أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أهمية الصناعات التى تعتمد على البحث العلمى، مشيرا إلى أنه بالرغم من وجود عدد كبير من الأبحاث العلمية فى مصر ودول المنطقة، فإن هناك فجوة كبيرة بيننا وبين الدول المتقدمة فى تلك الصناعات، فهي تحتاج الى الكثير من المفردات والآليات بالإضافة إلى ارتفاع تكلفتها. وقال الرئيس خلال مداخلته أمس فى جلسة بعنوان «مستقبل البحث العلمى وخدمات الرعاية الصحية» ضمن فاعليات الملتقى الأول للشباب العربى والإفريقى إن النهضة التى يتميز بها الغرب فى مجالات صناعات البحث العلمى أسهمت أيضا فى جذب الكفاءات المتميزة من العقول المصرية والعربية والإفريقية، مما أسهم فى إحداث مزيد النهوض بهذه الصناعة. واشار الرئيس إلى أن الارتقاء بجودة التعليم بمصر يسهم فى إعطاء الفرصة للشباب للابتكار والانطلاق، وإذا لم نكن قادرين على النهوض بهذه الصناعة بنفس القدر من الكفاءة، فإننا يجب أن نتشارك مع الدول الكبرى، خصوصا أن معظم العقول والنابغين الذين تميزوا فى هذا المجال فى الخارج وأسهموا فى إحداث نهضة فيه، من منطقتنا. وطالب الرئيس بعمل بروتوكولات مع الدول الكبرى التى يعمل بها الشباب المصرى والعربى والإفريقى بهدف الاستفادة من خبراتهم واستخدام حقوق التداول والاستخدام للمنتجات التى يسهم شبابنا فى انتاجها، مشيرا الى أنه لا توجد أى حملات أو صناعة دون قدرات تمويلية، وطالب بإعطاء الثقة لشبابنا ودفعهم لتقديم المزيد من الابتكارات. وقال الرئيس إن شبابنا الذين يمتلكون القدرات هم ضالتنا جميعا فى تقريب المسافات بين دول منطقتنا والدول المتقدمة فى الصناعات التى تعتمد على البحث العلمي. وشدد الرئيس على أن صناعة البحث العلمى مهمة إلا أنها ليست بنفس الكفاءة التى توجد بها فى العالم المتقدم، وقال إن الدولة ستوفر كل امكاناتها للشباب فى مجالات البحث العلمى حتى يتمكنوا من النهوض بهذا القطاع المهم الذى يخدم الإنسانية. ووجه الرئيس حديثه فى ختام كلمته للشباب العربى والافريقى، مؤكدا أن مصر على استعداد لتقديم كل ما لديها من قدرات وإمكانات وخبرات يمكن أن تفيد دول المنطقة العربية والقارة الإفريقية. وناقشت الجلسة دور الشركات الناشئة فى مجال العلوم والرعاية الصحية فى تطوير البحث العلمى والخدمات الصحية، وقدم المشاركون تجربة مصر الرائدة فى نقل مبادئ التكنولوجيا والاستثمار إلى مجالات علوم الحياة والرعاية الصحية، إلى جانب استعراض جهود تطوير البنى التحتية لمرافق الدولة، وعلى رأسها التعليم والصحة. وأوضح الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى، أهمية الملكية الفكرية ونقل التكنولوجيا من دولة إلى أخرى من خلال تحويل الأبحاث العلمية فى مجالات الطب والرعاية الصحية من مجرد نظريات بحثية إلى واقع ملموس، مؤكدا أن ذلك يحتاج تضافرا دوليا كبيرا نظرا لارتفاع تكاليف هذه العملية التى قد لا تستطيع الدول النامية تحملها. وبدورها قالت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة خلال كلمتها بالجلسة إن العلاقة بين البحث العلمى متصلة ومستمرة، وأشارت إلى أنه من خلال الحملات الطبية التى تقوم بها الدولة مثل حملة 100 مليون صحة نستطيع تحليل البيانات الطبية الخاصة بالمواطنين وتطوير الخطط الخاصة بالرعاية الصحية. وقالت: إن مصر اتخذت 3 محاور أساسية لتطوير الرعاية الصحية، الأول هو الصناعة والتوسع فى انتاج الأدوية، والثانى، هو التحول الى التكنولوجيا الرقمية والمحور الثالث هو الابتكار، حيث تتبنى وزارة الصحة عدة ابتكارات خاصة بإنتاج الادوية فى فيروس سى، مشيرة الى أن هناك 21 شركة مصرية تنتج علاج فيروس سى، وقالت إن الارادة السياسية استطاعت فك الحصار عن انتاج علاج الفيروس وخفض ثمنه من 18 ألف دولار الى 50 دولارا. وقالت: إنه خلال الفترة المقبلة سيتم الانتهاء من انجاز جديد مهم وهو انتاج البلازما فى مصر، من خلال اعداد 12 مركزا على مستوى الجمهورية لإنتاج 300 ألف لتر من مشتقات البلازما بداية العام المقبل. ومن جانبها أكدت سارة أنيانج مفوضة التنمية البشرية بالاتحاد الإفريقى للموارد البشرية والعلوم والتكنولوجيا، أن الرئيس السيسى، يمثل أحد رواد التطوير من أجل تعزيز العلوم والتكنولوجيا والابتكار فى القارة الإفريقية. وأعربت أنيانج، خلال كلمتها بالجلسة، عن فخرها بحرص الرئيس السيسى على تطوير البنية التحتية فى إفريقيا، بجانب شغفه بالشباب، علاوة على إعطاء المنح للطلاب والذى يعد أمرا محوريا للغاية. وأوضحت مفوضة الاتحاد الإفريقى، أنه يجب استغلال جميع الموارد بالقارة الافريقية، مبينة أن الإرادة السياسية تكون ناجحة، عندما يكون المجتمع لديه إرادة لتنفيذ الرؤية الإفريقية للتنمية المستدامة. ومن جانبه قال تيدروس أدهانوم جابريسيس، مدير منظمة الصحة العالمية، إن أحد التحديات الأساسية التى تواجه الكثير من دول العالم العربى والقارة الافريقية هو عدم الحصول على الأدوية والرعاية الصحية منخفضة التكلفة. وأشار خلال كلمته عبر الفيديو كونفرانس، إلى أن التصنيع المحلى هو أفضل السبل لتوفير هذه الاحتياجات، موضحا أن الأدوية محلية الصنع تسهل وصول المنتجات الدوائية بسعر منخفض، لكن ذلك يتطلب الكثير من التخطيط والتركيز على الجودة. وأضاف أدهانوم، أن هناك 3 مكونات للنجاح، تشمل الاستراتيجية الشاملة والجودة وبيئة الأعمال التمكينية التى تبنى قدرة العاملين فى هذا المجال، وتمكن من نقل التكنولوجيا من خلال تضافر هذه الجهود بما يمكن من إيجاد عالم يستطيع الحصول على المنتجات الطبية عالية الجودة. تحدث فى الجلسة الدكتور مينا بخيت مؤسس ورئيس اتحاد الابتكار العلمى، وفرانسيس جراى مدير عام المنظمة العالمية لحقوق الملكية الفكرية، والبروفيسور تشاس بونترا أستاذ الطب التحويلى فى قسم الطب السريرى فى جامعة اوكسفورد، وعدد من الخبراء الدوليين والمحليين المتخصصين فى المجالات الأكاديمية، والدوائية، والتكنولوجيا الحيوية. وخلال تفقده الجناح الاقتصادى على هامش الملتقى .. و يتفقد الجناح الاقتصادى
تفقد الرئيس عبد الفتاح السيسى صباح أمس الجناح الاقتصادى على هامش أعمال ملتقى الشباب العربى والإفريقى بأسوان. وصرح السفير بسام راضى المتحدث الرسمى باسم الرئاسة بأن الرئيس اطلع على أنشطة عدد من شباب رواد الأعمال فى مصر، و آخر جهود البنوك والمؤسسات المالية لتحقيق أهداف الشمول المالى وميكنة منظومة المدفوعات المالية وتعظيم التمويل المقدم للمشروعات الصغيرة والمتوسطة.