بعد انتهاء هوجة لعبة «الحوت الأزرق» القاتلة.. بدأت تطل علينا لعبة جديدة لها العديد من الآثار السيئة.. تقتل أيضًا، ولكن على طريقتها الخاصة.. فهى تقتل الوقت أو العلاقات أو السلام النفسى الداخلى أو النفس السوية بل وقد يصل الأمر لتكون مثل الحوت الأزرق فتقتل الأرواح أيضًا.. فغالبًا ما ترافق الألعاب الإلكترونية التى يدمنها البعض ويمارسونها دومًا أضرار نفسية كبيرة. ومنها لعبة «ببجى» التى تُزيد من حالات الانطوائية والانعزالية، إضافة إلى العنف الكبير الذى تتركه اللعبة فى نفوس مستخدميها. كما تؤثر اللعبة بشكل سلبى على مستخدميها من الشباب أسريًا واجتماعيًا، مما يجعل المستخدمين يعيشون فى مجتمع وهمى، دون أن يتفاعلوا مع عائلاتهم وأصدقائهم، نتيجة إصابتهم بنوع من الإدمان على اللعبة دون أن يدركوا ذلك». لعبة «ببجى - PUBG» أوقعت جيلا بأكمله من الشباب فى أيديها فأصبحوا لا يفارقون هواتفهم المحمولة من أجل خوض حروب وصراعات هذه اللعبة التى انضم إليها الكثير من الشباب والأطفال وحتى الآباء والأمهات حتى أصبح الكثير من أفراد الأسر المصرية مشغولين عن حياتهم اليومية، فلاعبو هذه اللعبة مشغولون فى المنازل وفى العمل وفى المقاهي، لا يوجد مكان يعيقهم عن إكمال الGame ، الفضول وحب الاستطلاع هو الخيط الذى بدأ بسحب الكثير للوقوع بمصيدة التعلق والهوس ب PUBG. لعبة ببجى تثقف الشباب حول أنواع الأسلحة والرصاص هى اختصار عبارة Player Unknowns Battlegrounds وهى لعبة تم إصدارها من قبل شركة تابعة لشركة ألعاب فيديو بكوريا الجنوبية تدعى «Blue Hole» التابعة لمايكروسوفت، وتعرف ببجى باسم «لعبة ساحات معارك اللاعبين المجهولين»، وقد صدرت نسختها الأولى فى شهر مارس 2017 وكانت مخصصة فقط لأجهزة الكومبيوتر والويندوز والإكس بوكس، إلا أنه تم طرح نسختها على أجهزة الهواتف المحمولة، وقد أصبحت اللعبة واحدة من الأكثر مبيعًا فى كل العصور، وبحلول شهر يونية 2018 قد تم بيع أكثر من 50 مليون نسخة منها حول العالم بالإضافة لكونها أصبحت فى مقدمة التطبيقات التى يتم تحميلها فى أكثر من 100 دولة حول العالم وبشكل خاص المنطقة العربية. شباب يحكون تجاربهم مع ببجى «أحمد عادل» الشاب ذو ال24 عامًا، تعرف على لعبة ببجى من خلال أصدقائه الذين بدأوا بنشر اللعبة بينهم حتى يتمكنوا من تكوين فريق واللعب سويا، بدأ بالدخول فى مصيدة «ببجى» منذ شهرين، إلا أنه عندما بدأ اللعب لم يستطع التوقف واصفًا ذلك «اللعبة كانت بتسحلنى وبتخلينى أخلص جيم وأدخل فى اللى بعده»، وتعتبر ببجى اللعبة المطورة من لعبة كاونتر سترايك، موضحا كيفية لعبها؛ حيث إنها تعتبر لعبة من لعب البقاء، حيث إنها تنتقل من مستوى إلى مستوى آخر عند قتل الكثيرين، ففى البداية يبدأ بعمل شخصية له وضبط إعدادات اللعبة، ثم يتم اختيار من يلعب بمفرده بدون فريق له يحدده، ويبدأ بتحديد فريق له إما اثنان أو أربعة أفراد، ويبدأ باختيار الخريطة أو المكان الذى يبدأ باللعب فيه ثم يستعدون لبدأ الحرب، حيث جمع الأسلحة وقتْل أعدائهم ويكون عدد إجمالى الأفراد على الخريطة 100 فرد من جميع أنحاء العالم لن ينجو منها إلا فرد أو فريق واحد، فالواقع الجميع أعداء على الخريطة. أشار أحمد بأن ليس لكل Game وقت محدد، فينتهى الGame حينما تقتل وأكثر وقت قد يصل إليه ال Game الواحد حوالى نصف ساعة، إلا أن الكثيرين لا يكتفون بواحد فقط فمن الممكن أن يستمروا لساعات. أوضح أحمد بأنه يستمر بلعب ببجى من ساعتين إلى 6 ساعات يوميا، ولكن ليس بصورة متواصلة، وأوضح بأن الشيق فى اللعبة أن فى كل مرة تهزم أو تقتل تبدأ روح المقاومة والإصرار بالفوز هو الدافع الذى يحركك بداخلها، بالإضافة إلى اللعب مع أصدقائك وسماع أصواتهم وتعليقاتهم أثناء اللعب كانت أيضا من الِأشياء المشوقة. أكد أنه مع استمرار اللعب يزداد الهوس والتعلق بها وأنه يلعب ببجى فى وقت فراغه فى عمله وفى المنزل حتى مع أصدقائه على المقهى. أشار إلى أن والده ووالدته أصبحا دائما فى صراعات مستمرة معه ومع أخيه ذى ال14 عامًا الذى أصبح لا يفارق غرفته لاستمراره للعب بها لساعات متواصلة. وأصبحت ببجى والحروب والأسلحة تطارده فى أحلامه يوميا بسبب لعبه لوقت طويل. أما عن ندى ناجى صاحبة ال21 عامًا، فكان إلحاح أصدقائها لمشاركتها باللعبة أول الأسباب للعب معهم، بالإضافة إلى الحديث المستمر على صفحات التواصل الاجتماعى والنُكت والفيديوهات التى بدأت بالانتشار ما أثار فضولها للبدء معهم وبالفعل بدأت بالحديث مع أصدقائها عن كونها تريد مشاركتهم إلا أنهم نصحوها بأن تبدأ باللعب بعد انتهاء فترة الدراسة وامتحانات نصف العام، إلا أنها لم تستجب لهم ظنا منها أنها تستطيع ترتيب أوقاتها لوقت الدراسة ووقت فراغها، إلا أنها عند البدء باللعب استمرت لساعات طويلة لا تفارق هاتفها، وأشارت ندى إلى أن الاحتداد بينها وبين والدتها اشتد كثيرا بسبب اللعب المستمر لببجى وأوضحت «كنت ببقى عايزة أخلص مذاكرة بسرعة عشان ألعب». أشارت ندى إلى أن من أحد مميزات اللعبة وهى تنمية العمل الجماعى والتعرف على أشخاص جدد فقد استطاعت معرفة أصدقاء أصدقائها ومعرفة أشخاص جديدة من خلال اللعبة. أوضحت بأنها تشعر وكأن شيئًا يقيدها باللعبة فأشارت إلى أن اللعبة أصبحت مثل الإدمان بالنسبة لها، وأنها لا تستطيع التوقف عن اللعب، وأوضحت بأن هذه اللعبة أثرت عليها وعلى ارتباطها بأسرتها. أمل قالت لنا: إنها فوجئت بانشغال ابنيها ياسين وآسر باللعبة مع مجموعة من أصدقائهما، تقول: خفت عليهما وقلت أدخل هذه اللعبة وعندما بدأت ألعب معهما حتى فى مرة صرخ أحد أبنائى وقال «أنتى هتموتى ابنك الثانى قلت خلاص أخرج منها بشرط ألا يكون لكم أصدقاء من خارج مصر» وتضيف: فعلت ذلك خوفا على ولدىَّ وأعمارهما 7 و11 عاما بعد أن شعرت أنها لعبة تدمر أجيالا بأكملها وتدمر الأسر خاصة أننى علمت أن من خلال هذه اللعبة يمكن أن يسحب شبابها لأعمال غريبة عن تقاليدنا الشرقية، ويمكن أن يسحبهم لأعمال غير أخلاقية. الغريب فى الأمر هو تأثير اللعبة السلبى على كل أفراد الأسرة فقد أدت لبعض حالات الطلاق بسبب شكوى الزوجات إهمال أزواجهن كما ارتكب لاعبوها حوادث قتل، ومن الحوادث التى نبهت عن مدى خطورة ببجى، ففى شهر نوفمبر 2018 قَتَل طالب مصرى مدرسته بالإسكندرية، ويبلغ عمر الطالب 16 سنة، موضحا فى أقواله أنه تخيل أنه فى لعبة ببجى، طاعنًا مدرسته بسكينة عدة طعنات. وليس فقط فى مصر، ففى كوردستان العراق قُتل شاب على يد أصدقائه بسبب لعبة ببجى. وقد حذر متخصصون فى علم النفس من كم الأضرار النفسية التى تسببها اللعبة، حيث إن هذه اللعبة تدفع لاعبيها للهروب من الواقع والعيش فى عالم الخيال، بالإضافة إلى إدمان الألعاب الإلكترونية، ليس هذا فقط ولكن الأكثر ضررًا هو ما تقدمه اللعبة من عنف واستخدام أسلحة نارية وقتل بالإضافة إلى انعزال اللاعب فتركيزه يقتصر على القتل والهروب، فالسمة الأولى فى اللعبة هى قتل الآخرين لكى تصل إلى هدفك وتنتقل لمستوى أعلى باللعبة. ومن الآثار الاجتماعية للعبة أيضًا التى لا يمكن تصنيفها بالإيجاب أو السلب أنها تسببت فى حدوث حالات زواج، وكانت أشهر حالات الزواج التى انتشرت على صفحات التواصل الاجتماعى، صورة لعروسين من الهند تزوجا بعد أن تعرفا على بعضهما من خلال لعبة ببجى. أحمد بدوى، رئيس لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب أشار إلى إرسال مذكرة للجهاز القومى لتنظيم الاتصالات لاتخاذ إجراءات حذف اللعبة من متجر التطبيقات إلا أن وزارة الاتصالات استبعدت إمكانية حذفها. من جانبه أكد محمد حجازى، رئيس لجنة التشريعات والقوانين بوزارة الاتصالات أنه ليس لديهم أى سلطة على متجر تطبيقات شركة جوجل أو شركة أبل، وأنه لا يمكن حجب اللعبة أو حذفها من متجر التطبيقات، ولكن هدفهم حاليًا هو رفع التوعية بمخاطر هذه الألعاب المليئة بالعنف.