اليوم فى نهائى كأس آسيا 2019..

قطر بلا تاريخ تبحث عن أول ألقابها أمام اليابان

* لاعبو الساموراى: نؤمن بقدرتنا على الحسم
* أفراد العنابى: ما نحققه هنا ليس وليد الصدفة

أبوظبى (أ ف ب) - ستبقى قطر على التشويق فى كأس آسيا لكرة القدم 2019 حتى مباراتها النهائية ضد اليابان اليوم فى السادسة مساء بأبوظبي، ليس فقط لأنها تبحث عن باكورة ألقابها أمام العملاق المتوّج بأربعة القاب، بل لمسار خيّمت عليه أجواء أزمتها الدبلوماسية مع الإمارات المضيفة وجيرانها.
القطيعة السياسية والاجتماعية على وسائل التواصل منذ يونيو 2017 بين قطر وجيرانها الخليجيين، بسبب اتهام تنفيه حول دعمها منظمات متطرفة، حضرت فى كل مباريات »العنابي«: مدرجات قطرية خالية باستثناء مجموعة من العمانيين، صافرات استهجان خلال عزف النشيد الوطني، وتركيز على كيفية التعاطى مع »أولاد« المدرب الإسبانى فليكس سانشيز.
مشوار قياسى
لكن خريجى أكاديمية أسباير للتفوق الرياضى فى الدوحة، كان لهم رأى آخر، فبعدما دخلوا البطولة من غير المرشحين، حتى باعتراف مدربهم سانشيز، يخوضون النهائى الأول فى تاريخهم مع ستة انتصارات، شباك نظيفة، متصدر ترتيب الهدافين والممررين...
وبرغم الأرقام القطرية، سيكون خصمها فى النهائى من وزن مختلف فنيا وتكتيكيا وتقنيا وتاريخيا، مقارنة بخصومها السابقين لبنان، كوريا الشمالية، السعودية، العراق، كوريا الجنوبية والإمارات.
فى تسع مشاركات، بلغت اليابان النهائى للمرة الخامسة بعد تتويجها فى 1992 و2000 و2004 و2011، ومثل قطر حققت ستة انتصارات.
تحدث المراقبون عن تقدم اليابان ببطء كالمحركات التى تعمل على الديزل وأصابوا فى توقعاتهم. بعد عروضها الباهتة حيث افتقرت لتقدم مريح فى جميع مبارياتها الخمس الأولي، قدمت مباراة رائعة ضد إيران المرشحة بقوة لخطف اللقب، وأقصتها بثلاثية موجعة من نصف النهائي.
يقول قائد اليابان مايا يوشيدا المتوج باللقب فى 2011 عندما كان بعمر الثانية والعشرين »قبل المجيء الى هنا تحدثنا عن القدوم إلى الحرب«.
يظهر لاعبو »الساموراى الأزرق«، المحترفون معظمهم فى أوروبا، ثقة عالية بالنفس، فيقول لاعب الوسط جاكو شيباساكى »بالفوز على إيران اكتسبنا شرعية المنافسة على اللقب«، ويشرح زميله جنكى هاراجوتشى ما حصل فى مباراة إيران »كانت أسهل من مواجهات خصوم متكتلين دفاعيا. سمحت لنا بالتركيز دفاعيا وبقاء هجومنا متيقظا طوال المباراة«.
ويلخص يوشينورى موتو »نؤمن الآن انه بمقدورنا الفوز على أى فريق إذا طبقنا أسلوبنا. تكمن قوة اليابان بقدرتنا على العمل بجهد فى الدفاع والهجوم«.
فى المقابل، تبدو نظافة شباك قطر نقطة مضيئة فى النهائيات، لكن اليابان سجلت فى آخر 16 مباراة فى كأس آسيا منذ 2011. واللافت ان قطر تتفوق هجوميا بتسجيلها 16 هدفا مقابل 11 لليابان، كان نصيب مهاجمها الشاب المعز على ثمانية أهداف، ليعادل الرقم القياسى فى نسخة واحدة والمسجل باسم الإيرانى على دائى فى 1996.
بلغت نسبة استثمار التسديدات القطرية 25,4% مقابل 15,9% لليابان، ويقول المعز الذى سجل هدفه الثامن خلال الفوز الكبير على الإمارات 4-صفر فى نصف النهائى »كنت سعيداً حقاً بالهدف. لقد كانت تسديدة جميلة، لكنها لا تعنى شيئاً كبيراً بالنسبة لي، لأن أهدافنا أكبر من مجرد تسجيل هدف جميل«.
احتفالات متوقعة
ولتخفيف الضغوط على اللاعبين، منحت ادارة المنتخب القطرى آلة موسيقية (كمان) وقدمتها للمعز (22 عاما) كتعبير عن الاحتفال الذى يقوم به مهاجم الدحيل عقب التسجيل تيمنا بالجابونى بيار ايمريك أوباميانج، والذى لاقى استهجانا إماراتيا فى نصف النهائى نتج عنه رمى مجموعة من الأحذية وعبوات المياه على اللاعب السودانى المولد.
عاشت الدوحة احتفالات هللت للتأهل الكبير، فمنتخبها فاز فى 6 مباريات حتى الآن،وحتى بحال خسارة النهائي، يتوقع أن تكون الاحتفالات كبيرة بعد العودة الى الدوحة برحلة غير مباشرة من ابوظبي، وقد بدأت التهانى من محللى شبكتها »بى ان سبورتس« التى تتعرض لانتقادات عنيفة فى ابوظبي، على غرار المدربين البرتغالى جوزيه مورينيو والفرنسى أرسين فينجر والنجم الهولندى السابق رود خوليت.
قطر التى لم تتخط ربع النهائى من قبل (2000 و2011)، حصلت على يوم راحة أقل من اليابان، بيد انها ستستعيد كامل لاعبيها بعد انتهاء ايقاف المدافع بسام الراوى ولاعب الوسط عبد العزيز حاتم مسجلى هدفى الفوز ضد العراق فى دور ال16 وكوريا الجنوبية فى ربع النهائي.
يقول مدافع قطر طارق سلمان »فى الواقع أنا غير متفاجئ بما حققناه، لأننا نلعب معاً منذ نحو سبع سنوات، سواء اللاعبين أو المدرب.
فى عام 2014 فزنا بلقب بطولة آسيا تحت 19 عاماً، وفى عام 2018 فى الصين حققنا المركز الثالث فى بطولة آسيا تحت 23 عاماً، وما نحققه هنا جاء نتيجة العمل التدريجي«.
لكن الظهير الايسر عبد الكريم حسن، أفضل لاعب آسيوى فى 2018، يبرز التأثير الكبير لسانشيز وفريقه »الجهاز الفنى سيدرس المنافس بشكل جيد للوقوف على نقاط القوة والضعف فيه«.
فى المواجهات المباشرة، فازت قطر 3-صفر فى 1988، ثم تعادلا 1-1 فى 2000 و2007، لكن اليابان قلبت تأخرها مرتين وفازت 3-2 فى ربع نهائى 2011 قبل تتويجها.
ويقود المباراة الأوزبكستانى رافشان إيرماتوف الذى سيصبح أول حكم يدير مباراتين نهائيتين فى تاريخ كأس آسيا، حيث سبق أن أدار نهائى 2011 بين اليابان وأستراليا.