تلقيت نبأ رحيل الأستاذ إبراهيم سعدة من بوست كتبه نقيب الصحفيين الأسبق يحيى قلاش على الفيسبوك. كان الأستاذ إبراهيم سعدة هو نجم الصحافة المصرية فى السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات وحتى ثورة يناير 2011 بعد رحيل أستاذ الأساتذة الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل عن مؤسسة الأهرام. وتوجت نجومية إبراهيم سعدة بتبوئه رئاسة مؤسسة أخبار اليوم صانعة نجوم الصحافة المصرية. وسطّرت عدة أسطر كرد فعل أولى على رحيله بعد رحلة مؤلمة مع المرض. قلت يا ساتر يا رب ربنا يرحمه ويدخله فسيح جناته. كان سعدة رئيس التحرير المتعلم والمنفتح على العالم والوحيد الذى كان يكتب على الآلة الكاتبة مقاله فى أخبار اليوم قبل اكتشاف الكمبيوتر وهو رئيس لمجلس إدارتها ورئيس لتحرير أخبار اليوم. كنت أعمل بالأهرام الذى تتلمذت فيه على فنون الصحافة الجادة، حين سمعت بمشروع صحيفة سوف تصدر للحزب الوطنى الديمقراطي، فاتصلت بالراحل الصديق على درويش وكان يعمل فى المكتب الإعلامى بالسفارة الأمريكية وتربطه علاقة طيبة بالأستاذ إبراهيم سعدة، وطلبت منه أن يبلغ سعدة برغبتى فى العمل معه. رحّب سعدة والتقيته وكلّفنى بأن أتولى تغطية الرئاسة والخارجية والدفاع لصحيفة مايو. من بين المهمات التى قمت بها بتكليف منه سلسلة الحوارات مع الطيار الإيرانى الهارب من جحيم الخميني، وحصلت على جائزة الرئيس السادات عليها.. سلّمها لى الراحل رئيس مجلس إدارة الأهرام الأسبق، ورئيس مجلس إدارة صحيفة مايو، عبدالله عبدالبارى بعد اغتيال الرئيس السادات، فلم يدر حولها أى تغطية وكانت فى صورة قيمة نقدية. كما كان لسعدة الفضل فى اختيارى لتغطية رحلة الرئيس الأسبق مبارك إلى واشنطن عشية اغتيال الرئيس السادات، وانفردت صحيفة مايو بتصريحات خاصة للرئيس الأسبق. وخلال الزمالة المهنية بين رئيس ومرءوس لفت نظر سعدة حوار أجريته مع الراحل د. أسامة الباز عن مهمة له فى واشنطن، ولم يأخذ توضيب الحوار الأهمية التى يستحقها فعلّق سعدة: إنهم لايعرفون الاستفادة بإمكاناتك. ورغم التعليق فإننى سعدت بأن قيمة صحفية كبيرة مثل الأستاذ إبراهيم سعدة هذا هو رأيه. الأستاذ ابراهيم سعدة له الفضل فى طبع كتابى الأول: حوارات رسمت ملامح القرن الجديد، عن دار أخبار اليوم. كان فى عمله رئيس التحرير النموذج الفذ، أعزى نفسى فى رحيلك وأعزى أسرته وأسرة الصحافة التى عملت معه، كان قدوة فى المهنية، حزينة عليك يا أستاذى الغالى المثل الأعلى فى إدارة صحيفة مايو مع الراحل الأستاذ عبدالله عبدالباري، رئيس مجلس إدارتها. رئيسة تحرير مجلة حقوق الناس لمزيد من مقالات هدايت عبدالنبى