* التلاعب فى «تحليل الشعر» صعب.. والوصفات يكتشفها الطبيب بسهولة * د. أحمد ياسين: نحتاج الى أجهزة دقيقة ومتطورة وحملات دورية ومفاجئة أصاب قرار تحليل المخدرات للعاملين بالجهاز الادارى فى الدولة البعض بحالة من الهلع أدت إلى هرولة المتعاطين منهم إلى طرق ووصفات للتحايل على نتيجة التحليل وإظهاره سلبيًا، كما استغلت بعض مراكز الطب النفسى حالة الارتباك التى حدثت وانهالت إعلاناتها من خلال مواقع التواصل الاجتماعى والتي ادعت قدرتها على علاج الإدمان خلال أسبوع. تحقيقات «الأهرام» سألت بعض الخبراء فى هذا المجال عن مدى صحة بعض الوصفات المنتشرة وأبرزها تناول الخل وحبوب منع الحمل وهل بالفعل تساعد على تغيير نتيجة التحليل ؟ بداية وصف الدكتور نبيل عبد المقصود أستاذ علاج السموم والإدمان بطب القاهرة ما يشاع عن التحايل على تحليل المخدرات عن طريق تناول الخل أو الليمون أو حبوب منع الحمل ب«الخرافات» والطبيب يستطيع الكشف عن نسبة الحامضية فى البول قبل النتيجة النهائية، وتناول الخل بكميات يضر المتعاطى لأنه يساعد على ارتفاع نسبة الحموضة فى الدم وهذا خطر على الشخص نفسه. وشدد على ضرورة عدم تجاهل تحليل الشعر لصعوبة التلاعب فى هذا النوع من التحليل، فكل سنتيمتر من شعر انسان يمثل شهرا سابقا من عمره ويتم التحليل من أول سنتيمتر من الشعر بجانب فروة الرأس، والفترة الزمنية فى الكشف عن وجود المخدر فى الجسم تختلف من مخدر إلى آخر، فمثلا البانجو والحشيش يمكن اكتشافهما فى التحليل من 6 إلي 8 أسابيع فى أى نوعية تحليل، لأنها تتداخل فى دهون الجسم، أما الأفيون والترامادول فمن السهل اكتشافهما فى البول من أسبوع إلى 10 أيام، وفى الدم خلال يوم إلى أربعة أيام حسب حساسية الجهاز، أما الخمور فيمكن اكتشافها خلال 48 ساعة من تناولها. وأشاد بقرار تحليل المخدرات لجميع العاملين بالجهاز الإداري ويقول إنه تأخر 10 سنوات ولم يجرؤ أحد على اتخاذه من قبل، فالغرض من الحملة هو تطهير الجهاز الإداري فى الدولة وحماية العاملين به وليس العقاب وتشريد آلاف الاسر دون التوعية أولا، وهناك حالة من الهلع حدثت للكثيرون من العاملين بالجهاز الإداري، لذلك علينا قبل تطبيق القرار توعية المواطنين، وأن تسبقها حملة قومية للتوعية بخطر تعاطى المخدرات تتضافر فيها جهود مؤسسات الدولة بالكامل وعلى رأسها المؤسسات الإعلامية، وفى أثناء الحملة القومية للتوعية نعطى للناس فرصة مثلا لمدة شهرين، لتحقيق هدفين : الأول أن نعمل على توعية الناس، والثانى أن نعطى لهم فرصة للعلاج، وبعد هذه الحملة إذا عاد الموظف للتعاطى وقتها فلا يلومن إلا نفسه. وأوضح أن هناك قطاعا يستخدم أنواعا من المخدرات لأغراض أخرى فمثلا يستخدم بعض الرجال الترامادول لحل المشكلات الجنسية وبعضهم يستخدمه لمساعدتهم على إنجاز أعمال شاقة.. وهكذا. ضعف النسبة وقال الدكتور عبدالمقصود استاذ السموم بطب القاهرة إن الإحصاءات التى أعلنها صندوق مكافحة وعلاج ادمان عام 2017 تشير إلى أن 10% من السكان يتعاطون المخدرات، لكن الواقع الحقيقي يشير إلي ضعف هذه النسبة، كما أن التقارير الرسمية أوضحت أن نسبة تعاطى السيدات المخدرات وصلت إلى 27% والواقع يمثل أكثر من ذلك، ويكشف انخفاض سن تعاطى المخدرات فهناك نسبة لا يستهان بها بين الأطفال بالمرحلة الإعدادية حتى شباب الجامعة وهى شريحة يجب إدراجها فى هذه الحملة، ويجب أيضا الخضوع لهذه التحاليل قبل الالتحاق بالوظيفة وأن تكون دورية. عنصر المفاجأة الدكتور أحمد ياسين، أستاذ الكيمياء العضوية بكلية العلوم بالزقازيق، يقول: لا يمكن التحايل على تحليل الدم لأن أثر المخدر يظل فى الدم، من أسبوع إلى أسبوعين حسب نوع المخدر، ويجب أن تكون الحملات مفاجئة لأن المتعاطى لا يستطيع التحايل وقتها، بالإضافة إلى أن عنصر المفاجأة سيمنع التحايل من ضعاف النفوس. وينصح أستاذ الكيمياء باستخدام أجهزة دقيقة فى التحليل والبعد عن البدائية، فبعض أنواع المخدرات كالكوكايين والهيروين مركبات معقدة ويتم تكسيرها فى الجسم والنواتج التأثيرية تظل فى الجسم فترة طويلة، لذلك تحتاج إلى أجهزة دقيقة ومتطورة لاكتشافها، وهنا يأتى دور المتخصصين في الفيزياء البيولوجية وهو التخصص المنوط بمتابعة أحدث تطورات الأجهزة.