هذه رسالة تثير الكثير من التساؤل والشجن حول أحوال المدرس المصري وما يعانيه من ظروف حياتية صعبة.. الرسالة من الأستاذ فهمي صديق/مدرس رياضيات علي المعاش بالإسكندرية إن إعلان تعيين 50 ألف مدرس لمدة ثلاثة أشهر فقط وبأجر 1000ج.م (57$)أعتبره جريمة في خطة تطوير التعليم وسنة تطوير التعليم والتابلت. كيف تم نصف العام الدراسي السابق دون هؤلاء المدرسين؟ هل أصبح خريج التربية أو المدرس بصفة عامة يعامل باليومية مثل عمال التراحيل ومن قبل وزارة التربية والتعليم (وليس القطاع الخاص الذي نصفه دائما بالمستغل والجشع بجمع الأموال)؟ أليس هؤلاء مواطنين في مصر؟ كيف يكون التعيين لمدة 3 أشهر فقط ودون تأمينات أو معاشات ودون الحق في طلب التعيين بعد ذلك؟ وكيف يكون لديهم استقرار نفسي أثناء عملهم؟ وكيف يبدأ أحدهم حياته الاجتماعية من زواج وأسرة إذا كانت الدولة تتعامل هكذا مع مواطنيها؟ أيرضي وزير التربية والتعليم أن يعمل ابنه بهذه الشروط المجحفة لحقوق المواطن؟ هل هذا المدرس سوف يدرس بإخلاص وتفانٍ في ظل هذه الشروط لفصل فيه 80 طالبا؟ (يعني الطالب يقف علي المدرس بأقل من نصف جنيه يوميا). نتحدث كثيراً عن الانتماء والثورة التعليمية المقبلة.. إن نسبة الأمية تفوق 35 % في مصر لماذا؟ بسبب هذه السياسات العقيمة, أنا مدرس سابق وعملت في مصر سنة ونصف السنة فقط وتغربت 34 سنة مدرسا في الإمارات والسعودية. هناك زيادة طبيعية في عدد تلاميذ التربية والتعليم سنويا ولتكن مليون تلميذ ولذلك من المنطق أن تعين الحكومة سنويا وبشكل كامل ورسمي 50ألف مدرس أو أكثر وليس هذا مَنَّا من الدولة علي التعليم ولكن حتي نحاول تقليل التكدس في الفصول واستقبال الزيادة السابقة. إن المعلمين والعاملين بالخارج وأصحاب المهن الأخري يحولون إلي مصر أكثر من 25مليار دولار سنويا، أي أكثر من مجموع الدخل لكل من قناة السويس والسياحة والبترول فأرجو إلا يمن أحد علي التعليم المجاني لأبناء الوطن وخاصة محدودي الدخل، لأن هذا الدخل المشار إليه كان بفضل مجانية التعليم في الستينيات والسبعينيات.