رغم صغر سنهما إلا أنهما دخلا عالم الجريمة من أوسع أبوابه، إنهما طفلان من حيث العمر وبنية الجسم، غير أنهما نفذا واحدة من أبشع الجرائم، لا يكاد العقل يتقبل أو أن يصدق أنهما نفذاها بهذا الشكل الإجرامى العتيد، فمن أين واتتهما القسوة لذبح طفلة فى مثل عمرهما و يشاهدان دماءها تسيل بأيديهما؟!.. عاد الطفلان بعد الجريمة دون أن تطاردهما أشباح الخوف والندم، بل وظلا 48 ساعة كاملة مرت عليهما دون أن يهتز لهما طرف وراحا يشاهدان ما حدث لأسرة ضحيتهما التى تبحث عن طفلتها دون جدوى فى كل مكان بلا فائدة؟! إنها الجريمة البشعة التى اهتزت لها منطقة أبو رواش التابعة لمركز كرداسة بمحافظة الجيزة، راحت ضحيتها الطفلة أميرة ذات الأعوام العشرة من العمر. فكالعادة خرجت أميرة من منزل أسرتها يوم الثلاثاء الماضى واتخذت خطواتها نحو دار تحفيظ القرآن، كما تفعل يوميا لحرص أبويها كغيرهما من أهالى الريف على تحفيظ أبنائهم القرآن، غير أنها لم تعد حتى وقت متأخر من الليل وأصيبت والدتها بحالة من الذعر فأخبرت والدها الذى توجه على الفور إلى دار التحفيظ، فأخبروه هناك بأن أميرة حضرت و انصرفت بعد انتهاء الدرس قبيل أذان المغرب!. وسرعان ما انتشر خبر اختفائها بين أهالى القرية، فهرعوا للبحث عنها ولكن دون جدوى وسألوا أقرانها وزملاءها فى دار التحفيظ ولكن دون جدوي، وفى النهاية لم يجدوا أمامهم سوى إبلاغ مركز شرطة كرداسة باختفاء أميرة. و بدأ البحث عنها حتى كانت الصدمة يوم الخميس الماضى بورود بلاغ بالعثور على جثة طفلة بمنطقة نائية بالقرب من المنطقة الجبلية، وانتقل الأهالى مع رجال الأمن بعد ذيوع النبأ، ليكتشفوا أنها جثة الطفلة أميرة و قد ذبحت من رقبتها. تتبع رجال المباحث خط سير الضحية عقب خروجها من دار التحفيظ يوم اختفائها لتكون الطامة الكبرى باكتشاف أن زميلين لأميرة فى الدرس، أحدهما يبلغ من العمر ( 12 سنة) والآخر (10 سنوات) استدرجاها بالإكراه إلى المنطقة الجبلية القريبة وهناك حاولا الاعتداء عليها ثم قاما بذبحها حتى لا تفضح أمرهما معها، و إلا أن جريمتهما تتخطى عمرهما بعشرات السنوات حتى بعد القبض عليهما. و كان اللواء رضا العمدة مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، قد أمر بتشكيل فريق بحث لسرعة كشف غموض مقتل الطفلة بعد اختفائها، حيث قاد اللواء محمد عبد التواب نائب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة فريق البحث، تبين للعميد علاء فتحى مفتش المباحث أنها خرجت بصحبة الطفلين القاتلين وهما من جيرانها بالقرية، وكانت آخر مشاهدة لها بصحبتهما وتمكن الرائد إسلام سمير رئيس مباحث كرداسة، من ضبطهما، نفى الطفلان فى بادئ الأمر تورطهما فى الجريمة، حيث ذكرا أن سيارة ملاكى صدمت الطفلة وفرت هاربة إلا أنه بعد تضييق الخناق عليهما اعترفا بارتكاب الجريمة. وراحا يسردان التفاصيل البشعة معترفين بقتل أميرة، حيث انتهزا عودتهما بصحبتها من دار التحفيظ بالقرية وخلال لعبهما معها استدرجاها إلى منزل مهجور بمنطقة المزاريطة الجبلية، حيث إن بها بعض المبانى العشوائية المقامة على أراضى الدولة ولا يسكنها أحد. وأضاف الطفلان المتهمان أمام العميد عصام أبو الخير رئيس مباحث قطاع أكتوبر، أنهما قررا التخلص من الضحية خوفا من افتضاح أمرهما فذبحاها بزجاجة مكسورة ثم عاد كل منهما إلى منزله، وعندما سألتهما أمهما عنها بعد اختفائها انكرا أنهما شاهداها عقب الدرس!. وأمر اللواء دكتور مصطفى شحاتة مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة بإخطار النيابة التى أمرت بتشريح الجثة والتصريح بدفنها. ولا يزال سكان منطقة ابورواش يعيشون واقعا كأنه كابوس من جراء تلك الجريمة التى هزت عرش براءة الطفولة وتستحق الدراسة من علماء النفس و الاجتماع عن تحول طفلين إلى عضوين فى عالم الجريمة دخلاه