شهد افتتاح المنتدي الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهاديء أبيك في مدينة فلاديفوستوك الروسية أمس مواجهة سياسية ساخنة بين الولاياتالمتحدةوروسيا. فقد حذر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف من أن العقوبات الأمريكية الأحادية الجانب علي سوريا وإيران تجاوزت الحدود المستهدفة وألحقت أضرارا جسيمة بالمصالح التجارية الروسية. وأوضح لافروف عقب اجتماعه مع وزيرة الخارجية الأمريكية علي هامش أبيك أن العقوبات الأمريكية وخاصة تلك التي تتعرض لها سوريا حاليا انعكست بالسلب علي البنوك الروسية, مشيرة إلي أن موسكو لا تري أي جدوي من العقوبات المفروضة علي النظام الروسي في الوقت الراهن. وفيما يتعلق بالأزمة السورية, أكد لافروف أن الخطوة التصادمية للمعارضة السورية بشأن تشكيل حكومة انتقالية لن تسهم في التوصل الي حل, وأكد أن بلاده تساند فكرة عقد مؤتمر لمجموعات المعارضة في العاصمة السورية دمشق لبدء حوار مع الحكومة. واستطرد: من الضروري وقف تحريض المعارضة علي رفض الحوار والقتال المسلح.. هذا بالضبط ما يفعله نظراؤنا الغربيون. وقال وزير الخارجية الروسي ان بلاده سوف تحث مجلس الأمن في وقت لاحق الشهر الحالي علي تبني خطة سلام سوريا جري التوسط فيها في جنيف. وتؤكد روسيا أن خطة جنيف لا تدعو بالضرورة إلي تنحي الرئيس السوري بشار الأسد, ولكن كلينتون ونظيرها البريطاني ويليام هيج قالا إن الحكومة الجديدة لن تشمل الرئيس السوري. ومن ناحيته, أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده لا تنوي إعادة النظر في موقفها بخصوص الشأن السوري, ودعا مجددا إلي إيقاف العنف وتوريد الأسلحة إلي منطقة النزاع وتغيير موقفهم, وأن الخطط التي كانوا يضعونها لم تنته دائما إلي ما كان مرجوا منها. وأشار بوتين إلي أن القضية الأكثر أهمية اليوم هي وقف العنف وإجبار أطراف النزاع المتمثلين في الجانب الحكومي, وما يسمي المنتفضون, والمعارضة المسلحة علي الجلوس إلي مائدة الحوار, وتحديد المستقبل, وضمان أمن جميع الأطراف المشاركة في النزاع, وبعد كل ذلك, الانتقال إلي خطوات عملية بشأن البناء الداخلي للبلاد. وفي الوقت ذاته, أكد لافروف إصرار بلاده علي عقد مؤتمر حول الشرق الأوسط خلال العام الجاري. وأوضح أن هذا المؤتمر يجب أن يطلق حوارا حقيقيا ملموسا حول فكرة إقامة منطقة منزوعة من سلاح الدمار الشامل في الشرق الأوسط. يأتي ذلك في الوقت الذي دعا فيه الرئيس الروسي وقادة الدول ال21 المشاركة في القمة إلي الاتحاد في مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية التي تؤرق العالم حاليا, وشدد علي ضرورة رفع الحواجز الاقتصادية للتشجيع علي تطوير الاقتصاد الإقليمي والعالمي علي حد السواء, مشيرا إلي أنه من الضروري أن تبني الدول الجسور وليس الجدران. وتزامن ذلك مع محاولات أمريكية لتخفيف وطأة الصراع التاريخي مع روسيا, حيث أكدت وزيرة الخارجية الامريكية أن الكونجرس قد يتحرك هذا الشهر لتطوير العلاقات التجارية مع روسيا والذي يمثل جزءا رئيسيا من جهود إدارة الرئيس باراك اوباما لتعزيز العلاقات التي تتوتر احيانا مع موسكو وفتح السوق الروسية امام عدد اكبر من الشركات الامريكية. وقالت كلينتون في كلمة امام أبيك أن واشنطن تعمل عن كثب مع الكونجرس لإلغاء قانون جاكسون- فانيك الصادر عام1974, الذي يعود لفترة الحرب الباردة ويحظر منح روسيا امتيازات تجارية طبيعية. وأوضحت الوزيرة الأمريكية أن بلادها أنفقت الكثير جدا علي النزاعات, مشيرة إلي أنه حان وقت الاستثمارات. ومن ناحيتها, دقت الصين ناقوس الخطر بسبب حالة الاقتصاد العالمي, وحثت الدول المشاركة في قمة آسيا والمحيط الهادي علي حماية نفسها بإقامة علاقات اقتصادية إقليمية أوثق. وقال الرئيس الصيني هو جين تاو إن بلاده ستقوم بدور رئيسي تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء في أبيك بإعادة التوازن لاقتصادها لتحسين فرص التعافي الاقتصادي العالمي.