الخبراء: دور «محورى» لمصر لتطوير النقل الجوى بالقارة السمراء يعد تولى مصر رسميا رئاسة الاتحاد الإفريقى بداية لتدشين مرحلة جديدة من تعزيز التعاون مع الأشقاء الأفارقة خاصة فى إطار حرص القيادة السياسية فى مصر وتوجيهاتها للحكومة بضرورة أن يكون دعم التعاون والتنسيق مع الدول الإفريقية فى مقدمة أولوياتها.. وتنفيذا لهذه التوجهات خطت مصر خطوات كبيرة فى مختلف المجالات نحو تعزيز وجودها واستثماراتها فى إفريقيا.. وتدعيما لهذا التوجه فإن وزارة الطيران المدنى برئاسة الفريق يونس المصرى وزير الطيران تولى أهمية كبيرة لملف التعاون مع الدول الإفريقية فى مختلف مجالات النقل الجوى من خلال رؤية استراتيجية للوزارة لدعم توجه مصر نحو إفريقيا بما يسهم فى تطور النقل الجوى بها حيث يمثل الطيران رافدا رئيسيا من روافد التنمية وتحقيق التواصل بين الشعوب فهو يعد وبحق أحد وسائل «القوة الناعمة» المصرية فى تدعيم الوجود المصرى داخل إفريقيا. وفى أكثر من مناسبة يؤكد الفريق يونس المصرى وزير الطيران المدنى أهمية الدور «المحورى» الذى يمكن أن تلعبه مصر على الساحة الإفريقية وأن وزارة الطيران وجميع شركاتها التابعة تضع فى مقدمة أولوياتها التعاون مع دول القارة للنهوض بصناعة النقل الجوى بها لمواجهة تحديات الصناعة وتعزيز المكاسب الاقتصادية للبلدان الإفريقية.. كما يشير دائما الى ترحيبه بالتعاون مع كل الدول الإفريقية فى مختلف مجالات الطيران ومن أهمها تقديم الخبرات المصرية فى مجالات تحديث البنية التحتية للمطارات وصيانة الطائرات وتطوير نظم الملاحة الجوية وتقديم المنح التدريبية للأشقاء الأفارقة وتيسير استقبال الدارسين الأفارقة لعلوم الطيران فى مصر.. وتأكيدا لهذا التوجه المصرى قامت وزارة الطيران وفى ضوء توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بتخصيص «ممرات خاصة» لإنهاء الإجراءات للأشقاء الافارقة فى كل صالات السفر والوصول بالمطارات المصرية.. أيضا لابد أن نشير الى الدور الاستراتيجى الذى تلعبه شركة مصر للطيران إحدى الأذرع القوية للقوى الناعمة المصرية فى افريقيا والتى لم تكتف برحلات الخطوط الجوية لتفعيل التعاون مع بلدان القارة السمراء بل وضعت بصمتها فى كل المجالات المتعلقة بصناعة النقل الجوى فى إفريقيا وخاصة الصيانة والتدريب وتبادل الخبرات مع الشركات الأخرى.. ومن المنتظر أن تصل رحلاتها لنحو 127 رحلة اسبوعية بدلا من 100 رحلة حاليا تغطى أكثر من 21 عاصمة ومدينة داخل إفريقيا. وليس خافيا على أحد أن صناعة النقل الجوى فى إفريقيا تواجه صعوبات وتحديات كبيرة حيث يأتى أمن الطيران والسلامة الجوية وتحديث أنظمة المراقبة الجوية فى مقدمتها الى جانب ضعف البنية الأساسية فى بعض المطارات الافريقية وكذلك انخفاض معدلات الأداء والخدمة فى بعض شركات الطيران بها وعدم وجود خطوط طيران مباشرة تربط بين القارة الإفريقية والعواصم المهمة حول العالم وأيضا تربط بين العواصم الافريقية وبعضها البعض والاعتماد على طرق جوية «غير مباشرة» . كل هذه الصعوبات كما يقول الخبراء تفرض على الحكومات الإفريقية وكذلك شركات الطيران ضرورة التعاون من خلال توجيه الاستثمارات لتحديث البنية الأساسية بمطارات افريقيا ورفع معدلات الأداء ببعض الشركات وتشغيل خطوط طيران مباشرة بين دول القارة وتوقيع مزيد من الاتفاقيات الثنائية لتشغيل الرحلات بين الشركات الإفريقية وخاصة إن هناك 24 دولة إفريقية لديها اتفاقيات للأجواء المفتوحة مع دول أجنبية من خارج القارة بينما لا توجد مثل هذه الاتفاقيات بين الدول الإفريقية وبعضها البعض مما يؤدى الى تهميش دور شركات الطيران الإفريقية فى الأسواق العالمية والمحلية. ونظرا لمكانة مصر فى مجال الطيران اقليميا ودوليا فإنها وفقا للخبراء يمكن أن تلعب دوراً «محوريا» فى تعزيز التعاون بين الدول الإفريقية لمواجهة هذه التحديات ليصبح الطيران المدنى إحدى أدوات «القوة الناعمة» لمصر خلال المرحلة المقبلة فى إفريقيا.