طوال مشوارنا معا فى الأهرام كان الصديق مصطفى سامى زميل العمر الجميل إنسانا هادئا مترفعا لا اغضب احدا ولا هو غضب من أحد وكنت تراه فى أى موقع تحمل فيه المسئولية إنسانا جاداً يقدر من حوله..ولكن مصطفى اختار ونحن نعيش معا خريف العمر أن يطلق بعض الصرخات وأن يكشف أشياء ربما لم يفعلها غيره وعاد بى أنا شخصيا فى كتابه الممتع “أهرام القرن 21”إلى سنوات البداية وفيها الكثير الذى لا أحب أن أستعيده..أعاد مصطفى سامى شجونا كثيرة ربما تصورت أن الزمن هو الوحيد القادر على نسيانها وإن بقيت منها بعض الجراح..وقف مصطفى سامى عند عدد من الشخصيات كان أمينا وهو يستعرض الأدوار والحسابات والمصالح والمتغيرات الحادة التى تعرضت لها المؤسسة العريقة بين توزيع الأدوار وتوزيع الهدايا وإهمال البعض على حساب الآخر والمشروعات الطائشة التى استهلكت أموال المؤسسة بلا جدوى..هناك شخصيات كتب عنها مصطفى سامى وهى تستحق وهناك ايضا من لا يستحق ويغفر له ذلك أن قلبه الطيب الذى عرفناه دائما لم يكره أحدا حتى هؤلاء الذين أساءوا..باعدت بيننا مصطفى سامى وأنا الغربة حين ذهب إلى باريس بضع سنوات ثم انتقل إلى كندا وكنا نلتقى على استحياء فى أوقات عودته إلى مصر..كعادة الأهراميين كلنا وقعنا فى إبهار الأستاذ وأقصد محمد حسنين هيكل سواء من قضى معه زمنا أو من لم يستمتع بهذه الرفقة النادرة..كان هيكل مشكلة الأهرام الكبرى لكل من جاء بعده وجلس على كرسيه الذى تمناه يوما زعيم مصر جمال عبدالناصر وهو يزور مكتبه فى الأهرام..كان مصطفى سامى معذورا واسم هيكل يطل فى كل الصفحات ولا ادرى كم عدد المرات والمواقف التى جاء فيها ذكره تحت اسم الأستاذ..لقد طغى بريق هيكل على صحافة مصر بل والصحافة العربية كلها سبعون عاما كاملة..ولم ينج مصطفى سامى من ابهار هيكل حتى أن الكتاب بكل صفحاته وقع فريسة هيكل أكثر مما وجدنا فيه الأهرام..لقد تجرأ مصطفى سامى وكشف الكثير من الحقائق التى شاهدها وهناك حقائق كثيرة أخرى غابت ليتنا نقرأها ممن بقى من رموز هذا الجيل الذهبى فى تاريخ الصحافة المصرية. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة