لحظة إطلاق باكستان صواريخ على مواقع هندية ردا على العدوان الهندي (فيديو)    دوي انفجارات في مدينتي أمريتسار وجامو الهنديتين وسط تصاعد التوترات    الرئيس السيسي يعود إلى أرض الوطن بعد مشاركته في احتفالات عيد النصر في موسكو    بعد 12 ساعة، السيطرة على حريق شونة الكتان بشبراملس في الغربية، و20 صورة ترصد ما حدث    بعد 8 ساعات.. السيطرة على حريق شونة الكتان بشبرا ملس    نشرة التوك شو| البترول تعلق على أزمة البنزين المغشوش.. وتفاصيل جديدة في أزمة بوسي شلبي    طحالب خضراء تسد الفجوة بنسبة 15%| «الكلوريلا».. مستقبل إنتاج الأعلاف    الشعب الجمهوري بالمنيا ينظم احتفالية كبرى لتكريم الأمهات المثاليات.. صور    شعبة الأجهزة الكهربائية: المعلومات أحد التحديات التي تواجه صغار المصنعين    مدير مدرسة السلام في واقعة الاعتداء: «الخناقة حصلت بين الناس اللي شغالين عندي وأولياء الأمور»    برلمانية: 100 ألف ريال غرامة الذهاب للحج بدون تأشيرة    جيش الاحتلال يصيب فلسطينيين بالرصاص الحي بالضفة الغربية    طريقة عمل الخبيزة، أكلة شعبية لذيذة وسهلة التحضير    عقب الفوز على بيراميدز.. رئيس البنك الأهلي: نريد تأمين المركز الرابع    سعر الذهب اليوم وعيار 21 الآن بعد آخر تراجع بمستهل تعاملات السبت 10 مايو 2025    الشقة ب5 جنيهات في الشهر| جراحة دقيقة بالبرلمان لتعديل قانون الإيجار القديم    استشهاد قائد كتيبة جنين في نابلس واقتحامات تطال رام الله    العثور على جثة متفحمة داخل أرض زراعية بمنشأة القناطر    زعيم كوريا الشمالية: مشاركتنا في الحرب الروسية الأوكرانية مبررة    هل تجوز صلاة الرجل ب"الفانلة" بسبب ارتفاع الحرارة؟.. الإفتاء توضح    الهند تستهدف 3 قواعد جوية باكستانية بصواريخ دقيقة    الترسانة يواجه «وي» في افتتاح مباريات الجولة ال 35 بدوري المحترفين    «زي النهارده».. وفاة الفنانة هالة فؤاد 10 مايو 1993    ملك أحمد زاهر تشارك الجمهور صورًا مع عائلتها.. وتوجه رسالة لشقيقتها ليلى    «زي النهارده».. وفاة الأديب والمفكر مصطفى صادق الرافعي 10 مايو 1937    تكريم منى زكي كأفضل ممثلة بمهرجان المركز الكاثوليكي للسينما    «ليه منكبرش النحاس».. تعليق مثير من سيد عبدالحفيظ على أنباء اتفاق الأهلي مع جوميز    غدا انطلاق هاكاثون 17.. وحلول تكنولوجية لأهداف التنمية الاكثر الحاحا التعليم والصحة والطاقة والتنمية والمناخ    «غرفة السياحة» تجمع بيانات المعتمرين المتخلفين عن العودة    «صحة القاهرة» تكثف الاستعدادات لاعتماد وحداتها الطبية من «GAHAR»    حريق ضخم يلتهم مخزن عبوات بلاستيكية بالمنوفية    عباسى يقود "فتاة الآرل" على أنغام السيمفونى بالأوبرا    ستاندرد آند بورز تُبقي على التصنيف الائتماني لإسرائيل مع نظرة مستقبلية سلبية    حدث في منتصف الليل| ننشر تفاصيل لقاء الرئيس السيسي ونظيره الروسي.. والعمل تعلن عن وظائف جديدة    تعرف على منافس منتخب مصر في ربع نهائي كأس أمم أفريقيا للشباب    رايو فاليكانو يحقق فوزا ثمينا أمام لاس بالماس بالدوري الإسباني    الأعراض المبكرة للاكتئاب وكيف يمكن أن يتطور إلى حاد؟    هيثم فاروق يكشف عيب خطير في نجم الزمالك.. ويؤكد: «الأهداف الأخيرة بسببه»    متابعة للأداء وتوجيهات تطويرية جديدة.. النائب العام يلتقي أعضاء وموظفي نيابة استئناف المنصورة    البترول: تلقينا 681 شكوى ليست جميعها مرتبطة بالبنزين.. وسنعلن النتائج بشفافية    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية بالبنك المركزي المصري    جامعة القاهرة تكرّم رئيس المحكمة الدستورية العليا تقديرًا لمسيرته القضائية    يسرا عن أزمة بوسي شلبي: «لحد آخر يوم في عمره كانت زوجته على سُنة الله ورسوله»    انطلاق مهرجان المسرح العالمي «دورة الأساتذة» بمعهد الفنون المسرحية| فيديو    عمرو أديب بعد هزيمة بيراميدز: البنك الأهلي أحسن بنك في مصر.. والزمالك ظالم وليس مظلومًا    أمين الفتوى: طواف الوداع سنة.. والحج صحيح دون فدية لمن تركه لعذر (فيديو)    أسخن 48 ساعة في مايو.. بيان مهم بشأن حالة الطقس: هجمة صيفية مبكرة    بسبب عقب سيجارة.. نفوق 110 رأس أغنام في حريق حظيرة ومزرعة بالمنيا    النائب العام يلتقي أعضاء النيابة العامة وموظفيها بدائرة نيابة استئناف المنصورة    «بُص في ورقتك».. سيد عبدالحفيظ يعلق على هزيمة بيراميدز بالدوري    «لماذا الجبن مع البطيخ؟».. «العلم» يكشف سر هذا الثنائي المدهش لعشاقه    ما حكم من ترك طواف الوداع في الحج؟.. أمين الفتوى يوضح (فيديو)    عميد تجارة عين شمس: دمج المناهج الحالية مع التقنيات الحديثة    خطيب الجامع الأزهر: الحديث بغير علم في أمور الدين تجرُؤ واستخفاف يقود للفتنة    رئيس جامعة الإسكندرية يستقبل وفد المجلس القومي للمرأة (صور)    البابا لاون الرابع عشر في قداس احتفالي: "رنموا للرب ترنيمة جديدة لأنه صنع العجائب"    هل يجوز الحج عن الوالدين؟ الإفتاء تُجيب    رئيس الوزراء يؤكد حِرصه على المتابعة المستمرة لأداء منظومة الشكاوى الحكومية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مواجهة الإرهاب.. ليست مسئولية مصر وحدها
نحتاج تكاتفاً دولياً لاقتلاع جذوره
نشر في المساء يوم 31 - 01 - 2015

العلاقات المصرية الإماراتية ومستقبل التعاون العربي في ظل الأوضاع والمخاطر المحيطة بالمنطقة العربية من التطرف والإرهاب والقوي الظلامية المتشددة التي تغذي الصراعات وتعمل علي تجهيل الفكر وإشعال الفتن والعودة إلي عصور التخلف والتردي وغيرها من القضايا الشائكة التي تسيطر علي المشهد العربي في ضوء الأحداث المتلاحقة كانت محور لقائنا مع المفكر د.جمال سند السويدي مدير مركز الإمارات للبحوث والدراسات الاستراتيجية.
أكد أن الثلاثين من يونيه هو بداية جديدة للأمة العربية التي عاشت عصر التفكك بعد ثورات الربيع.
قال إن مصر تخوض معركة ضارية ضد الإرهاب الأسود لكننا بحاجة إلي تكاتف دولي لاقتلاع جذوره فالخطر لم يعد بعيداً عن الجميع.
أوضح أن التحديات التي تواجه العالم العربي كثيرة بدءاً من الفقر والبطالة وانتشار الفساد بصوره المتعددة إلي محاربة الغلو والتطرف الديني.
أشار إلي أن التعاون بين القاهرة وأبو ظبي يعد نموذجاً متميزاً في المنطقة لأنه يعمل لإعلاء مصالح الدولتين والشعبين وسائر شعوب المنطقة العربية.
شدد علي ضرورة الارتقاء بالأنظمة التعليمية والثقافة وسائر المنابر التنويرية القادرة علي النهوض برأس المال البشري وبناء مجتمع المعرفة القادر علي تحقيق التنمية المستدامة.
* كيف تري ثورة 30 يونيه؟
** هذه الثورة التي تكاتف فيها الشعب المصري بكل أطيافه ستظل محفورة في وجدان الشعوب العربية لأنها بداية عصر جديد للأمة العربية لقد انقذت مصر العالم العربي والإسلامي فهناك دول في المنطقة كانت في طريقها للزوال.
وما حدث في تونس ونجاح السبسي وكذلك ما حدث في البحرين كلها مؤشرات إيجابية ونتيجة مطمئنة لوعي الشعوب.
لقد استطاعت مصر بثورتها أن تضع حداً للقوي الإرهابية المتطرفة.
أؤكد أنه بدون اقتلاع الإرهاب من وطننا لن تكون هناك تنمية أو تقدم.
الإرهاب
* مما لاشك فيه أن الإرهاب هو التحدي الصعب والخطير الذي نعيشه الآن.. هل نحن بحاجة إلي عمل عربي مشترك للنجاح في هذه العركة؟
** أود الإشادة بالجهود الجبارة التي يبذلها الجيش المصري في سيناء والنجاحات التي حققها والمعركة الآن ليست معركة مصر بمفردها إنما هي معركة مصير لشعوب العالم فالكل يكتوي بنيرانه دون تفرقة لذلك فهو يتطلب تحركاً واعياً وقوياً من جانب المجتمع الدولي.
والدول العربية لم يعد أمامها إلا خيار واحد هو الاتحاد والتكتل ضد الإرهاب والرئيس عبدالفتاح السيسي لديه رؤية ويسير وفق استراتيجية محددة للنهوض بمصر والأمة العربية وهذه المرحلة تحتاج لتضافر الجهود العربية فما حدث في مصر من الممكن أن يحدث في أي بلد عربي والخطر لم يعد بمنأي عن أحد.
المصالحة
* هناك من يطالب بالمصالحة والحوار مع الجماعات الدينية فما رأيكم؟
** إن المنادين بضرورة الحوار مع الجماعات الدينية السياسية خاصة الإخوان المسلمين يتناسون أن هذه الجماعة كانت المنبع والمصدر للغالبية العظمي من التنظيمات الجهادية المتطرفة التي ابتلي بها العالمان العربي والإسلامي خلال العقود الأربعة الماضية. أعتقد أن زيف ادعاءات الجماعات الدينية السياسية قد انكشف ولقد أثبت الواقع أنه ليس لديها أكثر من الشارات الرنانة ولا تملك خططاً أو مشروعات كما أن رؤاها السياسية ليست سوي تخيلات غير واقعية يمكن أن يؤدي انتهاجها إلي عواقب وخيمة.
وهناك أيضاً نزعتها إلي إقصاء الآخر والمختلف عنها عقائدياً أو فكرياً أو سياسياً بصورة تصل إلي العنصرية والقتل.
هل يعتقد أحد بعد ما شهدته الجماعات الدينية من إخفاق في ظل تجربة حكم الإخوان المسلمين في مصر وعدم نجاح حزب حركة النهضة في إدر شئون الحكم في تونس أنه بالإمكان أن يكون لمثل هذه الجماعات مستقبل في الحكم أو في الحياة.. لقد أسدل الستار نهائياً علي هذه الجماعة.
* في ضوء المؤشرات الراهنة ما هو مستقبل جماعات الإسلام السياسي؟
** يعتقد البعض أن نهاية الجماعات وأفولها اقترب بعد حصاد الفشل والإخفاق لكن في حقيقة الأمر أري هذا لن يحدث إلا بشروط وهو وجود البديل الأفضل تنموياً الذي يخرج الدول المتعثرة من مشكلاتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المتراكمة عبر عقود طويلة في الأمن وفي ظل التحديات التي تواجه العديد من الدول العربية والإسلامية ومع محدودية الامكانيات المتاحة وتزايد تطلعات الشعوب إلي مستويات معيشية أفضل ومن المتوقع أن تؤدي أي عثرات محتملة في بعض الدول إلي عودة بعض الفئات إلي النظر إلي هذه الجماعات علي أنها قد تكون البديل الأفضل متناسية فشلها السابق وعدم قدرتها علي وضع سياسات وبرامج فاعلة في معالجة المشكلات لذلك أؤكد أهمية معالجة المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والارتقاء بالتعليم.
التحديات
* ما هي أهم التحديات التي تواجه العالم العربي؟
** من خلال استطلاعات الرأي التي تم إجراؤها في الإمارات من خلال شرائح مختلفة من المواطنين والمقيمين من العرب تصدر الوضع الاقتصادي الأولوية بما يشمله من فقر وبطالة وفساد وارتفاع في الأسعار تلاه تحقيق الاستقرار والأمن ثم محاربة التطرف الديني والفساد المالي والإداري وهذه الأولويات علي ترتبيها المالي أو حتي ترتيب مغاير لم تكن تحظي بالأهمية ذاتها ضمن أجندة هذه الجماعات الدينية السياسية التي تولت الحكم حيث سبقتها قضايا واهتمامات لا علاقة لها بحياة الشعوب ومعاناتها مثل السيطرة علي مفاصل الدولة والهيمنة واحتكار السلطة والتمدد السياسي والاجتماعي وهذه النتائج تتفق تماماً مع ما رصده مشروع الباروميتر العربي الذي أجري في 11 دولة عربية خلال عامي 2010 .2011
* التدخلات الغربية في الشأن العربي باسم حقوق الإنسان لا حدود لها كيف يمكننا إيقاف هذا النهج؟
** الدول الغربية تستغل هذه المسألة لأغراض ومصالح تخدمها بالدرجة الأولي وحين يتعلق الأمر بأمنها واستقرارها ترفض الاعتراف بحقوق الإنسان والدلائل الشواهد علي ذلك متعددة مثال ما يحدث في معتقل جونتانامو وما حدث بولاية ميزوري الأمريكية.
علي أية حال تقوم النظم السياسية الديمقراطية في دول العالم المتقدم علي إعطاء الأولوية لمتطلبات الأمن القومي علي حساب مباديء الحكم الديمقراطي مما يؤدي إلي تأثيرات سلبية في حقوق الإنسان والحريات المدنية.
* شاركتم في مؤتمر مكافحة الإرهاب الذي عقدته مؤسسة دار التحرير هل يمكن أن يكون عاملاً مساعداً في التصدي للظاهرة؟
** قدم المؤتمر العديد من الأطروحات والدراسات العامة في هذا المجال لكن المهم تنفيذ التوصيات والاستفادة من الأبحاث والدراسات المختلفة بشكل جيد والأهم استمرارية هذه الفاعليات التي تفتح آفاقاً واسعة للحوار وتبادل الفكر والمعرفة والوصول إلي أفضل صيغ للتعاون الجاد لمواجهة كافة المشاكل والتحديات الصحوة لابد أن تستمر فلن يكتمل أي جهد أو مشروع للإصلاح والمكافحة في المنطقة العربية دون العمل المضني وأعتقد أن المؤتمر فتح شهية الباحثين علي التعاون والتواصل لمواجهة الظاهرة.
العلاقات المشتركة
* تعد العلاقات المصرية الإماراتية نموذجاً متميزاً في التعاون والتلاحم فما رأيكم؟
** تربطنا بمصر علاقات تاريخية تتميز بالخصوصية أرساها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وما يتم الآن من تعاون وتعزيز للعلاقات الاقتصادية ضرورة تخدم المصالح الاستراتيجية للبلدين والشعبين الشقيقين وكذلك المنطقة.
لقد أكد الرئيس السيسي خلال زيارته أهمية تعزيز وحدة الصف العربي وتضافر الجهود لمواجهة كل التحديات الاقتصادية والسياسية والأمنية لدفع عجلة التنمية والخروج بالمنطقة من الصراعات إلي الاستقرار والتقدم.
بصفة عامة تمضي العلاقات علي كافة المسارات بما يحقق الأهداف والمصالح المشتركة.
* ما هو تأثير انخفاض أسعار النفط علي الاقتصاد العربي؟
** مما لا شك فيه حدوث تأثير جذري علي الدول التي تعتمد في اقتصادياتها اعتماداً كلياً علي النفط وبالتالي من خلال التعاون والتكامل والتنسيق وإقامة المشروعات الكبري تستطيع الدول مواجهة تداعيات انخفاض الأسعار.
وعلي الرغم من أن مشكلة تراجع أسعار النفط سيكون لها تداعيات سلبية إلا أنها علي المدي البعيد ممكن أن تكون رُب ضارة نافعة حتي تقوم البلدان العربية بإقامة صناعات مشتركة تعزز من قدراتها ونموها الاقتصادي وتجعل لها مكانة متميزة وسط العالم بعيداً عن النفط الذي يعتبر أحد مصادر الطاقة غير المتجددة.
جغرافيا المنطقة
* نشر تقرير لمؤسسة أمريكا الجديدة مفاده أن العالم العربي لن يستعيد أمجاده وهناك إعادة رسم لخريطته فهل هذا يعني أن جغرافيا المنطقة علي وشك التغيير؟
** إذا استمرت الصراعات وتنامت وانتشر التطرف والعنف والإرهاب ومن أهم السمات التي تشهدها مناطق واسعة من العالم العربي والإسلامي هو الصراع المحموم بين الحركات التكفيرية والجماعات الدينية السياسية وأنظمة الحكم لذلك يجب أن تستوعب الشعوب ما حدث بعد ما يسمي بالصحوة أو الربيع العربي لابد أن نبحث عن مصالحنا ولا ندع القوي الخارجية تسيطر عليها.
نحتاج إلي إعمال العقل والحث علي العلم والبحث عن طوق نجاة يفتح ممراً آمناً نحو المستقبل.
* ما هو السبيل إلي تحقيق هذا الهدف؟
** علي الدول العربية علاج مسألة الطائفية فهي تمثل حجر عثرة في طريق التطور. والدين الحق بعيد عن هذه الممارسات نحتاج بالفعل إلي قبول الآخر والانفتاح والتعلم من التجارب الناجحة فالتحرك نحو الحداثة والتقدم العلمي والابداع ضرورة حتمية.
أعتقد اننا بحاجة ماسة إلي تشكيل مؤسسة عربية تعتني بالشباب ثقافياً وسياسياً واجتماعياً ولتكن البداية من 4 أو 5 دول مصر والإمارات والسعودية قادرون علي تقديم هذا النموذج الفاعل الذي يحافظ علي المنطقة وينقذها من فخ السقوط..لقد جاء الأمريكان بمشروعهم في منطقتنا بإشعال الصراعات المذهبية والطائفية ونشر الفوضي.
القوي الناعمة
* لدينا العديد من المؤسسات الثقافية والإعلامية وعلي الرغم من ذلك لم تستطع انقاذ الأجيال الجديدة من براثن التطرف وسطوة الفكر المتشدد؟
** في البداية أود إيضاح نقطة هامة تتعلق بالدراسة التي نشرها اليونسكو والتي تشير إلي أن الأمريكان يقرأون 15 كتاباً في السنة والدول الغربية 89 كتب أما العرب فهم لا يقرأون سوي 15 دقيقة في السنة هذا بدوره يشير إلي وجود قصور كبير وتراجع في دور المؤسسات الثقافية ربما يكون هناك غياب أو تغييب فيها في بعض الدول فلم تستطع هذه المنابر أن تقوم بدورها كما كان يحدث في الماضي لهذا استفادت هذه الحركات التكفيرية مما حدث وبات لها سطوة متنامية لابد من دراسة أسباب التدهور والتراجع الثقافي وعلاج الخلل لحماية الأجيال التي تعاني من التخبط وغياب الأفق.
النهضة ليست رفضاً لموروثنا من التراث كما يعتقد البعض لكن الجمود يعني التخلف والظلام والأديان السماوية لا ترفض التقدم والتطور فقد نزلت من أجل حياة أفضل.
الموقف الخليجي
* هل يمكن أن تؤدي جهود المصالحة بين مصر وقطر إلي خطوات إيجابية؟
** قطر عضو في مجلس التعاون الخليجي والمجلس يؤيد مصر قلباً وقالباً ويقف إلي جوارها لأن قوة مصر واستقرارها صمام الأمان للعالم العربي ومصير الشعب المصري وإرادته لا يمكن لحد أن يتدخل فيها ومن ثم لابد أن تكون هذه هي السياسة التي تنتهجها قطر والمجلس له سياسة واحدة ولا يقبل أية ممارسات وسياسات مغايرة.
الخطاب الديني
* تجديد وإصلاح الخطاب الديني خطوة في طريق التعبير الذي ننشده في ظل الهجمات الشرسة التي تستوجب التخلص من الأفكار المغلوطة؟
** الحاجة ملحة اليوم أكثر من أي وقت مضي إلي تجديد الخطاب الديني بما يركز علي صحيح الدين كي نحافظ علي هويتنا وإسلامنا الصحيح ومن ثم لابد أن ننتظر بعين الاهتمام إلي هذه القضية لكي نستطيع نبذ العنف والتعصب واحتكار الصواب.
الخطاب الديني المتشدد يعد من العوامل الرئيسية وراء ما يشهده العالم العربي من تراجع حضاري وقد آن الأوان لإغلاق الطريق علي منافذ التعصب الديني والفكري حتي لا يكون هناك إقصاء ومحاربة للاختلاف والتنوع أو فرض رؤية ضد التطور والحداثة..لقد أعلت الأدبيات التراثية الإسلامية من قيمة الإنسان وإرساء النزعة الإنسانية والعقلانية في البحث والتفكير.
ومن الصعب قيام نهضة علمية وحضارية في المجتمعات العربية دون الارتكاز إلي ثروة روحية وأخلاقية وبالتالي فإن بلورة رؤية دينية إصلاحية تبتعد عن التشدد والإنغلاق وتكون رافداً للإصلاح والتجدد الفكري.
* ماذا عن التعاون بين مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية والمراكز المصرية بما يخدم ويحقق الأهداف والمصالح المشتركة؟
** يوجد تعاون وثيق مع العديد من المؤسسات مثل مركز الأهرام للدراسات السياسية ومركز المعلومات بمجلس الوزراء وأكاديمية ناصر ومركز الجمهورية لدراسات مكافحة الإرهاب ومكتبة الإسكندرية ونتعاون مع الكثير من الباحثين المصريين من خلال المؤتمرات والأنشطة الثقافية والاقتصادية والسياسية فهدفنا طرح الرؤي وتوفير المعلومات وتقديم المشورة واقتراح السياسات ولا يخفي علي أحد أن معظم دول العالم باتت تعتمد علي الفكر والعلم والمعرفة لطرح حلول للتحديات المختلفة التي تواجهها للحيلولة دون تحولها إلي خطر أو تهديد من هنا تتضح أهمية ودور مراكز الدراسات والأبحاث.
التعليم
* الاستثمار في رأس المال البشري وبناء مجتمع المعرفة ركيزة للنهضة والتنمية.. هل سياسات التعليم وأنظمته تحقق هذا الهدف؟
** التعلم العربي بحاجة إلي ثورة فلن تتحقق التنمية المستدامة الفعالة والقدرة علي التنافس عالمياً بدون إعداد خريجين متميزين قادرين علي مواجهة تحديات اقتصاد المعرفة التي تجسدها ثورة المعلومات والعلوم..ومن المؤسف أن أنظمة التعليم في بعض البلدان العربية تفتقر هذه الرؤية.
صناعة الابداع والابتكار تتطلب تطوير مهارات الأفراد وهذا لن يحدث إلا بالاستثمار في العقول الموهوبة ورعاية المتفوقين.
هذه الخطوات هي ضمان للاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي ومن ثم تعزيز التنمية الاجتماعية المتوازية والتقدم الثقافي.. نحن نسعي في الإمارات إلي تحقيق نظام فعَّال للتعليم مرتبط بالتنمية وإيجاد ثقافة بحثية متميزة تساهم في إنجاح مسيرة التعليم وإعداد أجيال قادرة علي مواكبة التطورات العلمية والنهوض بالبحث العلمي الذي يرسم معالم الإمارات 2021 وأبو ظبي .2030
أؤكد أنه بدون الارتقاء بالتعليم والثقافة والإعلام لن يكون للأمة العربية مكان وسط العالم المتحضر.
* هل تتوقع مشاركة إماراتية كبري في المؤتمر الاقتصادي في مارس القادم؟
** كل الشواهد تؤكد أن الإمارات ستشارك بوفد علي مستوي عال يمثل الحكومة والشركات الخاصة وهناك عدد ضخم من المشروعات سوف يتم علي مائدة الحوار خاصة في مجال التكنولوجيا والطاقة المتجددة فالمستقبل لهذه النوعية من المشروعات وأري أنها تمثل نواة جيدة وأساساً للشراكة العربية التي تعود بالنفع علي الجميع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.