يدور جدل كبير حول «التغيرات المناخية» بين مؤيد ومعارض، بل تلاعبت الهيئة الدولية المعنية بتغير المناخ بالعقول، التى تقاسمت جائزة نوبل للسلام (2007م) مع (آل جور)، وقبلها حصول فيلم (حقيقة مزعجة) بالأوسكار، ولاعلاقة بين ثانى أكسيد الكربون ودرجة الحرارة (فهو المحفز للنباتات على النمو وامتصاص الغازات من الغلاف الجوي)، بل لا تتوافق ظاهرة الاحتباس الحرارى مع قوانين الفيزياء. يعانى الموقف الدولى الفجوة بين دول الشمال والجنوب والانهيار الاقتصادى وتدهور معدلات التنمية البشرية بالدول الفقيرة المغلوبة على أمرها، والواقعة تحت تهديد التكيف مع شبح التغيرات المناخية. وخرجت سيناريوهات التغير المناخى بنتائج متشائمة وأخرى متفائلة، على شاكلة أفلام (هوليود) التى تجسد المخاوف الأمريكية من حدوث تأثيرات بالغة الخطورة على المجتمع الدولي. وخروج أمريكا على اتفاقية «كيوتو» لخفض مستويات انبعاث الكربون (1997م)، بل استعمرت مكامن المخزون الاستراتيجى من البترول العربي، لتأمين طلب الدول الصناعية الكبرى من الوقود الأحفوري، ولا تعبأ هى ولا غيرها من الحلفاء من تفاقم مشكلة الاحترار الكوكبى المختلف عليه. ويراود العلماء شكوك حول قضية تغير المناخ، ويطالبون الجهات الدولية بالمزيد من الحقائق العلمية، علاوة على متلازمة الخوف من فناء البشرية، عندما حل نيزك ليهدد غلاف الأرض، ولكنه فى الفيلم انحرف وابتعد عن المجال تاركا الأرض فى صيرورتها. وهكذا الخوف من تغير مناخ الأرض، واحتساب وكالة الاستخبارات الأمريكية ذلك (1974م) ضمن التغيرات فى الظروف العالمية. وترجح هيئة الأرصاد الجوية المصرية انخفاض درجة حرارة الأرض خلال القرن الحادى والعشرين وأن ظاهرة الاحترار ما هى إلا قضية تلوث جوى من انبعاثات الأنشطة الاقتصادية المتزايدة ولا علاقة لها بالتغيرات المناخية. وهناك من يؤكد أن ارتفاع درجة الحرارة لا يعود إلى تزايد الغازات الحرارية، بل لتصاعد الإشعاع الشمسى طوال القرن الماضي، وعلاقته بالتغيرات القادمة. وتتزامن تلك التغيرات مع طبيعة العصر المناخى التى تمر به الأرض وموقفها من الشمس. ولا تؤثر الستة مليارات طن مترى من الكربون المنبعثة فى الجو (تقديرات 1995) إلا فى منطقة قشرة الأرض وحتى ارتفاع (16 كم) من مستوى سطح البحر، والتى تعيش فيها الكائنات وتحدث الظواهر الجوية. هذا وهناك علاقة طردية بين ارتفاع درجات الحرارة ومعدل الترسب فى الهواء، ولا سيما عند القطبين، مما يزيد من معدل تساقط الثلوج ويقلل من ذوبان الجليد. ومن المتوقع مزيد من المطر على مدى السنة (تبعا للإقليم المناخي) سيساعد على غسل الهواء الجوى وتطهيره من الغازات المسببة للاحترار. لمزيد من مقالات د. حمدى هاشم