ما الذى يجرى في ليبيا وكيف تداعت الأحداث بهذا الشكل المفزع والمخيف لكى تضع الوطن الشقيق والجار الملاصق لحدودنا الغربية على فوهة بركان؟ والحقيقة أن ما يحدث اليوم علي أرض ليبيا هو استمرار طبيعى لما حدث بالأمس على مدى زمنى يناهز 8 سنوات نتيجة العجز عن وصول الأطراف المتنازعة على كعكة السلطة منذ سقوط نظام القذافى عام 2011 إلى صيغة وفاق سياسى يضمن أمن واستقرار ليبيا ووحدة وسلامة أراضيها.. ومن هنا فإن مفتاح الموقف فى هذه اللحظات ليس فقط فى كيفية العمل على تجنيب ليبيا مخاطر حرب أهلية مهلكة وإنما في سرعة الإجابة على سؤال ضرورى ومهم هو: كيف يمكن توحيد الصف الليبى باتجاه بناء تماسك وطنى لدرء الخطر المرعب الذى بدأ يهدد وجود الدولة الليبية ذاتها بعد أن غضت السلطة المسيطرة على الأوضاع فى طرابلس ومحيطها وامتداداتها غرب ليبيا بصرها عن الأفواج الهائلة من عناصر الإرهاب التي نزحت إلى الشواطئ الليبية فى الأشهر الأخيرة قادمة من العراق وسوريا بعد اندحار تنظيم داعش وانهيار بنيانه فى معركة الباغوز الأخيرة على الأرض السورية شرق الفرات. وفى اعتقادى أن المسألة الليبية تتجاوز فى هذه اللحظات حدود الرغبة فى الذهاب إلى حوار وطنى برعاية الأممالمتحدة لإعادة توزيع مقاعد وصلاحيات السلطة بين المشير خليفة حفتر الذى يسيطر حاليا على ثلثى الأراضى الليبية وبين السيد فائز السراج الممسك بزمام السلطة فى طرابلس لأنه لا قيمة ولا معنى ولا جدوى من أى حوار سياسى بينما الوطن الليبى بأكمله يواجه بوادر كارثة لا تشكل تهديدا للأرض الليبية أو للشعب الليبى وحده وإنما الخطر المفزع بات يمثل هاجسا مرعبا للمنطقة وللدول الأوروبية خصوصا تلك الدول التى تتشارك مع ليبيا فى الإطلال على البحر المتوسط وتمثل بالنسبة للإرهابيين أهدافا سهلة لعمليات الإرهاب وتجارة الهجرة غير الشرعية. خير الكلام: إذا لم يكن من الموت بد فمن العجز أن تكون جبانا! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله