جاءت موافقة القمة الإفريقية في أديس بابا الأسبوع الماضي على المشروع المقدم من وزارة الطيران المدني المصري لتفعيل قرار ياموسكرو الصادر عام 1999 لفتح السماوات بين الدول الإفريقية لتكلل بالنجاح المساعي المصرية خلال اجتماع وزراء الطيران والنقل الأفارقة والذي عقد بجنوب إفريقيا في يناير الماضي بعد عودة تمثيل مصر على المستوى الوزارى في هذه الإجتماعات حيث أعلنت 11 دولة افريقية التزامها الكامل بتنفيذ قرار ياموسوكرو كخطوة جادة طرحتها مصر نحو إنشاء سوق النقل الجوي الأفريقي الموحد بحلول عام 2017. ولأن قضية مياه النيل تمثل واحداً من أخطر ملفات الأمن القومى المصرى فإن المعالجة المصرية الحكيمة لهذا الملف الآن يجب أن تحكمه لغة المصالح المشتركة والتعاون الوثيق بين مصر ودول القارة وخاصة دول حوض النيل حيث ترتبط مصر مع معظم هذه الدول باتفاقيات ثنائية فى مجال النقل الجوى ومن هنا فإننا وفى ظل التوجه الاستراتيجى لمصر الأن نحو القارة الافريقية نعيد طرح المبادرة التى سبق وأن طرحناها على صفحات "عالم المطارات " والتى نأمل أن تتبناها مصر من خلال وزارة الطيران المدنى بالتنسيق مع الوزارات المعنيه وفى مقدمتها وزارتا الخارجيه والسياحه وهى دراسة إمكانية " انشاء سوق موحدة للنقل الجوى بين دول حوض النيل بمبادرة مصرية تحت مسمى " اعلان حوض النيل " تكون " نواة " لسوق افريقى موحد للطيران وكذلك توقيع اتفاقيات سماوات مفتوحه مع هذه الدول كل على حده ودراسة انشاء "شركة طيران افريقيه" مشتركه لتوثيق العلاقات بين مصر ودول القارة السمراء وخاصة دول حوض النيل.الطيار حسام كمال وزير الطيران يؤكد أنه قد آن الآوان لكى تستفيد افريقيا من خبرات مصر كرائدة في مجال النقل الجوي بما يحقق التكامل في هذا المجال وعلى مصر أن تقوم بدورها في تطوير قطاع الطيران المدني في افريقيا ليحقق عائدات اقتصادية واجتماعية لدول القارة أما خبراء الطيران فيؤكدون أن صناعة النقل الجوى فى افريقيا ما زالت تعانى الكثير من المشكلات منها ضعف البنية الأساسية للعديد من المطارات الإفريقية وتقادم الاساطيل الجوية لعدد كبير من الشركات الافريقية وضعف التمويل لذا فإن مصر مطالبة بأخذ زمام المبادرة بالتنسيق مع دول القارة والتوسع فى تدريب الكوادرالافريقيه فى مختلف تخصصات الطيران بالمعاهد العلمية والتدريبية فى مصر وزيادة المنح الدراسية لهم الى جانب تقديم الخبرة المصرية فى مجال إدارة المطارات وشركات الطيران للاشقاء الأفارقه ولعل عودة مصر القوية الى افريقيا تمثل بداية خطوات كبيره نحو هذه المبادره لدعم التواجد المصرى داخل القارة الافريقية خاصة دول حوض النيل التى تواجه تحديات كبيره فى مجال النقل الجوى وعلى مصر أن تدعم هذه الدول لمواجهة هذه التحديات.