سجل الارهابى القاتل لمسلمى نيوزيلندا بالمسجدين على أسلحته قبل ارتكاب الجريمة كل الأحداث التاريخية التى اعتدى فيها المسلمون على الدول الغربية ابتداء من الدولة الأموية، ثم الدولة العثمانية وحتى عام 1807، قاصداً بذلك بلا شك إعطاء صورة عدوانية للمسلمين فى مختلف مراحل التاريخ. وهكذا حاول هذا الإرهابى استخدام التاريخ كسلاح سياسى لمواصلة بث الكراهية والعدوانية بين المسلمين والأوروبيين. وقد أدان المجتمع الدولى بأسره هذه الجريمة الشنعاء كما اتخذت رئيسة وزراء نيوزيلندا كما شهدنا موقفا حاسما تدين فيه ما وقع من قتل للمسلمين فى المسجدين ومؤكدة تضامنها معهم وحمايتهم من اى اعتداء. وعلى نقيض ذلك، بادر الرئيس التركى اردوغان، وهو رئيس دولة اسلامية كبرى، بالرد على الإرهابى مرتكب هذه الجريمة وذلك بتصريح لا يخلو من التهديد ذاكرا أنه: لقد جاء اجدادك «أى اجداد المجرم من اوروبيين وصليبيين» وعادوا فى توابيت. وهى رسالة تدعو الى مواصلة الحلقة المفرغة للإرهاب المتبادل. ومن المعلوم أن لكل فعل رد فعل مهما طال البعد الزمنى ومهما بعدت المسافة، كما ثبت فى الآونة الأخيرة من قيام دولة الصرب بإبادة مدن بالبوسنة ردا على إعدام الدولة العثمانية لرئيس دولة الصرب منذ قرون عديدة، وكذلك ما ارتكب هذه الايام من مجزرة على اراضى دولة هولندا التى تبعد عشرات الآلاف من الأميال عن نيوزيلندا، وذلك كرد فعل على مقتل مسلمى نيوزيلندا. وغنى عن البيان أن وضع حد لمسلسل الانتقام والإرهاب المتبادل العابر لحدود الدول هو التزام يقع فى المقام الأول على عاتق رؤساء الدول، ولايصح لاى منهم ودون استثناء لأية دولة كبرت كان ام صغرت، اثارة العداء الإثنى او الدينى اللذين ما زال يعانى من نتائجهما العالم المتحضر. ولابد من تفويت الفرصة على المتطرفين والمتشددين من الجانبين الذين يريدون إذكاء نار الصراع والكراهية وصدام الحضارات، ولابد من إشاعة روح التعايش بين الثقافات والحضارات والأديان ونبذ كل صور العنف والإرهاب والذى لا يرتبط بدين أو بمنطقة معينة. لمزيد من مقالات د. فؤاد عبد المنعم رياض