على من يأملون فى أن يُسفِر الصراع المُحتَدِم بين ترامب وخصومه فى الداخل عن أى تغيير أفضل فى سياسة أمريكا، أن يراجعوا أنفسهم وأن ينظروا جيداً إلى بوادر المعركة الأخرى المتوازية هذه الأيام، والتى تُطبَخ ضد بيرنى ساندرز الديمقراطى من داخل حزبه، وهو المشهور بأنه من أكبر معارضى ترامب من ناحية المبدأ منذ أن أعلن ترامب نيته فى الترشح للرئاسة، ومعروف أن ساندرز خسر آنذاك فى المعركة التمهيدية داخل حزبه أمام هيلارى كلينتون التى حظيت بترشيح الحزب ثم خسرت أمام ترامب. وقد لام كثير من الديمقراطيين أنفسهم بعد فوز ترامب لأنهم مالوا إلى هيلارى، وقال بعضهم إن ساندرز كان أحق بأن يرشحوه لأنه كان أقدر بحسن سُمعته وبرجاحة عقله على إسقاط ترامب. ولكن، انظر الآن إلى ما يحدث مع الاستعداد لمعركة الانتخابات التمهيدية المقبلة فى الحزب الديمقراطى على الفوز بترشيح الحزب، حيث فَضَّل بعض المتنافسين داخل الحزب أن يبدأوا بالعمل على ذبح ساندرز، بتشويه صورته، فلما لم يجدوا لديهم ما يشعل فضيحة ضده شخصياً، قالوا إنهم عثروا على سقطات مشينة بالتحرش ضد بعض النساء، ليس منه ولكن من بعض أعضاء فريقه الدعائى فى معركته التمهيدية السابقة! فبدأوا حملتهم ضده قبل أيام بحجة أنه مسئول عن أخطاء فريقه، وأنه إذا كان يعجز عن اختيار أقرب مساعديه فى أثناء معركته التمهيدية، فكيف يُؤتَمَن على اختيار إدارة البلاد وأن يسيطر على أمور دولة بحجم أمريكا..إلخ. المُلاحَظ أن هذه الحملة مُوَجَّهَة فى الأساس إلى النساء فى الحزب الديمقراطى لاستفزازهن حتى يُسقِطنه فى المعركة التمهيدية المقبلة، فيتخلص هؤلاء المرشحون من منافس قوى! ولكن أين مصلحة أمريكا فى كل هذا؟ بل أين مصلحة الحزب؟! هذه هى نفس العقلية التى تُشعِل المعركة ضد ترامب، والتى تدع كوارثه السياسية جانباً، وتتصدَّى له بقدرتها على العرقلة، وتسعى لعزله عن طريق الإجراءات، فإذا تعذر فأنها تجتهد لتشويه سمعته لإسقاطه فى مسعاه للفوز بولاية ثانية! دون وعد حقيقى بأن فى جعبتها سياسة أفضل!! لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب