أصبحت مواقع التواصل الاجتماعى أمرا لا يمكن الاستغناء عنه فى حياتنا بسبب انتشار الأجهزة الذكية بشكل كبير. ومما لا شك فيه فإن مواقع مثل «فيس بوك» و«انستجرام» لها استخدامات كثيرة مفيدة ومهمة وتعود بالنفع الكبير إلا أن لها أيضا أضرارا بالغة وخاصة على الصحة النفسية، حيث يظهر الأشخاص على شبكات التواصل الاجتماعى فى حالة دائمة من السعادة والرضا ومستمتعين بحياتهم بشكل كبير، بالإضافة إلى مظهرهم الأنيق الأقرب إلى الكمال مما قد يعطى المستخدم انطباعا مزيفا بأن هذه هى الحياة الطبيعية. وفى هذا الصدد تقول خبيرة الطب النفسى سونيا أوتس إن هذه الصور أكثر من أى شيء آخر تمثل نوعا من الاستخدام السلبى أى غير الصحى لمواقع التواصل الاجتماعي، والذى يمكن أن يؤدى إلى سوء الحالة المزاجية للمستخدم. وتوضح أوتس أن الأشخاص يظهرون دائما فى الغالب أفضل الجوانب فى شخصياتهم على صفحاتهم، وفى معظم الأحوال يجرى المستخدمون السلبيون مقارنات متزايدة، أو يقارنون أنفسهم بأولئك الذين يرون أنهم أفضل منهم، ويمكن أن تؤدى تلك المقارنات إلى شعور المستخدم بمستويات أدنى من احترام الذات والقيمة، وأيضا بعدم الرضا عن أوضاع حياته الخاصة به. وترى خبيرة الطب النفسى كارين كروميل أنه يجب تذكر قاعدة واحدة على الدوام ووضعها فوق أى اعتبار آخر فى العصر الافتراضي، وهى أن الحياة الواقعية يجب أن تأتى أولا فى الأهمية وإلا سينهار الإنسان ويدخل فى حالة من الاكتئاب. وأضافت انه من المضر جدا للصحة النفسية أن يتم استبدال التقدير من الأصدقاء وأفراد الأسرة لتحل بدلا منه علامات الإعجاب من المتابعين على المواقع الإلكترونية الذين لم يتم الالتقاء بهم على الإطلاق بشكل شخصي. ولكى تتجنب الانجذاب الخطير للمقارنات والتقييم على مواقع التواصل الاجتماعى فمن المهم أن يكون لديك كيان اجتماعى مستقر. وتوضح كروميل قائلة: «إننى كمدربة على فنون الحياة يأتى إليّ غالبا أشخاص تعرضوا لمتاعب من جراء ضغوط وسائل التواصل الاجتماعى بسبب قلة الصدق والأمانة على تلك المواقع». وتقدم كاترينا كاتسر المتخصصة فى السلوك الرقمى بعض النصائح للتأكد من أنك لا تستخدم المواقع الإلكترونية طوال الوقت، ومن بينها استخدام تطبيقات تخبرك عن المدة الزمنية التى أمضيتها فى تصفح المواقع على هاتفك المحمول، إلى جانب إخفاء هاتفك عن نظرك حتى لا يغريك وجوده أمامك بفحص ما جاءك عليه من رسائل كل بضع دقائق. وتقول إن مغادرة منزلك دون أن تحمل معك هاتفك من آن لآخر تعد أيضا عادة حميدة.