انتشر التوك توك في الآونة الأخيرة في جميع قري ونجوع مصر بل في المدن الكبري أمثال القاهرة والإسكندرية، وعندما سألت أحد سائقي التوك توك هذا الشاب البالغ من العمر 18 عاما: ما الذي درسته؟, فقال لي أنا حاصل علي دبلوم صنايع. فقلت له: لماذا تعمل علي هذا التوك توك؟ فقال: لم أجد أي عمل آخر. وعندما سألته ما الصنعة التي تعلمتها في المدرسة؟ فقال لي أنا لم أتعلم أي حاجة في مدرسة الصنايع بل إنني لم أكن أذهب للمدرسة مطلقا، مجرد مدرسة التحقت بها وكنت اذهب أيام الامتحان للحصول علي الدبلوم. هناك 60% من خريجي المدارس الإعدادية يتوجهون الي مدارس التعليم الفني ولكن ما المنتج؟ لقد اصبح صعبا أن نجد سباكا ماهرا أو كهربائيا أو ميكانيكيا يصلح السيارة دون الرجوع إليه مرات عديدة, وعندما أتحدث مع إحدي زميلاتي أجد صعوبة كبيرة في إيجاد عامل فني مدرب. في الدول الاقتصادية الكبري التي حققت نهضة اقتصادية ضخمة كان أول اهتماماتها هو التعليم الفني والاهتمام بتخريج عامل فني مدرب مثل ألمانيا والصين واليابان، بل إن راتب أي عامل فني في أي دولة أوروبية أعلي من أي خريج جامعي. يجب تحسين الصورة الذهنية عن خريجي التعليم الفني خاصة مع اعتبار 2019 «عام التعليم» لأن الاستثمار في التعليم والصحة من أفضل أنواع الاستثمار. ولنتذكر أن بداية النهضة التي حققها محمد علي كانت في الزراعة والتعليم الصناعي والحرف، لذا يجب الاهتمام بهذا النوع من التعليم وبداية إجراء اختبارات للطلبة وأن يبدأوا في سن مبكرة حتي يستطيعوا إتقان المهن المختلفة. [email protected] لمزيد من مقالات د. سامية أبوالنصر