تبدأ دورة حياة الأستاذ الجامعى منذ التحاقه بالتعليم الجامعى، وسعيه الجاد والدؤوب وتحفيز الأهل له بأن يصبح معيداً بالكلية، ليبدأ صراعا مستديما مع ضغوط هذه المهنة الدقيقة والحساسة والشاقة بتسجيل درجة الماجستير وتجهيز العمل الحقلى والمعملى والميدانى، وفى أثناء ذلك يقوم بتدريس الجانب العملى والتطبيقي لطلاب مرحلة البكالوريوس، ويستعد لمناقشة الرسالة ثم طباعتها بعدد كاف من النسخ وتوزيعها على مكتبات الجامعات المصرية، ثم يسجل للحصول على الدكتوراه، بنفس الضغوط السابقة وأكثر، ثم يبدأ الباحث بمرحلة معاناة جديدة لا تقل عن السابق، فيبدأ فى إجراء البحوث النظرية والتطبيقية بعدد لا يقل عن اثنى عشر بحثاً، يجب عليه نشرها فى مجلات متخصصة إقليمية ودولية خلال عشر سنوات على الأقل ليترقى إلى درجة الأستاذ المساعد، ثم أستاذاً بتخصصه، منفقا على ذلك من ماله الخاص آلاف الجنيهات بل والدولارات، وخلال هذه المرحلة الدراسية والبحثية التى لا تقل عن عشرين سنة، يجب عليه تدريس المقررات الدراسية بمرحلتى البكالوريوس والدراسات العليا والتواصل والتوجيه لطلاب الجامعة، وحضور الندوات والمؤتمرات العلمية والمشاركة المجتمعية من أجل دفع عجلة التنمية. إن الأستاذ الجامعى لا ينفصل عن عمله بمغادرة الكلية، فهو يعمل بالشارع والمنزل، وخلال دورة حياته يجب عليه الظهور بمظهر ونمط حياة يتوافق مع مكانته الاجتماعية ومراعاة أبنائه وتعليمهم تعليما مناسبا وتجهيزهم بالقدر المناسب من متطلبات الحياة المعتدلة، وعندما يستفيق من هذا المشوار الزمنى الكبير تصارعه الشيخوخة وتبيض شعيرات رأسه، ويصبح ما تعلمه وكتبه وألفه إرثاً على الأرفف يستخدمه طالب جديد ويُذكر اسمه بحروف مختصرة بورقة بحثية جديدة، فرحمة الله على علمائنا الأجلاء، وقد كتب فيهم أمير الشعراء أحمد شوقى قُمْ للمعلّمِ وَفِّهِ التبجيلا كادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا د. رجب إسماعيل مراد الأستاذ بجامعة مطروح