالأقصر..فيديو    قصة وفاء نادرة.. كيف ردّ النبي الجميل لامرأتين في حياته؟    13 شهيدا وهدم للمنازل.. آخر تطورات العدوان الإسرائيلي في طولكرم ومخيميها    دون وقوع إصابات... سقوط سلك كهرباء تيار عالي على 3 منازل بكفر الشيخ والحماية المدنية تخمد الحريق    لطفل عمره 13 عامًا وشقيقته هي المتبرع.. نجاح أول عملية زرع نخاع بمستشفى أبوالريش المنيرة    وزيرة البيئة: التمويل وبناء القدرات ونقل التكنولوجيا عوامل مُمكّنة وحاسمة للعمل المناخي    كاف اعتمدها.. تعرف على المتطلبات الجديدة للمدربين داخل أفريقيا    سنن النبي وقت صلاة الجمعة.. 5 آداب يكشف عنها الأزهر للفتوى    سقوط شبكة دولية لغسل 50 مليون جنيه من تجارة المخدرات بمدينة نصر    محافظ القليوبية يستقبل وفد لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب لتفقد مستشفى الناس    إعلام إسرائيلي: تفاؤل أمريكى بإمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن قطاع غزة    الموافقة على الإعلان عن التعاقد لشغل عدة وظائف بجامعة أسيوط الأهلية (تفاصيل)    بسبب الأقراص المنشطة.. أولى جلسات محاكمة عاطلين أمام محكمة القاهرة| غدا    التنمر والتحرش والازدراء لغة العصر الحديث    طريقة عمل الآيس كوفي، الاحترافي وبأقل التكاليف    الكشف عن طاقم تحكيم مباراة الزمالك وسيراميكا بالدوري    «ملحقش يتفرج عليه».. ريهام عبدالغفور تكشف عن آخر أعمال والدها الراحل    الجثمان مفقود.. غرق شاب في ترعة بالإسكندرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجيش المصري يحارب الإرهاب نيابة عن الجميع
نشر في المساء يوم 26 - 09 - 2015

الشيخ الدكتور خالد بن خليفة المدير التنفيذي لمركز عيسي الثقافي بالبحرين يتمتع بقدرة كبيرة علي استشعار الخطر الذي يحيط بالأمة العربية. والتحديات التي تواجه الأمن القومي العربي خاصة في ظل تنامي المخططات الخارجية التي تسعي لإشاعة روح الفرقة والتقسيم وخلق كيانات متفرقة لا تقوي علي التصدي للتنظيمات الإرهابية التي تعبث بأمن واستقرار الدول.. "المساء الأسبوعية" التقت به في حوار خاص أكد أننا بحاجة ماسة إلي ثورة جديدة تحترم العقل وتنبذ العنف بكل صوره وأشكاله وتؤسس لمجتمعات تسود فيها الثقة بين جميع الطوائف.
قال إنه لا أمل لدي الشباب إلا بالحد من ظاهرة البطالة وإقامة العديد من المشروعات المشتركة التي تعود بالخير علي الجميع.
أشار إلي ضرورة التكاتف والتكتل العربي لمواجهة الصراعات الطائفية التي تؤثر علي مجمل الأوضاع السياسية في المنطقة العربية مؤكداً أن الشيعة العرب أول من تصدي لتغلغل النفوذ الإيراني.
أوضح أن الإرهاب هو داعر العصر والجهود الفردية لن تفلح في استئصال جرائمه المنتشرة في جميع الأرجاء ولابد من تعاون المجتمع الدولي من أجل محاربته ومحاصرته والا سيدفع الجميع الثمن.
أكد أن مصر هي القادرة علي إعادة الأمن والاستقرار للمنطقة العربية بكل ما تقدمه من تضحيات ومواجهات تتصدي للموجات الإرهابية.
أشار إلي أن المرحلة القادمة ستشهد المزيد من التعاون المشترك علي الصعيد الثقافي بين مركز عيسي الثقافي والمراكز العربية في إطار توعية الشباب ودعمهم لحمايتهم من السقوط في مفرخة الإرهاب.
* المطالبات بضرورة الإ صلاح الديني لا تتوقف.. فما رأيكم؟
** الإصلاح الديني لابد أن يكون قائماً علي احترام العقل ونبذ العنف والتعصب واحتكار الصواب. نريد الارتكاز علي ثورة روحية وأخلاقية تؤسس لمجتمعات تسود الثقة فيها بين جموع المواطنين بكل طوائفهم.
لابد من التأسيس علي مبادئ إنسانية وأخلاقية.. فلن يكتمل أي جهد أو مشروع للتنوير والإصلاح الديني في المنطقة العربية دون الاشتغال والعمل علي فكرة إصلاح المثل والقيم الدينية.
* ماذا عن الاهتمام برعاية الشباب في هذه المرحلة؟
** أعتقد أن هذا هو السبيل الوحيد لمواجهة ما يحيط بالأمة العربية من تحديات ومخاطر تستهدف النيل من أمنها واستقرارها. فالشباب هم ركيزة أي أمة ومستقبلها. وإعدادهم بصورة صحيحة يمثل أكثر من نصف العلاج. ولن يتحقق هذا إلا بتوافر عدة ركائز أساسية يأتي في مقدمتها الأنظمة التعليمية التي تنمي ثقافة البحث والتفكير العلمي القائم علي التحليل والتفكير.
لابد من الاهتمام الجاد بالتنمية بشقيها الثقافي والاجتماعي بشرط أن تكون هناك مشروعات مشتركة تتوحد فيها الرؤية فنحن الآن لا نملك رفاهية إضاعة الوقت ويجب أن يدرك الجميع أننا أمام تحد كبير. وبالإرادة القوية سنبلغ أهدافنا.
والأهم هو الحد من انتشار ظاهرة البطالة بين أوساط الشباب.
* الصراع الطائفي أصبح حقيقة لا يمكن إنكارها فما هي انعكاساته؟
** لا أحد ينكر ازدياد صعوبة تعامل أبناء كل طائفة مع الطوائف الأخري. لكن أؤكد أن الأمر لا يتعلق بقناعات دينية ومذهبية. بل بمصالح وأموال ونفوذ وامتدادات خارجية تؤدي إلي تفكيك كيانات الدول.
لابد أن تسود قاعدة الانتماء للوطن والدولة للجميع وأؤكد أن انعكاس الطائفية علي الدول والمجتمعات والمنطقة ككل أمر كارثي وهو الدمار والشتات.
* في ظل العنف والصراع والإرهاب الذي يهدف إلي وضع أصحاب الطوائف والأديان في حالة مواجهة كيف يمكن القضاء علي هذه الإشكاليات؟
** هذه اتجاهات ومحاولات لبث الفرقة والتشتت بين أوصال الدول العربية وهي جديدة علي مجتمعاتنا العربية حتي الصراعات المماثلة في العصور القديمة كانت سريعاً ما تذوب وتتلاشي ومصر هي الشقيقة الكبري التي تعلمنا منها جميعاً التعايش وقبول الآخر وثقافة الوسطية التي تبناها الأزهر الشريف منذ ما يزيد علي 1000 عام. فالأزهر ليس فقط منارة لنشر الدين وتعاليمه الصحيحة ولكنه علي مدار العصور منارة ثقافية وعلمية واجتماعية لعبت الدور الأكبر في تشكيل الوعي العربي بأهمية التماسك ونبذ روح التعصب والتطرف التي أصبحت تحاصرنا الآن.
* إذا كانت تقوية التنظيمات الطائفية والمليشيات المسلحة هي أدوات لتدمير الدول فكيف يمكننا مجابهة هذه التحديات؟
** بالفعل لايزال خطر تفكيك وتدمير الدولة الوطنية قائماً بدليل ما يجري في العراق وسوريا وليبيا. وبالتحديد ما يحدث في سوريا والعراق هو النموذج الذي يراد له أن يعم الوطن العربي فهو يقوم علي إشعال الصراع الطائفي كمقدمة لتدمير الدولة الوطنية والتقسيم الفعلي لها وأن يمتد إلي باقي الدول العربية ولعل ما سمي تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" يعمل في كل اتجاه علي نشر الدمار والتفكك لذلك أري أنه لابد من تحصين الجبهة الداخلية للدول وبناء مشروع عربي استراتيجي متكامل يقف حصناً منيعاً ضد تلك التهديدات.
* ما رأيك. في الاتفاق النووي الإيراني وتأثيره علي المنطقة؟
** علي الرغم من كل الخلافات في الآراء حول تأثيرات وتداعيات الاتفاق النووي فإن مخاوف دول مجلس التعاون الخليجي حقيقية ولا مبالغة فيها فالاتفاق يدشن لمرحلة جديدة من تاريخ الشرق الأوسط ويعيد ترتيب خريطة التحالفات بالمنطقة وقد أكد المحللون أن الاتفاق وما ترتب عليه من رفع العقوبات عن إيران سوف يعطيها قدرات مادية ضخمة لدعم القوي التابعة لها في المنطقة وما تمارسه من تخريب وإرهاب وسوف يعطيها دفعة أكبر في المضي لمحاولة تنفيذ مشروعها التوسعي الطائفي.
أؤكد أن ضمان وتحقيق الأمن الخليجي خطوة هامة في إطار الأمن القومي العربي وضرورة دعم الجيش العربي المشترك بين دول التحالف هو سبيلنا في خطوات المواجهة إزاء تلك المخاطر الجسيمة. علينا أن نتمسك بالتعاون الشامل كخيار استراتيجي في مواجهة ما يؤثر علي مجمل الأوضاع السياسية في المنطقة العربية والقضايا المثارة بداخلها.
* هل النجاحات التي حققتها عاصفة الحزم من الممكن أن توقف المشروع الطائفي التوسعي لإيران؟
** حقيقة عاصفة الحزم وجهت ضربة قاصمة لهذا المشروع في الخليج العربي. ولكن ذلك لم يجعل إيران تتخلي عن رؤيتها. ومن المتوقع أن تزداد شراسة في محاولة تنفيذ مشروعها وستستمر بالسعي نحو تكثيف تدخلاتها الإرهابية في دول الخليج. والدليل هو كم الأسلحة التي ضبطت في الكويت ومصدرها حزب الله بلبنان وإيران كما أن العمليات الإرهابية المتواصلة في البحرين من تفجيرات واغتيالات مصدرها أيضاً إيران.
* كيف تري موقف الشيعة العرب في التصدي للصراع الطائفي؟
** لا نستطيع أن نغفل إيمان الشيعة العرب بالقومية العربية. ويكفي أن أذكر ما حدث في بداية السبعينيات عندما أراد شاه إيران السابق الاستيلاء علي البحرين وضمها لإيران فكان أول من تصدي لهذا المخطط شيعة البحرين الذين ضربوا مثالاً لا ينسي في التمسك بعروبتهم ورفض الانسياق وراء الأطماع المذهبية.
وأنا علي ثقة وإيمان بأن الطرف الذي سيلعب الدور الأكبر في مواجهة محاولات التغلغل الشيعة الإيراني في العراق وسوريا هم أيضا الشيعة العرب.
لابد أيضاً من آليات عربية لوقف التدهور والتصدي لكل مصادر الخطر والتهديدات الخارجية.
* كيف يمكن إخراج الأديان من دائرة الصراعات؟
** مصر والبحرين يشتركان في أنهما من أكثر الدول احتراما وإيمانا بحرية العقيدة والعبادات وممارسة الطقوس بلا تضييق ولكن هناك بعض الدول التي استغلت الإعلام في تفجير هذا الملف وجعلت الدين كحقل الألغام الذي ينفجر في وجه الآخر وحروب الجيل الرابع والخامس لم تعد تعتمد كما شاهدنا علي المواجهة بالأسلحة التقليدية ولكن باستعمار العقول والفكر وبث الأفكار المغلوطة والمتطرفة لخلق كيانات جديدة ذات طابع متقزم يسود بينها الصراع.
* سؤال الساعة ما مدي قدرة المنطقة العربية علي التخلص من الإرهاب؟
** دعونا نعترف بصراحة أن الجهود الفردية لن تفلح علي الاطلاق في استئصال جرائم الارهاب فلابد من الاستماع لصوت العقل والاستجابة للدعوة التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي بتكاتف المجتمع الدولي لمحاربة الإرهاب بكل صوره كفكر وممارسة.
ففي ظل تشابك وتعقد الظاهرة ومشاركة أطراف عديدة بالتمويل والتدريب والمعلمات لن تستطيع أي دولة بمفردها من القضاء عليه وإهمال الواه الدولية سيدفع الجميع ثمنها عاجلا أم آجلا فالتنظيمات الارهابية محترفة ومنتشرة حول العالم ولها خلايا خفية لضرب مصالح الدولة وإضعافها.
لقد أصبح الإرهاب داء العصر وليس له دين ولا وطن.
* كيف ترون الدور المصري في التصدي لموجات الإرهاب؟
** لا أحد ينكر أن مصر لعبت الدور الأعظم في التصدي لجرائم الإرهاب وتحديداً في سيناء فقد ضرب الجيش المصري أروع مثل في الحفاظ والذود عن مقدرات الشعب ووجه ضربات قاصمة للإرهابيين وآخرها ما نتابعه من تنفيذ عملية "حق الشهيد" الجيش المصري هنا لا يدافع عن مصر فقط بل عن الأمة العربية بأسرها التي تمر بمنعطف خطير فالإرهاب ظاهرة عابرة للحدود تنتقل وتتوحش مثل الوباء.
أؤكد أن ما تقوم به مصر من مواجهات هو لحماية سائر دول المنطقة ولنشر دعائم الأمن والاستقرار.
* هل بالمواجهات الأمنية فقط نقضي علي الإرهاب؟
** هذه المواجهات لا نستطيع أن ننكر أهميتها ودورها في استئصال العناصر التي وقعت أسيرة لهذا الفكر الظلامي ومنفذة لتوجهاته ولكن المؤسسات الأخري مسئوليتها أن تمنع من البداية وقوع الشباب في مفرخة الارهاب التي تخرج الينا عقولا خربة وقلوبا غليظة الحاجة ماسة وملحة أكثر من أي وقت مضي لمواجهة الأفكار الظلامية مما لا شك فيه أن ضعف الوعي والتعليم يساعد الجماعات الارهابية علي اعادة انتاج ممارستها والحرب ضد الفكر المتطرف بكل جماعته وتنظيماته يجب ألا تكون محصورة في النطاق العسكري والأمني بل هي حرب ممتدة ذات طابع فكري تتطلب تخطيطا بعيد المدي لا يقل أهمية عن المعالجات الأمنية.
* في ظل تراجع دور المثقف العربي كيف يتم التغيير؟
** هذا ليس خطأ المثقفين وحدهم لكن تشاركهم حكومات العديد من الدول التي وقفت موقفا غير توافقي مع بعض المثقفين ولم توفر لهم المناخ المناسب لنشر أفكارهم التنويرية بل تركت الساحة أمام الغزو الفضائي وقوي الظلام التي تروج للأفكار المسمومة وإذا عدنا إلي الوراء قليلا وتحديداً مع بداية ما اطلق عليه الربيع العربي فوجئنا بأن الاعلام هو البطل الحقيقي لهذه المؤامرة من خلال بث المعلومات المغلوطة للسيطرة علي الساحة بتوجهات غير صادقة.
فقد شاهدنا الاعلام الالكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي وأدركنا كيف اصبحت هذه الوسائل واحدة من أخطر أدوات التنظيمات المتشددة سواء علي مستوي التجنيد أو نشر الأفكار.
* كيف يمكن استعادة العقل خاصة أن البيئة الثقافية اصطبغت بطابع معاد للتفكير ومتوجس من الابداع؟
** هذه هي معركتنا الحقيقية وهو ما يستلزم من المفكرين جهداً فكريا لاخراج الأمة من أزمتها فالعالم العربي بحاجة إلي طاقة مدفوعة بروح العقلانية الراشدة والتنوير الذي يتجاوز الصراعات والأفكار الخاطئة نريد نظرة تجمع بين التحليل والنقد والاصلاح لبناء نظام معرفي يبعث الحياة في العقل العربي وتدفع عجلات الفكر لتبني استراتيجيات خلاقة خاصة بعد الخراب المدمر الذي نراه اليوم في العديد من البلدان.
لن نستطيع بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة إلا بالحراك وكسر حالة الجمود.
* من المسئول عن ايقاف هذا الخطر؟
** ليس هناك جهة بعينها نستطيع أن نلقي عليها بالمسئولية فالكل أهمل دوره في الماضي فكانت النتيجة هي الحالة المعقدة التي وصلنا إليها لذلك وجب علي كل المؤسسات الدينية والثقافية والبحثية والإعلامية أن تمارس دورها الحقيقي للخروج من تلك الأزمات والكوارث نحن في أمس الحاجة لنشر ثقافة الاعتدال والتسامح والحوار.
* ماذا عن الدور الذي تقوم به مؤسسة عيسي الثقافية في تكامل الخطاب الثقافي؟
** تركيزنا ينصب بقوة علي اقامة العديد من المشروعات الثقافية والتنموية للشباب سواء داخل البحرين أو في الدول العربية لأن توعيتهم وتثقيفهم ليكونوا اكثر تفهماً وقدرة للتعامل مع مناهج الحروب الحديثة فقد كانوا الورقة التي لعبوا عليها واستغلوها لخلق حالة الاضطرابات والفوضي في الدول التي شهدت الربيع العربي.
نسعي أيضا للتواصل مع المراكز المماثلة واقامة جسور من العمل المشترك خاصة في مصر والإمارات لتبادل الخبرات والمعلومات وتبني الأفكار المبدعة لمواجهة ما يحاك من مخططات ضد بلادنا.
* وماذا اعددتم للدورة الثانية من تحالف الفكر التي تستضيفها البحرين قريباً؟
** ونحن ننتظر انعقاد الدورة الثانية من تحالف الفكر في البحرين في النصف الأول من العام القادم بعد انعقاد الدورة الأولي في أبوظبي والتي حققت نجاحاً كبيراً بسبب القضايا المهمة التي ناقشها ننتظر أن تكون هناك رؤية عربية موحدة في مواجهة التحديات التي تواجهنا من خلال تقديم افكار جديدة تناسب المستجدات خاصة أن هناك فرصة وفسحة من الوقت امام الخبراء والمهتمين بالقضايا التي تم طرحها في الدورة الأولي.
* نريد أن يترجم هذا التعاون في مشروعات كبري تلملم شتات الشباب العربي؟
** سوف تشهد الأشهر القليلة القادمة تحركات فاعلة في هذا الصدد ومن خلال عملنا وتعاوننا مع العديد من المراكز الثقافية العربية سنخرج من اطار الندوات والمؤتمرات إلي إقامة مشروع تحقيق الأهداف التي نسعي اليها من استغلال الطاقات الشبابية في كل ما هو ايجابي وله مردود جيد علي أرض الواقع.
ومن أهم الاتفاقيات التي سوف يكون لها نتائج ايجابية هي اتفاقية التعاون التي تم توقيعها مع مكتبة الاسكندرية فهي خطوة جادة لبناء مناخ للتلاحم الفكري والقدرة علي التخطيط المشترك وتبني سياسات ثقافية أكثر قدرة علي المواجهة والتغيير.
نحن جميعا نستشعر خطورة ترك الشباب بلا أمل فلن نستطيع أن نهزم وننهي عصور التراجع والتردي إلا بالارتقاء بالثقافة العربية ووضعها في مكانتها اللائقة فهي حائط الصد أمام محاولات الغزو التي تريد أن تبتلع أوطاننا وأخيرا الاستثمار في البشر مطلوب فهو ضمانة حقيقية نحو عالم مستقر وآمن.
* أين الاقتصاد العربي في خضم الصراعات بين التكتلات العالمية؟
** في الحقيقة العالم العربي من أقل الدول تكاملاً فمازال حجم التجارة العربية ضئيلا في خضم التحديات غير المسبوقة التي تمر بها منطقتنا ولذلك تتأكد الأهمية القصوي للتكامل الاقتصادي العربي بل اعتبره جزءاً لا يتجزأ من منظومة الأمن القومي العربي ولا خيار أمام العرب سوي تفعيل منطقة التجارة العربية ثم اقامة السوق العربية المشتركة.
* في ظل النزاعات الدائرة في منطقتنا العربية والعلاقات المتوترة بين بعض الدول هل سيؤثر ذلك علي تشكيل القوة العربية المشتركة؟
** في البداية أود أن يتذكر الجميع أن القمة العربية التي عقدت في مارس الماضي بشرم الشيخ أقرت مشروع تشكيل القوة العربية المشتركة بهدف التدخل السريع لحماية وحفظ الأراضي العربية وكل هذا انطلاقا من رؤية ثاقبة تدرك حجم الخطر الداخلي والخارجي الذي يحيط بنا.
وعلي الرغم من تشكيل القوة تعطل نظراً لتأجيل انعقاد اجتماع مجلس الدفاع العربي المشترك إلا أننا يجب ألا نترك الأمر دون حراك ولا ضرر من أن يتم التشكيل بدولتين مثل مصر والأردن وبعض الدول الخليجية لأن نجاح تلك الخطوة في ظل إعادة ترتيب المنطقة وما يكتنفه احياناً من غموض وصعوبات أمر غاية في الأهمية وسوف يصبح دافعاً للعديد من الدول للانضمام في مراحل قادمة.
اعتقد أنه لابد أن تنحي المصالح الخاصة الضيقة والخلافات جانباً وإن تكون نظرة الجميع أشمل وأعمق لمجمل الأوضاع ورغبة أكبر في الحفاظ علي مستقبل الأمة.
وقد لمسنا ما لعبته عاصفة الحزم من دور أساسي في مواجهة الأخطار علي أمن المنطقة.
* ما هو مستقبل العلاقات المصرية البحرينية؟
** الماضي القريب والبعيد يثبت تطابق الآراء والتوجهات ودائما ما تحرص البحرين علي الوقوف بجانب مصر وتأييدها فهي رمانة الميزان للأمة العربية وأي تراجع في دورها ينعكس علي الوطن العربي بأسره والقيادة البحرينية تحرص علي توطيد وتنمية العلاقات بين البلدين بما يلبي طموحات الشعوب.
الروابط الوثيقة التي تجمعنا سوف تدفعنا دائما إلي العمل المتواصل والتعاون من أجل تحقيق التنمية والاستقرار في المنطقة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.