تسابق محافظة القاهرة الزمن للانتهاء من مخطط تطوير سور مجرى العيون فى حى مصر القديمة، والذى يتضمن نقل المدابغ، والارتقاء بالمنطقة العمرانية المحيطة بالسور، فى إطار توجه الدولة للمحافظة على هذا الأثر التاريخى وتحويله لمنطقة سياحية تنموية، خاصة أنها تتوسط ثلاثة محاور رئيسية مهمة، هى طريق الكورنيش وصلاح سالم ومجرى العيون. الأهداف المنشودة من التطوير بعد هدم مدابغ ومساكن تلك المنطقة العشوائية وصرف التعويضات المقررة لأصحابها، أكدها الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، بأحياء المنطقة التاريخية وإعادة إبراز رونقها الحضاري، وخلق فرص استثمار، نظرا لقربها من أكبر منطقة تجمع آثار إسلامية ومسيحية فى مصر والشرق الأوسط،. «الأهرام» كانت فى موقع الحدث ترصد أهم الخطوات التى تقوم بها محافظة القاهرة فى هذا المشروع.. فالمحافظة بجميع أجهزتها تحولت إلى خلية نحل، لسرعة إنجاز هذا المخطط الذى يمثل نقلة نوعية لهذه المنطقة، واللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة أصدر تعليماته، بأن يكون هناك تعاون كامل وتنسيق بين جميع أجهزة المحافظة، لتهيئة المنطقة للمخطط الحضارى الجديد، وقد بلغ التنسيق ذروته بين أحياء السيدة زينب والخليفة ومصر القديمة، لتحديد أهم أولويات العمل بجانب التنسيق مع منطقة تطوير العشوائيات بالمحافظة، وذلك من خلال خطة تقوم بها المحافظة الآن يتابعها المحافظ بنفسه، حيث يشرف يوميا على عمليات الإزالة وحصر السكان والمدابغ والمحلات الموجودة بمنطقة سور مجرى العيون، وقد وقف بنفسه على أعمال إزالة منطقة أكشاك أبو السعود، إحدى المناطق المستهدفة بحى مصر القديمة، والتى تم حصرها ب 230 عقارا تضم 473 أسرة مستحقة، والذين يجرى نقلهم وتسكينهم بوحدات سكنية بديلة بحى الاسمرات تعويضا لهم. وتدخل تلك المنطقة العشوائية المقامة على أملاك دولة وفقا لقرار المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية وقرار المحافظ ضمن مخطط التطوير الذى يبدأ بإزالة كافة العقارات الموجودة بالمنطقة خلال شهرين تقريبا من الآن. وككل المشروعات الواعدة التى يجرى تنفيذها فى ربوع مصر منذ ثورة 30 يونيو، لم يسلم مخطط تطوير منطقة سور مجرى العيون من الشائعات، التى كان أبرزها أن هذا المخطط سيقضى على صناعة المدابغ فى مصر، فوفقًا لما رصدته «الأهرام» فإن هذا الكلام غير صحيح بالمرة، فالواقع يقول إن هناك 1000 مدبغة تم نقل 500 منها إلى منطقة الروبيكي، فى حين يتم تعويض أصحاب المدابغ الأخرى بناء على طلبهم، ولم تواجه المحافظة أية صعوبات فى عملية نقل أصحاب المدابغ أو تعويضهم، لتفهم غرفة صناعة الجلود والتنمية الصناعية، أن الهدف هو التطوير وليس الهدم للكيان الاقتصادى لهذه المدابغ، كما أشاع البعض، بالإضافة إلى أن ملاك أغلب المدابغ تقدموا لشعبة الدباغة وصناعة الجلود باتحاد الغرف التجارية، للحصول على شقق من الوحدات السكنية المخصصة لهم فى الروبيكي، لإقامة العمالة الخاصة بالمدبغة بداخلها، والمستفيد الأكبر لنقل هذه المدابغ للروبيكى هم أصحاب المدابغ أنفسهم. والمشهد الآن فى منطقة سور مجرى العيون، التى تمتد على مساحة 70 فدانًا يجعل حلم تحويل المنطقة إلى منطقة حضارية يبدو قريبًا.