تبذل مصر جهوداً كبيرة لاستعادة علاقاتها القوية مع الدول الإفريقيا. بما يضمن تنمية العلاقات فى مختلف المجالات مع دول القارة ولعل مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى قمة الاتحاد الإفريقى بأديس أبابا هذا الاسبوع تتأتى تتويجا لهذه الجهود وتؤكد حرصه على توثيق التعاون مع دول القارة السمراء ومن هنا فإن قطاع الطيران المصرى وعلى رأسه الوزير حسام كمال يواكب هذه الجهود ويخطو خطوات جادة نحو توسيع لتواجد بالقارة الإفريقية بزيادة شبكة الخطوط الجوية الى العديد من النقاط داخل افريقيا بما يضمن حفاظ مصر على دورها الريادى، والذى بدأت ثماره بموافقة وزراء الطيران والنقل الأفارقة بمشاركة الطيار حسام كمال وزير الطيران المدنى على انتخاب مصر لإقامة السوق الإفريقية الموحدة من خلال مجموعة ضمت مصر وجنوب إفريقيا والكونغو ورواندا للإشراف على تنفيذ خريطة الطريق لمدة عامين. .. أعتقد أننا بحاجة الأن إلى رؤية جديدة للتعامل مع إفريقيا بما يعزز تواجدنا الذى فقدناه.. وجود يقوم على إعطاء أولوية كبيرة للعلاقات المصرية الإفريقية فى كل مجالات الطيران خاصة مع دول حوض النيل، ومن أبرزها تنظيم دورات تدريبية للأشقاء الأفارقة فى كل التخصصات والاسهام فى تطوير البنية الأساسية لصناعة النقل الجوى فى إفريقيا. فخبراء النقل الجوى يؤكدون أن الطيران يمثل رافداً رئيسياً من روافد التنمية والتواصل بين الشعوب فهناك خطوط طيران يتم تسييرها بين دول، واتفاقيات للنقل الجوى يتم الحفاظ عليها حتى لو لم تحقق هذه الخطوط عائدات اقتصادية مباشرة لأن العائدات غير المباشرة سواء سياسياً أو اجتماعيا أو حتى أمنيا ربما تكون أكثر أهمية ! ويعد الوصول الى سوق افريقية موحدة للطيران وتطبيق سياسة السماوات المفتوحة من أهم طموحات القائمين على صناعة الطيران فى إفريقيا ولعل موافقة وزراء الطيران الأفارقة على تفعيل إتفاقية «ياموسوكرو» لفتح السماوات بين الدول الإفريقية والتى صدق عليها رؤساء الدول الافريقية بمثابة خريطة طريق نحو تحقيق هذا الهدف خاصة أن هناك 24 دولة إفريقية لديها اتفاقيات للأجواء المفتوحة مع دول اجنبية من خارج القارة بينما لا توجد مثل هذه الاتفاقيات بين الدول الافريقية وبعضها البعض،مما يؤدي إلى تهميش دور شركات الطيران الإفريقية فى كل من الأسواق العالمية والمحلية مشيراً الى أنه لابد من تشجيع بقية الدول الأعضاء فى الاتحاد الافريقى وعددها 54 دولة على الانضمام لاتفاقية «ياموسكرو» لتوسيع دائرة السوق الافريقية الموحدة للطيران ورفع كفاءة البنية التحتية لقطاع الطيران بالقارة والربط الجوى الكامل لدول القارة وتوحيد أنظمة الملاحة الجوية. وفى النهاية نأمل أن ننجح خلال المرحلة المقبلة فى تعزيز العلاقات المصرية الإفريقية فى مجال، الطيران والذى يعد «قوة ناعمة» لتدعيم الوجود المصرى الحقيقى داخل القارة السمراء.