تحت عنوان فوضي التحاليل.. قرأت ما نشر ببريد الأهرام عن انعدام الضمير عند معامل التحاليل, وذلك بالاتفاق مع بعض الأطباء المعروفين علي تحويل مرضاهم مقابل نسبة من التحاليل تتجاوز05% ويترتب علي ذلك إضافة تحاليل دون لزوم... الخ... وذكرني ذلك بصورة أخري أكثر انعداما للضمير لبعض كبار الأطباء الذين جعلوا من تلك المهنة السامية وسيلة لجمع المال دون مراعاة لحالة المريض المادية أو الصحية.. فقد اتبع هؤلاء( تنفيض الزبون).. فلقد ضاقت بحماتي رحمها الله السبل لتسكين آلامها.. فنصحها البعض بعرض نفسها علي أحد الأطباء الكبار بإحدي عواصم محافظة مجاورة بها كلية عريقة من كليات الطب تحتوي علي مركزين عالميين في أمراض الكلي والجهاز الهضمي.. واصطحبت زوجتي والدتها وذهبنا إلي ذلك الأستاذ ومعهما بعض التحاليل الحديثة الخاصة بحالة حماتي والتي أجريت بأحد المعامل الشهيرة الموثوق بها.. انتظرت زوجتي ووالدتها الطبيب لمدة تجاوزت أربع ساعات بعد دفع قيمة الكشف( الفيزيتا) المغالي فيها جدا إلي أن جاء دورهما للدخول لتوقيع الكشف الذي لم يستغرق سوي بضع دقائق.. وبعد توقيع الكشف طلب منها الطبيب عمل بعض التحاليل رافضا التحاليل المرفقة معهما.. حيث كتب لهما بعض التحاليل والأشعات علي ورقة.. وطلب منهما الخروج والتحدث مع السكرتيرة.. أخذت السكرتيرة تحسب وتحسب وتخصم ثم طلبت ستمائة جنيه مع الإكرامية علي حد قولها ثمنا للتحاليل والأشعات التي ستجريها حماتي بالعيادة نفسها.. ثم اصطحبت السكرتيرة حماتي إلي مطبخ قذر كتب عليه كلمة( المعمل).. به بعض الأجهزة القديمة الصدئة.. أي أن المكان لا يرقي إلي أن يكون معملا للتحاليل الحيوانية وليست البشرية.. أما ذلك الشخص الذي قام بسحب عينة الدم فهو لا يبدو عليه أنه طبيب للتحاليل أو حتي فني معمل.. وحين عادت زوجتي وأطلعتني علي نتائج التحاليل المغالي فيها وجدتها وقد كتبت علي ورقة بيضاء بخط يدوي رديء جدا وبها من الأخطاء التي لا تصدر من طبيب وليس مدونا عليها اسم المعمل أو اسم طبيب التحاليل أي تحاليل بدون هوية أما الأدهي من ذلك فمعظمها لا تمت بصلة من قريب أو بعيد إلي حالة المريضة( اللي هي حماتي).. أي تحاليل ليست مطلوبة مطلقا أقول ذلك علي عهدتي كطبيب وتكتمل تلك المهزلة بعد أن كتب الطبيب علاجا علي تذكرته الطبية وفور خروج زوجتي وحماتي من غرفة الكشف استقبلتهما السكرتيرة طالبة منهما إعطاءها الروشتة ومبلغ اربعمائة جنيه حتي تقوم هي بشراء الدواء لهما لأن بالروشتة دواء لا يوجد إلا في صيدلية معينة فقط ولا يتوافر بالصيدليات الأخري!! وبكل أسف فهذا السيناريو أصبح يحدث لجميع المرضي بتلك المدينة في معظم وليس كل العيادات الخاصة لكبار الأطباء, التي أصبحت عيادات للكشف ومعامل للتحاليل والأشعات.. وأخيرا صيدليات لصرف الدواء.. وأخيرا هل تتذكرون تلك الأيام الجميلة التي كان يطلق علي الطبيب خلالها لقب( الحكيم باشا)؟!! د.حسام الدين أحمد سلطان بورسعيد