أن تجد مكانا لقدميك فى الشارع أصبح واحدا من أهم التحديات التى تواجه المواطن المصرى الذى يدخل يوميا فى مناورات مع السيارات والتوكتوك فى الشوارع الرئيسية والفرعية، بعد أن اختفى الرصيف فى ظروف ليست غامضة بفعل الباعة الجائلين و الأسواق العشوائية. فلم تعد هناك منطقة سكنية فى القاهرة إلا وغزتها الأسواق الشعبية والعشوائية أو الباعة الجائلون على أقل تقدير .. وبينما كانت المسألة تقتصر بالأمس على المناطق الشعبية مثل العتبة والسيدة زينب ، أصبحت اليوم ظاهرة لا تخطئها العين فى المناطق الراقية مثل مصر الجديدة ومدينة نصر . «الأهرام» خرجت فى جولة بحثا عن الرصيف فى الشارع المصري، فرصدت مجموعة من المشاهد .. ففى العتبة الأمر أصبح واقعا، حتى أنها باتت سوقا شعبية تاريخية ، وقبلة للمصريين من جميع المحافظات لشراء مستلزماتهم من كل شيء تقريبا، ملابس وأحذية ومفروشات وتجهيزات للعرائس ومستلزمات المدارس، وحتى مستلزمات تشطيب الشقق السكنية من أدوات كهربائية وغيرها . هناك إن عثرت على الرصيف فحتما ستشاركك فيه البضاعة الخاصة بالمحلات التجارية هناك وربما السيارات المركونة فوقه. بالحديث مع بعض المارة الذين ذهبوا للتسوق فى العتبة، فإن المكان أصبح حيويا فى حياتهم ولا يستطيعون الاستغناء عنه، لكن القليل من التنظيم سيحل من مشكلة المرور هناك وينظم حركة تنقلات السيارات والمواصلات العامة وسيارات نقل البضائع، خاصة فى ساعات الذروة، ويقول عم محمود صاحب محل أقمشة فى الغورية، إن المنطقة مليئة بالبشر ليل نهار فضلا عن أن بها تجارة بالملايين ، لذلك فإن تأمينها ضد الحرائق والحوادث أمر شديد الأهمية. والوضع لا يختلف كثيرا فى شارع السد بالسيدة زينب، فقط تبدو الأمور أهدأ قليلا من العتبة لأن المساحة أصغر. مع الأخذ فى االاعتبار أن التوسع فى افتتاح المزيد من المحال التجارية التى تقوم بعرض بضاعتها على امتداد أمتار كثيرة فى الشارع بشكل غير قانوني، يهدد أمان سير المارة، الذين لا يجدون أرصفة يمشون عليها، فيدخلوا فى مناورة مع السيارات ومركبات التوكتوك التى يقودها صبية صغار ربما دون العاشرة. وبخلاف الأسواق الشعبية التاريخية مثل تلك الموجودة فى العتبة والسيدة زينب ، تتنامى بشكل واضح أسواق عشوائية، مثل تلك الموجودة أمام محطة مترو حلوان، حيث يدخل الباعة الجائلون حربا بمعنى الكلمة مع الشرطة، التى تقوم بحملات من الحين للآخر لإزاحتهم من المكان . ثم يظهرون من جديد وبكثافة فى وقت واحد، فى تحد واضح للحى هناك، وبرغم أن الدولة خصصت لهم سوقا منظمة عند موقف توشكي، بها أكشاك لعرض بضاعتهم بشكل أفضل وبالقرب من تجمع مهم بين موقف للميكروباص ومحطة المترو، فإن ذلك لم يمنع عودة البائعين أمام المترو مصحوبين بكتيبة من مركبات التوكتوك فى انتظار الخارجين من المترو . وعن تجربة السويقة أو إنشاء سوق جديدة لحل مشكلة الباعة الجائلين، فقد أثبتت فعاليتها فى السيدة زينب، حيث أنشيء منذ سنوات طويلة سوق المواردي، الذى تجد فيه محلات منظمة وصيدلية ومحلات أجهزة كهربائية، دون إعاقة حركة المرور أو الجور على حق المواطنين فى المشى على أرصفة آمنة. والوضع لا يختلف كثيرا حول محطة مترو عين شمس، حيث بدأ السوق بعدد من باعة الخضار والفاكهة لا يتعدون أصابع اليد الواحدة، فأصبح اليوم مهرجانا لبيع كل ما يخطر لك ببال. فاختفت الأرصفة تماما من الشوارع بعد أن احتلتها المحلات وعدد من الباعة. السوق العشوائية تعنى بالضرورة وجود عشرات من مركبات التوكتوك التى تجرى فى جنون بين المارة والسيارات، بحثا عن جنيهات من يخرجون من السوق حاملين أشياء ثقيلة ويريدون الوصول لأقرب مكان توجد به مواصلات عامة.