الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قرر إرسال كل من جاريد كوشنر كبير مستشارى البيت الأبيض وجايسن جرينبلات المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط إلى خمس دول خليجية الأسبوع الأخير من شهر فبراير الجارى لعرض الجوانب الاقتصادية لخطة السلام الأمريكية على المسئولين الخليجيين. وطبقا لما كشف عنه مسئولون فى البيت الأبيض فإن المبعوثين سيزوران كلا من السعودية وعمان والبحرين والإمارات وقطر من أجل الحصول على تعهدات مالية لدعم خطة السلام الأمريكية. وبجرأة وتجبر قال مسئولو البيت الأبيض إن كوشنر وجرينبلات لن يطلعا الدبلوماسيين الخليجيين على المكون السياسى لخطة السلام المزعومة وأنهما فقط سيقيسان مستوى الدعم للشق الاقتصادى من الخطة التى لا يمكن أن تتم بدون هذا الدعم!! منتهى التكبر والتعالى والاستخفاف الذى لا يوجد له أى مبرر.. فالسيد ترامب منذ أن جاء إلى السلطة واعتلى عرش البيت الأبيض وهو يوجه لنا اللكمات والطعنات الواحدة تلو الأخري.. وينتظر منا أن نستقبله بالورود والقبلات!! أى دعم مادى ينتظره مستر ترامب من القادة الخليجيين لخطة تبدو منذ الوهلة الأولى أنها مشئومة.. بدأها بالارتماء فى أحضان إسرائيل قبل توليه السلطة خلال حملته الإنتخابية.. ونفذ ما لم يسبقه إليه غيره بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيونى فى ديسمبر عام 2017 ليعيد إلى أذهاننا وعد بلفور المشئوم الذى يعطى فيه من لا يملك لمن لا يستحق.. ثم قام بقطع كافة المساعدات المالية عن أشقائنا الفلسطينيين فى ابتزاز سافر لتحقيق أهداف إسرائيلية وأمريكية مشبوهة ومفضوحة!! خطة ترامب للسلام فى الشرق الأوسط لا يمكن أن تصب فى المصلحة العربية بعد كل هذه المقدمات.. أما الحصول على تعهدات خليجية بدعم الشق الإقتصادى لتلك الخطة دون أن يطلعنا على شقها السياسى فهى نكتة ساخرة سخيفة.. لا تستحق الرد أو مجرد استقبال مبعوثيه فى منطقتنا بعد أن تأكدنا أنه يبيع لنا وهماً صريحاً غير مغلف أو مستور. [email protected] لمزيد من مقالات مسعود الحناوى