أعلنت أستراليا أمس أنها تعترف بالقدسالغربية عاصمة للاحتلال الإسرائيلي، لكنها أوضحت أنها لن تنقل بعثتها الدبلوماسية من تل أبيب قبل إبرام اتفاق سلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وذلك بعد خطوات مماثلة من أمريكا وجواتيمالا والتشيك وهندوراس. وفى تراجع عن السياسة التى تنتهجها بلاده فى الشرق الأوسط منذ عشرات السنين، قال رئيس الوزراء الأسترالى سكوت موريسون «نحن نتطلع لنقل سفارتنا إلى القدسالغربية عندما يكون الأمر عمليا، دعما للوضع النهائى بعد تقريره»، مشيرا إلى أن العمل جار فى أحد المواقع لإنشاء مقر جديد للسفارة الاسترالية. وأضاف أن نقل السفارة من تل أبيب لن يتم قبل التوصل إلى تسوية سلمية، مؤكدا أنه فى المرحلة الانتقالية سيتم تأسيس مكتب للشئون العسكرية والتجارية فى غرب المدينة. وقال «بالإضافة إلى ذلك، وإدراكا لالتزامنا بحل الدولتين، فإن الحكومة الأسترالية مصممة أيضا على الاعتراف بتطلعات الشعب الفلسطينى من أجل دولة مستقبلية عاصمتها القدسالشرقية». يشار إلى أن ملامح التغيير الذى يحدثه موريسون فى السياسة الخارجية الأسترالية بدأت تظهر فى أكتوبر الماضي، وتعرضت لانتقادات من دول مجاورة ذات أغلبية مسلمة مثل إندونيسيا وماليزيا اللتين لم تعترفا رسميا بإسرائيل، وأغضب ذلك الجارة إندونيسيا، أكبر بلد إسلامى فى العالم من حيث عدد السكان، وأدى إلى إيقاف مفاوضات استمرت أعواما حول اتفاق ثنائى للتجارة. وفى أول رد فعل فلسطيني، وصفت حنان عشراوى عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إعلان رئيس الوزراء الأسترالى سكوت موريسون اعتراف بلاده رسميا بالقدسالغربية عاصمة لإسرائيل ب«الخطير والمستفز». وقالت عشراوى فى بيان إن الخطوة الاسترالية «لا مسئولة وغير قانونية ولن تؤدى إلا لزعزعة الأمن والاستقرار فى المنطقة». وأضافت أن «استراليا باعترافها بالقدسالغربية عاصمة لإسرائيل تزامنا مع إعدام الأخيرة أربعة مواطنين بدم بارد وفرضها العقوبات الجماعية على شعب أعزل، أصبحت شريكة فى جرائم الحرب التى ترتكبها دولة الاحتلال وداعمة لعمليات الضم غير المشروعة للقدس المحتلة، متحدية القانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية». واعتبرت عشراوى أن القرار يعتبر مناورة رخيصة من قبل رئيس الحكومة الاسترالية الذى استخدم الحق الفلسطينى لرشوة اللوبى الصهيونى للحصول على دعمه فى الانتخابات، داعية الدول العربية والإسلامية إلى تنفيذ قرارات القمم العربية والإسلامية «بما فيها قطع علاقاتها كافة مع استراليا». ومن جهته، رأى صائب عريقات أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية أن «استراليا اختارت بقرارها هذا الوقوف إلى جانب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو فى التصويت ضد حل الدولتين». وأشار إلى أن استراليا «ترفض الاعتراف بفلسطين كدولة وتصوت فى المنتديات الدولية ضد حق الفلسطينيين فى تقرير المصير وبمواصلة التجارة مع المستوطنات الإسرائيلية».