لم يمت الوريث الصورى لعرش مصر الشهير بملك الكوتشينة، فهو لا يزال حيا يرزق فى باريس، وأغلب الظن أنه لا يعرف شيئا عن جوقة المنتفعين التى تستغل اسمه على فترات، لمجرد الظهور الإعلامى، ونصب مآتم الترحم على عصر الملكية، التى يشارك فيها بعض من أرامل نظام ما قبل ثورة يوليو، وجميعهم قد بلغ من الكبر عتيا، حتى صارت إحدى قدميه فى القبر والأخرى خارجه. ومن عجب الأمور، أن يسمح أحدهم لنفسه بالتطاول على «الأهرام»، وقد نصب نفسه منذ فترة، متحدثا رسميا للأسرة المالكة سابقا، مستغلا فى ذلك موقع الكترونى صغير، يسعى بكل ما اوتى من قوة، أن يعيد من خلاله، تلك الأسرة الى المشهد السياسى والاجتماعى فى مصر، عبر عشرات من قصاصات الصحف، والصورة القديمة، وبعض فقرات تتغنى بمآثر الاسرة العلوية، وتترحم على أيام النعيم التى كانت تعيشها مصر فى ظل حكمها الرشيد. يبلغ ملك الكوتشينة من العمر الآن 67 عاما، فقد ولد قبل نحو خمسة أشهر فقط من ثورة الضباط الأحرار التى أطاحت بوالده فاروق من الحكم، وقد تنازل فاروق شكليا عن الحكم لطفله الرضيع حينذاك، قبل أن يغادر البلاد إلى إيطاليا على متن اليخت الملكى المحروسة، تراوده أحلام العودة من جديد إلى قصر الحكم، قبل أن يحول إعلان الجمهورية فى 18 يونيو عام 1953 الحلم إلى كابوس، وقد قضى أحمد فؤاد حياته كلها فى سويسرا، قبل أن ينتقل للإقامة فى باريس، بعد زواجه من يهودية فرنسية، قيل فيما بعد إنها أعلنت إسلامها وأطلقت على نفسها اسم الملكة فضيلة، ومنها أنجب ولديه محمد على وفخر الدين، وابنته فوزية لطيفة التى ولدت فى موناكو مطلع الثمانينيات، قبل أن يزف الينا شماشرجية الأسرة المالكة نبأ زفافها السعيد، قبل أيام على رجل اعمال، قيل أيضا إنه اعلن اسلامه كى يتزوج من سليلة الحسب والنسب، والشرف الرفيع. حصل أحمد فؤاد فى نهاية السبعينيات على أول باسبور مصرى، بقرار خاص من الرئيس السادات، ليزور مصر لأول مرة منذ غادرها رضيعا، لتتوالى بعد ذلك زيارات ملك الكوتشينة الصغير، ولكن على فترات متباعدة، وقد كانت هذه الزيارات مدعاة لظهور بعض الشماشرجية بالوراثة، الذين نجحوا بدهاء شديد، فى تمرير لقب ملك مصر الأخير فى العديد من وسائل الإعلام المحلية، وقد بلغت الوقاحة ببعضهم إلى التبشير بقرب عودة الملك الصغير عقب اندلاع ثورة يناير، والإيحاء لكثير من البسطاء بأن كل ما شهدته مصر من مصائب كان بسبب يوليو، عقابا من السماء على خلع الملك العفيف الطاهر. تصدر اسم أحمد فؤاد الصفحات الأولى فى بعض الصحف الخاصة، والعديد من المواقع الإلكترونية، منذ تم الترويج لكذبة انه سيكون أحد كبار الضيوف الذين وجهت لهم الدعوة، للمشاركة فى حفل افتتاح القناة الجديدة، وهى الكذبة التى نفتها مؤسسة الرئاسة فى حينها، لكن ذلك لم يمنع ان تنفتح عشرات من بالوعات الصرف الصحى على شبكة التواصل الاجتماعى، لا نزال نعانى من رائحتها النتنة، قبل أن يعيد احد الشماشرجية الكرة من جديد، بتطاوله على «الأهرام»; لأنها نشرت صورة للعروس، يبدو انها لم تصادف هوى فى نفس ملك الكوتشينة الصغير، الذى اصبح واجبا أن نقول له وبالفم المليان: تأدب جلالتك.. فانت فى حضرة الأهرام. لمزيد من مقالات أحمد أبو المعاطى;