► التأكيد على ترسيخ مفاهيم التعايش والتآخى ومواجهة أصحاب الأفكار المتشددة والانعزالية وسط حضور إعلامى كبير استقبل الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أمس، قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان الذى يقوم بزيارة رسمية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة. وجرت للبابا لدى وصوله إلى قصر الرئاسة فى العاصمة أبوظبى مراسم استقبال رسمية، فقد رافق موكبه فريق من الفرسان على الخيول العربية الأصيلة فى ساحة القصر وأطلقت المدفعية 21 طلقة تحية له ، بعدها عزف السلام البابوى للفاتيكان والسلام الوطنى لدولة الإمارات العربية المتحدة، وحلقت طائرات الفرسان فى سماء قصر الرئاسة مشكلة علم الفاتيكان احتفاء بهذه الزيارة. ورحب بن راشد وبن زايد - خلال المراسم - بزيارة البابا فرنسيس إلى الدولة، معربين عن سعادتهما بهذه الزيارة التاريخية لرجل السلام والمحبة، مؤكدين ثقتهما بأنها ستسهم فى ترسيخ قيم الحوار والتآخى الإنسانى والتعايش والتعاون والاحترام بين جميع البشر بجانب العمل على تعزيز السلام والأمان لشعوب العالم ومواجهة أصحاب الأفكار المتشددة والانعزالية. وكان بابا الفاتيكان قد وصل ابوظبى مساء أمس الأول و كان فى استقباله لدى وصوله إلى مطار الرئاسة فى أبوظبى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة حيث قدمت مجموعة من الأطفال باقات من الورود ترحيبا بزيارة ضيف البلاد. وكان فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف قد وصل إلى أبو ظبي فى وقت سابق وكان فى استقباله صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان, ورحب بن زايد بزيارة قداسة البابا فرنسيس و فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر للدولة، معربا عن بالغ سعادته بهذه الزيارة التى تكتسب أهمية خاصة على صعيد تعزيز قيم ومفاهيم الأخوة الإنسانية والسلام والتعايش السلمى بين الشعوب، إلى جانب أهميتها فى ترسيخ روابط الصداقة والتعاون لما فيه خير الإنسانية. وأكد الشيخ محمد بن زايد بمناسبة الزيارة أن دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة كانت وستظل منارة للتسامح والاعتدال والتعايش وطرفا أساسيا فى العمل من أجل الحوار بين الحضارات والثقافات ومواجهة التعصب والتطرف أيا كان مصدرهما أو طبيعتهما تجسيدا للقيم الإنسانية النبيلة التى تؤمن بها وما يتميز به شعبها منذ القدم من انفتاح ووسطية. وأشار الشيخ محمد بن زايد إلى أن قداسة البابا فرنسيس و فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف يحظيان باحترام وتقدير شعوب العالم كافة، لما يقومان به من دور إنسانى كبير فى تعزيز الحوار والتفاهم على الساحة الدولية وما يبذلانه من جهد مستمر فى الدفاع عن القضايا العادلة ونبذ الصراعات و الحروب و تعزيز التعايش بين البشر على اختلاف انتماءاتهم الدينية والطائفية والعرقية. وقال إن ما يكسب زيارة قداسة البابا فرنسيس و فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف لدولة الإمارات العربية المتحدة رمزية خاصة، أنها تأتى خلال العام الذى أعلنه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة عاما للتسامح، لتؤكد أن الدور الإماراتى فى نشر التسامح والعمل من أجله يتجاوز الإطار المحلى إلى الإطار العالمي، وأن تجربة الدولة الرائدة فى هذا المجال جعلتها وجهة عالمية لإطلاق المبادرات الحضارية لدعم الإخاء الإنساني. وأضاف بن زايد أن الزيارة التاريخية لدولة الإمارات العربية المتحدة تحمل رسالة إلى العالم كله بأن المنطقة العربية مهبط الديانات السماوية الثلاث التى عاش أهلها على اختلاف دياناتهم وطوائفهم فى وئام وسلام عبر قرون طويلة، ليست هى تلك الصورة المشوهة التى يصدرها المتطرفون والإرهابيون عنها وإنما هى ملايين من البشر الذين يؤمنون بالتعايش و الحوار وينبذون العنف والتطرف وينفتحون على العالم وينخرطون بقوة فى مسار الحضارة الإنسانية وقد قدمت فرق الفنون الشعبية أهازيجها ترحيبا بضيفى البلاد، وحظى شيخ الأزهر الشريف بحفاوة رسمية وشعبية كبيرة فى الإمارات وتناقل الإماراتيون صورة يقبل فيها الشيخ محمد بن زايد رأس الإمام الأكبر. على جانب آخر، التقى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف ورئيس مجلس حكماء المسلمين، صباح أمس عددا من كبار القيادات الدينية والرموز الفكرية والثقافية خلال مشاركته فى فعاليات المؤتمر العالمى للأخوة الإنسانية المنعقد بقصر الامارات فى أبوظبى على مدار يومين تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد ولى عهد أبو ظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وثمن شيخ الأزهر خلال اللقاء ما لمسه من تنظيم جلسات وورش عمل المؤتمر من مناقشات وأفكار إيجابية تستهدف تأكيد الجوهر الإنسانى للأديان وما تتضمنه تعاليمها من قيم أخلاقية رفيعة ومبادئ سامية ترسم الطريق لخير الإنسان وسعادته وتفتح الأبواب على مصراعيها للسلام والتعايش والتسامح بين البشر على اختلاف أديانهم وثقافاتهم. وشدد الامام الأكبر على الدور المحورى والمسئولية الكبيرة الملقاة على عاتق القيادات الدينية كى يصنعوا فيما بينهم نموذجا وقدرة للسلام والمحبة التى ينبغى أن تسود بين أتباعهم وأن يعملوا بجد من أجل تشييد جسور الحوار والتعاون مع الآخرين وهو ما يتطلب مواجهة شجاعة مع أصحاب الأفكار المتشددة والانعزالية سواء من يتطرفون فى فهم تعاليم الأديان أو من يسعون لتنحية الدين كلية عن حياة البشر وتعاملاتهم. وأشار الشيخ الطيب الى أن استضافة دولة الإمارات لهذا المؤتمر المهم يؤكد العزم الصادق لهذا البلد الطيب فى دعم كل الأفكار الخيرة وعلى ما تبذله من جهد وافر من أجل ترسيخ قيم التسامح والتعايش، وهو أمر نحييه ونشيد به. من جانبهم، أعرب المشاركون فى المؤتمر عن تقديرهم البالغ للزيارة التاريخية المشتركة للإمام الأكبر وقداسة بابا الفاتيكان إلى دولة الإمارات، وما تحمله من دلالات ومضامين تبرهن على عزمهما الصادق والأكيد لبذل كل جهد ممكن من أجل ترسيخ قيم السلام وتأكيد المشتركات الإنسانية التى تحملها كل الأديان. وعقد صباح أمس محمد بن راشد نائب رئيس دولة الامارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى والشيخ محمد بن زايد ولى عهد أبوظبى جلسة مباحثات مع بابا الفاتيكان فى القصر الرئاسى أكد خلالها الشيخ محمد بن زايد سبل تعزيز التعاون الثنائى بما يرسخ قيم التسامح والحوار والتعايش الإنسانى وأهم المبادرات التى تعنى تحقيق السلام والاستقرار والتنمية للشعوب والمجتمعات. واجتمع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف وقداسة البابا فرانسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية فى مسجد زايد الكبير بأبو ظبى كما ألقي البابا كلمة من صرح زايد المؤسس. وكان شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان قد وصلا مساء أمس الاول إلى أبو ظبي، حيث كان فى استقبالهما الشيخ محمد بن زايد ولى عهد أبو ظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. واحتفى الشيخ محمد بن زايد بالإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف لدى وصوله إلى مطار الرئاسة فى العاصمة الإماراتية أبو ظبى حيث أقيم استقبال رسمى للترحيب بزيارته. وعقب ذلك شارك الإمام الأكبر وولى عهد أبو ظبى فى مراسم استقبال البابا فرنسيس لدى وصوله للمطار، ثم استقل البابا والإمام الأكبر سيارة مشتركة إلى مقر إقامتهما. كما احتفي الشيخ محمد بن زايد بزيارة البابا فرنسيس للإمارات فى زيارة هى الأولى من نوعها لمنطقة الخليج وأبرز مراسم الاستقبال الرسمى لرأس الكنيسة الكاثوليكية فى القصر الرئاسى بأبوظبي. وألقى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف البيان الختامى للمؤتمر مساء أمس، حيث أكد أهمية تفعيل الحوار حول التعايش والتآخى بين البشر وأهميته ومنطلقاته وسبل تعزيزه عالميا. وقد التقى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين،أمس، عددا من كبار القيادات الدينية والرموز الفكرية والثقافية، المشاركين فى المؤتمر العالمى للأخوة الإنسانية0 وأعربت السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة عن امتنانها لحضور هذا اللقاء المهم الذى من المؤكد أنه يبعث برسالات عدة أهمها الوقوف جميعا جنبا إلى جنب للتصدى للتطرف الفكرى وسلبياته وتعزيز العلاقات الإنسانية وإرساء قواعد جديدة لها بين أهل الأديان والعقائد المتعددة، تقوم على احترام الاختلاف، وتسهم فى إعادة بناء جسور التواصل والتعارف والتآلف والاحترام والمحبة، ومواجهة التحديات التى تعترض طريق الإنسانية للوصول إلى الأمان والاستقرار والسلام، وتحقيق التعايش المنشود.