لفت انتباهي خبر في إحدى القنوات الفضائية عن أسباب جديدة للطلاق في الوطن العربي ظهرت في الآونة الأخيرة وهي الألعاب الإلكترونية وما تسببه من حالات انفصال أسرى متعددة، وعلى سبيل المثال وليس الحصر لعبة "بوب جى pub g" التى أدمنها الملايين في مصر والوطن العربي. وهي لعبة إثارة يختار اللاعبون فيها فريقا صغيرا يتكون من 4 أشخاص، ومن الممكن أن يصل إلى 100 شخص في الجولة الواحدة، وتعتمد على استخدام العنف والقتل بشكل عشوائي واقتحام المنازل وإراقة الدماء بشتى الطرق، ويتنافس كل منهم بأن يكون الناجى الأخير حتى النهاية للفوز بالمعركة، وأصبحت هذه اللعبة فى مقدمة التطبيقات التى يجرى تحميلها فى أكثر من 100 دولة حول العالم. تم إطلاق هذه اللعبة في مارس 2017، وفى غضون 4 أشهر فقط تجاوزت اللعبة 100 مليون عملية تحميل على الهواتف المحمولة، ورجحت الإحصائيات أن سبب الطلاق هو انشغال الزوج عن عائلته بسبب اللعبة، والسبب الآخر يرجع إلى أن بعض اللاعبات من الزوجات يقمن بالتواصل مع لاعبين رجال خلال القتال مما يتسبب بغيرة بعض الأزواج. تعمل الألعاب الإلكترونية على الانفصال عن الحياة الواقعيّة، إذ تقود الإنسان إلى التّحدى والعنف والتّوتر ويجعله يتعارك دائما مع المحيطين به، كما تزيد الارتباط بقيم المجتمعات الغربية؛ مما يفصله عن مجتمعه وثقافته وقيمه ومبادئه وعاداته وتقاليده. ويرى علماء النفس أن الذين يلعبون هذه اللعبة يهربون من الواقع الذي يعيشونه مع هذا العالم الآخر، بعيدا عن الحقيقة، وبعضهم يتوهمون أن أساليب العنف هي الطريقة الوحيدة للدفاع عن النفس، وكأن العنف هو الوسيلة للوصول إلى الهدف المنشود، وأن لعبة "بوب جى" وشبيهاتها تجعل الفرد يلجأ إلى العنف لحل نزاعاته، كأن الأذية أصبحت أمراً عادياً. العيش في العالم الخيالي سواء كان في (بى جي) أو (فورت نايت) أو حتى مع (الحوت الأزرق) الذي تحدثت عنه من قبل يصيب المجتمع بالخيبة، مما يجعل الشباب ينشأ على العصبية والانعزال ولا يستطيع التعامل إلا مع الآلات والأجهزة الحديثة. [email protected] لمزيد من مقالات سمر عبدالفتاح