أكد الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي أن العلم والتكنولوجيا والابتكار هم المصادر الرئيسية للعمل من أجل التنمية المستدامة للقارة السمراء وإعادة توجيه قدراتها ومواردها نحو بناء أفريقيا .. قائلا : "إنه بعد عامين من الذكرى الذهبية للوحدة الأفريقية التي تأسست في أديس أبابا عام 1963 ، يجب أن ندرك أن أكثر التحديات التي تواجهها أفريقيا تتمثل في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والبطالة والفقر وسوء استخدام الموارد البيئية وغيرها". جاء ذلك خلال فعاليات الاجتماع الثاني للجنة الفنية المتخصصة للتعليم والعلوم والتكنولوجيا التابعة للاتحاد الأفريقي والمنعقد بالقاهرة والذي شهده المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء بحضور الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني والمهندس ياسر القاضي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والدكتورة سارة أجبور مفوضة العلوم والتكنولوجيا بالاتحاد الأفريقي ولفيف من مندوبي الدول الأفريقية وممثلي التعليم والتعليم العالي والبحث العلمي بالقارة الإفريقية. وقال وزير التعليم العالي : إن لأفريقيا استراتيجيتين جديدتين هما استراتيجية التعليم لأفريقيا (2016-2025) والاستراتيجية القارية الجديدة للتعليم والتدريب المهني والتكنولوجي لتعزيز قدرات الخريجين من الشباب في المجال التقني .. مشيرا إلى أن الدورة العادية ال 23 لمؤتمر القمة لرؤساء الدول وحكومات في الاتحاد الأفريقي في يونيو 2014 اعتمدت على استراتيجية مدتها 10 سنوات في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار لأفريقيا. وأضاف : إن استراتيجية مصر للعلوم والتكنولوجيا والابتكار 2030 تتميز برؤية التنمية التي تعتمد على أجيال قادرة على إنتاج واستخدام المعرفة وكذلك بيئة تمكينية لنظام العلوم والتكنولوجيا والابتكار وتحسين قدراته على إنتاج المعرفة بكفاءة وفعالية وزيادة معدل نمو الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية المستدامة للمجتمع ورفع مستوى حياة الإنسان. وتابع : "إن هدفنا الاستراتيجي هو مضاعفة إنتاج المعرفة ومساعدة المؤسسات الأخرى على تحقيق 80% من المواد الغذائية الكافية و50% على الأقل من المنتجات المصنعة المحلية"..مشيرا إلى أن الدولة تشجع الابتكار والإبداع في العلوم والتكنولوجيا وتحسين رأس المال البشري وتعزيز الكفاءات التقنية وتمكين عقلية المبادرة من خلال تشجيع الطلاب والخريجين والعلماء. وأوضح أن رؤية مصر 2030 ترتبط ارتباطا وثيقًا بالرؤية الأفريقية لعام 2063 والتي تتضمن نقلة نوعية من خلال استراتيجيات النمو الشامل وخلق فرص العمل وزيادة الإنتاج الزراعي والاستثمار في العلوم والتكنولوجيا والبحث والابتكار والمساواة بين الجنسين وتمكين الشباب وتوفير الخدمات الأساسية بما في ذلك الصحة والتغذية والتعليم والمأوى والمياه والصرف الصحي بالإضافة إلى الاستثمارات في الصناعة وتعزيز القدرة التنافسية في الاقتصاد العالمي. وأكد على أن مصر لديها العديد من المشروعات الجارية بالتعاون مع الدول والشبكات الإفريقية في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار فضلاً عن أن العديد من المبادرات الهامة ومنها جوائز العلماء الشباب الأفارقة وهي ثلاث جوائز بقيمة 15 ألف دولار مقدمة من خلال أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا وكذلك منح للباحثين الشباب الأفارقة بمعدل خمس منح بقيمة كل منها 13 ألف دولار قدمت من خلال أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا ومكتبة الإسكندرية..كما تقدم أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا بالتعاون مع معهد تيودوربلهارس للأبحاث والشبكة الإفريقية للابتكار في مجال الأدوية والتشخيص وبناء القدرات في مجال الأمراض المعدية وتشخيص المخدرات والابتكار 15 ألف دولار سنويا لحوالي 10 باحثين من دول إفريقية مختلفة. وجدد عبدالغفار التزام مصر بأن تكون جزءا من مبادرة تنسيق التعليم العالي الإفريقية والتصديق على المؤهلات الأكاديمية والاعتراف بها .. قائلا : "نحن نتخذ الخطوات اللازمة لتحقيق هذه الأهداف بأفضل طريقة ممكنة ونعزز ونحافظ على جودة التعليم وبذل المبادرات الجديدة لتطوير موارد بشرية عالية المستوى مع تعزيز التكامل الإقليمي". ومن جانبها .. أكدت الدكتورة سارة أجبور مفوضة العلوم والتكنولوجيا بالاتحاد الإفريقي أن المفوضية تعمل من أجل الاتحاد وتقديم التوجهات بهدف تحقيق الأهداف الرئيسية، مشيرة إلى أنه سيتم رفع قرارات اللجنة الحالية بعد اعتمادها من الوزراء للقمة المقرر عقدها في يناير 2018 بحضور رؤساء الدول الإفريقية. وطالبت بضرورة النظر في الأعمال والأفكار المقترحة لتحقيق الأهداف التي يسعى الجميع إليها ، منوهة بأن مركز الاعتماد الإفريقي يعمل على تحقيق الأفكار والأهداف. وقالت : إن إفريقيا ستشهد تطورا في وقت قريب من خلال العمل على أساس العالمية والتنمية المستدامة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار وكافة مستويات التعليم ، وأننا نعهد لتطوير آليات العمل بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي في هذا المجال. ومن المقرر أن يعقد الوزراء الأفارقة في وقت لاحق من مساء اليوم اجتماعا لمناقشة القرارات التي انتهت إليها اجتماعات اللجنة الفنية على مدار اليومين الماضيين حيث تم عقد (4) جلسات في عدة موضوعات منها الجامعة الإفريقية الافتراضية وإعداد خريجين متميزين لسوق العمل وتوظيف البحث العلمي لخدمة الصناعة وتنمية موارد القارة ومؤشر الابتكار. شارك في فعاليات الاجتماع ممثلو قيادات التعليم ببعض الدول الإفريقية ومنها مصر ، الكونغو ، جيبوتى ، أثيويبا ، إرتيريا، غينيا، ليبيا، موريتانيا، نيجيريا، جنوب إفريقيا، السودان، سوازيلاند بالإضافة إلى ممثلي الهيئات الدولية ومنها هيئة تطوير التعليم فى إفريقيا ADEA وإنقاذ الأطفال الدولية وبرنامج الغذاء العالمي واليونسكو ومنظمة الفاو والمبادرة العالمية للمدارس الإلكترونية والمجتمع.