أسماء المرشحين على مقاعد الفردي بدوائر محافظة البحيرة لانتخابات مجلس النواب 2025    إعلام إسرائيلي: حماس أبلغت الوسطاء بعثورها على مزيد من جثث المحتجزين    انطلاق البطولة المصرية المفتوحة للهواة وسط حضور دولي واسع يضم أكثر من 100 لاعب| فيديو وصور    أسعار البنزين الجديدة تتصدر التريند.. وترقب بمحطات البنزين    الحفني: تعزيز السلامة الجوية أولوية تستهدف التشغيل الآمن وفق متطلبات الإيكاو    «مش صديقي.. وبقول اللي حسيته».. رد مثير من كريم نيدفيد بشأن هجومه على رمضان صبحي    القبض على المتهمين بارتداء ملابس فاضحة وارتكاب أفعال خادشة للحياء    «سينما من أجل الإنسانية» تتجسد في انطلاق الدورة 8 من مهرجان الجونة    وزير الثقافة يفتتح فعاليات الدورة ال33 لمهرجان الموسيقى العربية    محافظ أسوان يقرر تعديل تعريفة الأجرة للمواصلات الداخلية والخارجية    مساعد الرئيس الروسي: بوتين يؤيد فكرة ترامب بعقد قمة روسية أمريكية فى بودابست    اتهام مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق ب 18 تهمة بينها الاحتفاظ بوثائق بشكل غير قانوني    رويترز: الجيش الأمريكي ينفذ ضربة جديدة في منطقة الكاريبي ضد سفينة يشتبه بأنها تحمل مخدرات    بعد إعلان حماس .. نتنياهو: إسرائيل ستعرف كيف تتصرف    سعر الدولار اليوم الجمعة 17102025 بمحافظة الشرقية    سعر اليورو أمام الجنيه المصري في تعاملات الجمعة 17 أكتوبر 2025    فاروق جعفر يتغزل في نجم الزمالك.. ويؤكد: «قدراته الفنية كبيرة»    ستاد المحور: الكوكي يدرس الدفع ب صلاح محسن في التشكيل الأساسي أمام الاتحاد الليبي وموقف الشامي    سعر الأسمنت اليوم الجمعة 17 أكتوبر 2025 فى الشرقية    طقس حار نهارًا وشبورة صباحية خفيفة.. الأرصاد تكشف تفاصيل حالة الطقس الجمعة 17 أكتوبر 2025    «زي النهارده».. وفاة شيخ الأزهر الدكتور عبدالحليم محمود 17 أكتوبر 1978    عاجل- أمن المقاومة يحذر من الشائعات حول مصير أبو عبيدة وسط اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في غزة    «زي النهارده».. وفاة الفنان والملحن منير مراد 17 أكتوبر 1981    أطعمة طبيعية تساعد على خفض الكوليسترول في 3 أشهر    حيلة لتنظيف الفوط والحفاظ على رائحتها دائمًا منعشة    لو عايز تركز أكتر.. 5 أطعمة هتساعدك بدل القهوة    حبس متهم بقتل شقيقه فى قنا    فلسطين.. قوات الاحتلال تطلق قنابل الغاز خلال اقتحام بلدة بيت ريما قضاء رام الله    جوتيريش يدعو للعودة إلى النظام الدستورى وسيادة القانون فى مدغشقر    إبراهيم محمد حكما لمباراة الإسماعيلى والحرس ومحجوب للجونة والبنك    الصحف المصرية: إسرائيل تماطل فى فتح معبر رفح    حمزة نمرة ل معكم: وفاة والدتى وأنا طفل أورثتنى القلق وجعلتنى أعبّر بالفن بدل الكلام    هشام عنانى: حزب المستقلين الجدد يخوض انتخابات النواب على مقاعد فردية    أوقاف الفيوم تعقد فعاليات البرنامج التثقيفي للطفل لغرس القيم الإيمانية والوطنية.. صور    روسيا توسع أسواق نفطها وتستهدف إنتاج 510 ملايين طن    أسماء المترشحين بنظام الفردي عن دوائر بمحافظة الغربية لانتخابات النواب    يونس المنقاري: بيراميدز فريق جيد.. سعيد ب أداء الشيبي والكرتي.. ومواجهة السوبر الإفريقي صعبة    الحفني يشهد توقيع بروتوكول تعاون بين سلطة الطيران المدني وإدارة الحوادث    أسعار الخضار والفاكهة في أسواق أسوان اليوم الجمعة    بحضور رئيس مجلس الوزراء.. وزير الشؤون النيابية يشهد ختام أسبوع القاهرة الثامن للمياه    نجم الأهلي السابق يطلب من الجماهير دعم بيراميدز في السوبر الإفريقي    الداخلية تكشف ملابسات واقعة فيديو «التوك توك» بملابس خادشة للحياء    4 أبراج «مبيخافوش من المواجهة».. صرحاء يفضلون التعامل مع المشكلات ويقدّرون الشفافية    تركي آل الشيخ: «بدأنا الحلم في 2016.. واليوم نحصد ثمار رؤية 2030»    فضل يوم الجمعة وأعماله المستحبة للمسلمين وعظمة هذا اليوم    فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة ووقتها المستحب    أدعية يوم الجمعة المستحبة للمتوفى والمهموم والأبناء    السيطرة على حريق سيارة ملاكي بميدان الرماية في الهرم    السيطرة على حريق داخل مخزن لقطع غيار السيارات بميت حلفا    رفضت إصلاح التلفيات وقبول العوض.. القصة الكاملة لحادث تصادم سيارة هالة صدقي    تفاصيل لا يعرفها كثيرون.. علاقة فرشاة الأسنان بنزلات البرد    مصطفى شلبي يتنازل عن 50%؜ من مستحقاته لنادي الزمالك    استبعاد هيثم الحريري من انتخابات البرلمان بالإسكندرية وتحرك عاجل من المرشح    الرعاية الصحية: المواطن يدفع 480 جنيه ونتحمل تكلفة عملياته حتى لو مليون جنيه    هل يجوز المزاح بلفظ «أنت طالق» مع الزوجة؟.. أمين الفتوى يجيب    بالأسماء والأسباب .. تعرف علي قائمة المستبعدين من خوض انتخابات النواب بالقليوبية    هل الصلوات الخمس تحفظ الإنسان من الحسد؟.. أمين الفتوى يوضح    جامعة قناة السويس تطلق فعاليات«منحة أدوات النجاح»لتأهيل طلابها وتنمية مهاراتهم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د.عثمان عبد الجليل وزير التعليم الليبى ل «الأهرام»: تطوير نظام التعليم الليبى ليس مجرد تعديل مناهج
نشر في الأهرام اليومي يوم 13 - 12 - 2018

► لدينا فائض كبير من الخريجين العاطلين بعضهم يحمل الماجستير والدكتوراه
► نستغنى عن المناهج السنغافورية وعملية تطوير التعليم فى مصر ستكون نموذجا إقليميا
► خدمة المجتمع الرسالة الثالثة للجامعة


تتصاعد ضراوة حرب الأفكار فى عالمنا اليوم بوتيرة مطردة وتسير فى اتجاهات يتعذر رسم خريطتها أو التيقن من نهاياتها، ولعل عالمنا العربى يمر بمرحلة خطيرة وقلقة قد تهدد كيان بعض دوله، وقد تكون ليبيا نموذجا لانقسامها السياسى ، يسعى البعض من خلال مشاريع إقليمية ودولية إلى محاولة تقسيمه جغرافياً، حينما يسعى الليبيون إلى وضع بلادهم على الطريق الصحيح فلابد من رؤية إستراتيجية لتطوير التعليم من أجل بناء شخصية متكاملة تستطيع أن تتعامل مع المستقبل من هنا جاء الحديث مع د. عثمان عبد الجليل وزير التعليم فى ليبيا ليضع النقاط على الحروف فى العديد من الموضوعات ويتحدث بكل وضوح وشفافية حول مجمل الأحداث الساخنة والمتلاحقة فى بلاده.
شهدت ليبيا خلال السنوات الماضية قدرا كبيرا من الفوضي، مما أثر على معظم مناحى الحياة ربما كان التعليم أبرزها..فما هو وضع التعليم العالي؟
تعد مؤسسات التعليم وتحديدا التعليم العالى مراكز للعلم والفكر ومصادر إشعاع للمجتمع يقع عليها مسئولية التعليم والبحث وخدمة المجتمع والإنسانية، وتتأثر هذه المؤسسات بكل التغيرات السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية السائدة فى البلاد، لقد تعرضت هذه المؤسسات لضغوط وتحديات مختلفة خلال السنوات الماضية، لكنها بفضل الله بقيت وظلت صامدة وحافظت على بعض ملامحها الأساسية التى تنطلق منها إلى التطوير والتجويد وتحسين الأداء واتباع النظم والأساليب الحديثة والإيجابية.
لكن ما هى أبرز المشاكل وما هى رؤيتكم للحل؟
التعليم يعد من أهم المؤشرات الأساسية للدول العصرية، ولن يكون أداة فعالة من أدوات التقدم والرقى والتنمية خاصة فى عصر التكنولوجيا إلا إذا اتصف بمواصفات معينة تربط بين بنيته ومحتواه وسياسة القبول فيه وبين أهداف التنمية الشاملة، والتعليم فى ليبيا شأنه شأن كل الدول العربية يحتاج إلى تغيير وتطوير وإصلاح من الابتدائى حتى الدراسات العليا، ومن التلميذ والمعلم والمبنى المدرسى حتى الإرادة السياسية، يجب ألا نركز على الجوانب الكمية دون الاهتمام الكافى بالجوانب الكيفية، لابد أن نسعى إلى تحسين جودة التعليم وتحديد نقاط القوة والضعف، لابد من وضع خطط شاملة للنظم والبرامج والمناهج والإدارة والتمويل وكل ذلك لابد أن يتفق مع متطلبات سوق العمل واحتياجات التنمية الشاملة.
نتحدث عن أن التعليم واحد من أهم المؤشرات للدول العصرية، ربما يبدو العالم العربى بعيدا عن هذا المفهوم، كيف يمكن رسم سياسة تعليمية عربية موحدة لمواجهة التحديات؟
ليس سرا أن الدول العربية تعانى الانقسام والتشتت وضعف التعاون والتنسيق فيما بينها فى مجالات عديدة، أهمها العلم والتكنولوجيا وتشير التقارير إلى أن عدد سكان الوطن العربى الذى يبلغ أكثر من 400 مليون نسمة لديه عدد مؤسسات تعليم عال تبلغ نحو 470 جامعة ومؤسسة تعليمية، أى 1.2 مؤسسة لكل ما يقرب من مليون نسمة، كما يبلغ عدد مراكز البحث داخل الجامعات وخارجها نحو 550 أما النشر العلمى العربى فهو ضعيف جداً، أما البحث العلمى والتكنولوجيا فيكاد يكون منعدماً بسبب معوقاته وهى التحويل والقوى البشرية العلمية والنشر العلمى لذلك لابد من التنسيق والتعاون والتفاعل على المستوى العربى لإيجاد الحلول وتقديم المبادرات الرائدة والاستراتيجيات الناجحة من أجل تشكيل مسار تنموى للمجتمع العربى وتحديثه علميا وتقنيا واقتصاديا واجتماعيا.
كيف يمكن توظيف التعليم لخدمة المجتمع والمشاركة المجتمعية فى مؤسسات التعليم العالى العربية؟
خدمة المجتمع تمثل الرسالة الثالثة للجامعة بعد رسالتى التدريس والبحث العلمي، وتهدف إلى التواصل المستمر مع كل مؤسسات وفئات المجتمع من مختلف الأعمار والمستويات الثقافية والاجتماعية والعلمية وما يحققه التواصل من استثمار وتوفير أفضل الإمكانات لتقديم خدمات متنوعة لتقوية الصلة بين الجامعة والمجتمع وليس سراً أن للجامعة ثلاث مجموعات من الأهداف تتلخص فى أهداف معرفية وأهداف اقتصادية وأهداف اجتماعية، ولابد من ضرورة استحداث قنوات اتصال جامعية فعالة للتنسيق والتفاعل مع قطاعات المجتمع لإيجاد الحلول للمشكلات واعتبار الجامعة وكلياتها كبنوك خبرة وتقديم مبادرات رائدة فى تشكيل المسار التنموى للمجتمع والتحديث على المستوى العلمى والتقنى والاقتصادى والاجتماعى لتلبية متطلبات التنمية الشاملة.
تتحدث عن دور التعليم فى خدمة التنمية الشاملة..كيف ترى الهوة الواسعة بين التعليم وسوق العمل؟
نعم هناك فجوة كبيرة بين التعليم وسوق العمل، آثارها السلبية واضحة، فلدينا فائض كبير من الخريجين العاطلين بعضهم يحمل شهادة الماجستير والدكتوراه لتصبح الشهادة التعليمية مجرد ورقة لا قيمة عملية لها فى الوقت الذى تتسابق فيه الجامعات على افتتاح المزيد من الكليات التى تلقى إقبالا من الطلبة وليس وفقاً لما تحتاجه سوق العمل، هناك إغفال لدينا فى جوانب التطورات العلمية والفنية والتكنولوجية المتسارعة فى شتى أنحاء العالم، لابد من وضع إستراتيجية توثق العلاقة بين التعليم وسوق العمل عبر التدريب والتأهيل ثم خلق فرص عمل، لابد من التوسع فى التعليم الفنى والتدريب المهني، وتطوير محتوى المناهج التعليمية التدريبية.
هل تتفق أن العمود الفقرى لهذه الإصلاحات هم أعضاء هيئة التدريس، والجامعات العربية ومؤسسات التعليم هى جزء من الأجهزة الحكومية فى معظم الدول العربية؟
يعتمد نجاح أى تعليم على مدى ما يتوافر له من عناصر جيدة من أعضاء هيئة التدريس، ولا كيان لمؤسسات التعليم دون الهيئة التدريسية بوصفهم حجر الزاوية بها، وباعتبار أن الجامعات العربية ومؤسسات التعليم الأخرى مازالت جزءا من الأجهزة الحكومية فى معظم الدول العربية وتعتمد على الدعم المالى والإدارى من الحكومة إن الحكومة تفرض الصيغ والقوالب الجاهزة دون تحليل أو تشخيص لواقع هذه المؤسسات العلمية والفكرية وبالمثل تعانى الجامعات الخاصة والأهلية من هيمنة ما يملكها، مما ينتج علاقة غير سليمة تسهم بشكل مباشر فى انخفاض الحرية الأكاديمية وتحد من اتخاذ القرار وإبداء الرأى أو حرية النشر وكلها عوامل تحول دون الإبداع العلمي.
وكيف يمكن التغلب على هذه الإشكالية؟
تطبيق مبدأ الحريات الأكاديمية وتوفير حرية الرأى والتعبير لكل أعضاء هيئة التدريس والطلاب والباحثين، إذ تشكل الحرية الأكاديمية جزءاً من الحريات العامة وحقوق الإنسان والعمل على المساهمة فى إعداد استراتيجيات واضحة للتعليم العالى وتبنى فلسفة اجتماعية تبنى عليها فلسفة تربوية واقعية ومتماسكة تمثل أساساً متيناً لتحديث وتطوير مؤسسات التعليم العالى فى الوطن العربى تكون منسجمة مع مبادئ وأهداف الشراكة المجتمعية وبما يتلاءم ومتطلبات العصر.
كذلك المطالبة بتطبيق معايير الجودة الشاملة والاعتماد الأكاديمى فى مؤسسات التعليم، وأيضا تطوير المناهج لضمان مواكبتها للتطورات العلمية والتكنولوجيا والمتغيرات المختلفة.
دعنا نتحدث عن نقطة تطوير المناهج وهى أصبحت مطلبا مهما فى معظم نظم التعليم بالوطن العربي..كيف يتم ذلك وماذا عن ليبيا؟
نهدف إلى نسف المناهج القديمة وتعديل المناهج بالاستعانة بخبراء تعليم عرب وعلى رأسهم الخبرة المصرية، ثم تشكيل لجان استشارية تضم 80 خبيرا لإعداد مناهج جديدة بجميع الصفوف الدراسية من الأول إلى التاسع فى كل المواد والاستغناء عن المنهج السنغافورى الذى اعتمدت عليه المناهج الليبية، ولكن تطوير نظام التعليم ليس مجرد تعديل مناهج، بل سيستدعى الأمر رسم رؤية جديدة متكاملة للدولة وصلتها بالمواطن ووظيفة المدرسة والمطلوب من الخريج ودوره فى المجتمع والغايات النهائية التى يراد الوصول إليها.
كيف يمكن زرع بذور القراءة والثقافة ومحاربة العنف والتطرف فى مجتمعاتنا العربية؟
لابد أن يكون التلميذ هو محور الاهتمام وأن تكون مهمة التعليم واحدة من أرفع المهن وأنبلها فى عيون مواطنيهم، لابد أن ننظر بعين الرحمة إلى الكائن الصغير التواق إلى المحبة والدفء قبل أن تفاجئه عواصف الحياة فمن يعش مسترخيا فى الصغر يحتمل أكثر فى الكبر، لابد أن نعمل على أن يبقى التلميذ إنساناً ولا يتحول إلى وحش مفترس من محو أمراض الطبقية القاتلة إلى احترام العقول والمهارات، لابد من إرساء لغة التسامح وهى ليست كلمة نتغنى بها، بل لابد أن تكون لها مؤشرات ودراسات وسياسات وترسيخ سلوك، لابد أن نعمل على صناعة الأمل فى عالمنا العربى وهى المهمة الأكثر أهمية والمشروع الأكثر أولوية والذى يهدف إلى إرساء ثقافة ذات قاعدة شعبية عريضة هى ثقافة التغيير الإيجابي، لابد من العمل على بناء جيل جديد يعى مكونات العلم والمعرفة والثقافة والتعليم والقراءة لمواجهة التحديات التى تتصاعد فى عالم سريع التغير.
ربما كان من أبرز التحديات التى تواجهها مجتمعاتنا الإرهاب الذى يضرب دولا شرقا وغربا، وربما يلعب التعليم دورا أساسيا فى مواجهة التطرف والإرهاب كيف ترى ذلك؟
نعم التعليم يلعب دورا أساسيافى هذا المجال، لأن السيئ منه يفضى إلى التشنج والتعصب والجيد منه يهدف إلى تعميق الحوار والتواصل الإيجابى بين المجتمعات والشعوب، وكذلك تحقيق السلام والاستقرار، وأيضاً يساعد على التعريف بخصائص كل شعب ومعالم ثقافته وحضارته ومكافحة الإرهاب تتطلب تعاوناً وتنسيقاً دولياً واسعاً فى جميع المجالات التعليمية والثقافية والسياسية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية، كما أن هناك دورا أساسيا هو مسئولية جميع قطاعات المجتمع ومنها المدارس والجامعات ودور العبادة ووسائل الإعلام.


لدينا فائض كبير من الخريجين العاطلين بعضهم يحمل الماجستير والدكتوراه

نستغنى عن المناهج السنغافورية وعملية تطوير التعليم فى مصر ستكون نموذجا إقليميا
خدمة المجتمع الرسالة
الثالثة للجامعة







أجرى الحوار محمد مطر

تتصاعد ضراوة حرب الأفكار فى عالمنا اليوم بوتيرة مطردة وتسير فى اتجاهات يتعذر رسم خريطتها أو التيقن من نهاياتها، ولعل عالمنا العربى يمر بمرحلة خطيرة وقلقة قد تهدد كيان بعض دوله، وقد تكون ليبيا نموذجا لانقسامها السياسى ، يسعى البعض من خلال مشاريع إقليمية ودولية إلى محاولة تقسيمه جغرافياً، حينما يسعى الليبيون إلى وضع بلادهم على الطريق الصحيح فلابد من رؤية إستراتيجية لتطوير التعليم من أجل بناء شخصية متكاملة تستطيع أن تتعامل مع المستقبل من هنا جاء الحديث مع د. عثمان عبد الجليل وزير التعليم فى ليبيا ليضع النقاط على الحروف فى العديد من الموضوعات ويتحدث بكل وضوح وشفافية حول مجمل الأحداث الساخنة والمتلاحقة فى بلاده.
شهدت ليبيا خلال السنوات الماضية قدرا كبيرا من الفوضي، مما أثر على معظم مناحى الحياة ربما كان التعليم أبرزها..فما هو وضع التعليم العالي؟
تعد مؤسسات التعليم وتحديدا التعليم العالى مراكز للعلم والفكر ومصادر إشعاع للمجتمع يقع عليها مسئولية التعليم والبحث وخدمة المجتمع والإنسانية، وتتأثر هذه المؤسسات بكل التغيرات السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية السائدة فى البلاد، لقد تعرضت هذه المؤسسات لضغوط وتحديات مختلفة خلال السنوات الماضية، لكنها بفضل الله بقيت وظلت صامدة وحافظت على بعض ملامحها الأساسية التى تنطلق منها إلى التطوير والتجويد وتحسين الأداء واتباع النظم والأساليب الحديثة والإيجابية.
لكن ما هى أبرز المشاكل وما هى رؤيتكم للحل؟
التعليم يعد من أهم المؤشرات الأساسية للدول العصرية، ولن يكون أداة فعالة من أدوات التقدم والرقى والتنمية خاصة فى عصر التكنولوجيا إلا إذا اتصف بمواصفات معينة تربط بين بنيته ومحتواه وسياسة القبول فيه وبين أهداف التنمية الشاملة، والتعليم فى ليبيا شأنه شأن كل الدول العربية يحتاج إلى تغيير وتطوير وإصلاح من الابتدائى حتى الدراسات العليا، ومن التلميذ والمعلم والمبنى المدرسى حتى الإرادة السياسية، يجب ألا نركز على الجوانب الكمية دون الاهتمام الكافى بالجوانب الكيفية، لابد أن نسعى إلى تحسين جودة التعليم وتحديد نقاط القوة والضعف، لابد من وضع خطط شاملة للنظم والبرامج والمناهج والإدارة والتمويل وكل ذلك لابد أن يتفق مع متطلبات سوق العمل واحتياجات التنمية الشاملة.
نتحدث عن أن التعليم واحد من أهم المؤشرات للدول العصرية، ربما يبدو العالم العربى بعيدا عن هذا المفهوم، كيف يمكن رسم سياسة تعليمية عربية موحدة لمواجهة التحديات؟
ليس سرا أن الدول العربية تعانى الانقسام والتشتت وضعف التعاون والتنسيق فيما بينها فى مجالات عديدة، أهمها العلم والتكنولوجيا وتشير التقارير إلى أن عدد سكان الوطن العربى الذى يبلغ أكثر من 400 مليون نسمة لديه عدد مؤسسات تعليم عال تبلغ نحو 470 جامعة ومؤسسة تعليمية، أى 1.2 مؤسسة لكل ما يقرب من مليون نسمة، كما يبلغ عدد مراكز البحث داخل الجامعات وخارجها نحو 550 أما النشر العلمى العربى فهو ضعيف جداً، أما البحث العلمى والتكنولوجيا فيكاد يكون منعدماً بسبب معوقاته وهى التحويل والقوى البشرية العلمية والنشر العلمى لذلك لابد من التنسيق والتعاون والتفاعل على المستوى العربى لإيجاد الحلول وتقديم المبادرات الرائدة والاستراتيجيات الناجحة من أجل تشكيل مسار تنموى للمجتمع العربى وتحديثه علميا وتقنيا واقتصاديا واجتماعيا.
كيف يمكن توظيف التعليم لخدمة المجتمع والمشاركة المجتمعية فى مؤسسات التعليم العالى العربية؟
خدمة المجتمع تمثل الرسالة الثالثة للجامعة بعد رسالتى التدريس والبحث العلمي، وتهدف إلى التواصل المستمر مع كل مؤسسات وفئات المجتمع من مختلف الأعمار والمستويات الثقافية والاجتماعية والعلمية وما يحققه التواصل من استثمار وتوفير أفضل الإمكانات لتقديم خدمات متنوعة لتقوية الصلة بين الجامعة والمجتمع وليس سراً أن للجامعة ثلاث مجموعات من الأهداف تتلخص فى أهداف معرفية وأهداف اقتصادية وأهداف اجتماعية، ولابد من ضرورة استحداث قنوات اتصال جامعية فعالة للتنسيق والتفاعل مع قطاعات المجتمع لإيجاد الحلول للمشكلات واعتبار الجامعة وكلياتها كبنوك خبرة وتقديم مبادرات رائدة فى تشكيل المسار التنموى للمجتمع والتحديث على المستوى العلمى والتقنى والاقتصادى والاجتماعى لتلبية متطلبات التنمية الشاملة.
تتحدث عن دور التعليم فى خدمة التنمية الشاملة..كيف ترى الهوة الواسعة بين التعليم وسوق العمل؟
نعم هناك فجوة كبيرة بين التعليم وسوق العمل، آثارها السلبية واضحة، فلدينا فائض كبير من الخريجين العاطلين بعضهم يحمل شهادة الماجستير والدكتوراه لتصبح الشهادة التعليمية مجرد ورقة لا قيمة عملية لها فى الوقت الذى تتسابق فيه الجامعات على افتتاح المزيد من الكليات التى تلقى إقبالا من الطلبة وليس وفقاً لما تحتاجه سوق العمل، هناك إغفال لدينا فى جوانب التطورات العلمية والفنية والتكنولوجية المتسارعة فى شتى أنحاء العالم، لابد من وضع إستراتيجية توثق العلاقة بين التعليم وسوق العمل عبر التدريب والتأهيل ثم خلق فرص عمل، لابد من التوسع فى التعليم الفنى والتدريب المهني، وتطوير محتوى المناهج التعليمية التدريبية.
هل تتفق أن العمود الفقرى لهذه الإصلاحات هم أعضاء هيئة التدريس، والجامعات العربية ومؤسسات التعليم هى جزء من الأجهزة الحكومية فى معظم الدول العربية؟
يعتمد نجاح أى تعليم على مدى ما يتوافر له من عناصر جيدة من أعضاء هيئة التدريس، ولا كيان لمؤسسات التعليم دون الهيئة التدريسية بوصفهم حجر الزاوية بها، وباعتبار أن الجامعات العربية ومؤسسات التعليم الأخرى مازالت جزءا من الأجهزة الحكومية فى معظم الدول العربية وتعتمد على الدعم المالى والإدارى من الحكومة إن الحكومة تفرض الصيغ والقوالب الجاهزة دون تحليل أو تشخيص لواقع هذه المؤسسات العلمية والفكرية وبالمثل تعانى الجامعات الخاصة والأهلية من هيمنة ما يملكها، مما ينتج علاقة غير سليمة تسهم بشكل مباشر فى انخفاض الحرية الأكاديمية وتحد من اتخاذ القرار وإبداء الرأى أو حرية النشر وكلها عوامل تحول دون الإبداع العلمي.
وكيف يمكن التغلب على هذه الإشكالية؟
تطبيق مبدأ الحريات الأكاديمية وتوفير حرية الرأى والتعبير لكل أعضاء هيئة التدريس والطلاب والباحثين، إذ تشكل الحرية الأكاديمية جزءاً من الحريات العامة وحقوق الإنسان والعمل على المساهمة فى إعداد استراتيجيات واضحة للتعليم العالى وتبنى فلسفة اجتماعية تبنى عليها فلسفة تربوية واقعية ومتماسكة تمثل أساساً متيناً لتحديث وتطوير مؤسسات التعليم العالى فى الوطن العربى تكون منسجمة مع مبادئ وأهداف الشراكة المجتمعية وبما يتلاءم ومتطلبات العصر.
كذلك المطالبة بتطبيق معايير الجودة الشاملة والاعتماد الأكاديمى فى مؤسسات التعليم، وأيضا تطوير المناهج لضمان مواكبتها للتطورات العلمية والتكنولوجيا والمتغيرات المختلفة.
دعنا نتحدث عن نقطة تطوير المناهج وهى أصبحت مطلبا مهما فى معظم نظم التعليم بالوطن العربي..كيف يتم ذلك وماذا عن ليبيا؟
نهدف إلى نسف المناهج القديمة وتعديل المناهج بالاستعانة بخبراء تعليم عرب وعلى رأسهم الخبرة المصرية، ثم تشكيل لجان استشارية تضم 80 خبيرا لإعداد مناهج جديدة بجميع الصفوف الدراسية من الأول إلى التاسع فى كل المواد والاستغناء عن المنهج السنغافورى الذى اعتمدت عليه المناهج الليبية، ولكن تطوير نظام التعليم ليس مجرد تعديل مناهج، بل سيستدعى الأمر رسم رؤية جديدة متكاملة للدولة وصلتها بالمواطن ووظيفة المدرسة والمطلوب من الخريج ودوره فى المجتمع والغايات النهائية التى يراد الوصول إليها.
كيف يمكن زرع بذور القراءة والثقافة ومحاربة العنف والتطرف فى مجتمعاتنا العربية؟
لابد أن يكون التلميذ هو محور الاهتمام وأن تكون مهمة التعليم واحدة من أرفع المهن وأنبلها فى عيون مواطنيهم، لابد أن ننظر بعين الرحمة إلى الكائن الصغير التواق إلى المحبة والدفء قبل أن تفاجئه عواصف الحياة فمن يعش مسترخيا فى الصغر يحتمل أكثر فى الكبر، لابد أن نعمل على أن يبقى التلميذ إنساناً ولا يتحول إلى وحش مفترس من محو أمراض الطبقية القاتلة إلى احترام العقول والمهارات، لابد من إرساء لغة التسامح وهى ليست كلمة نتغنى بها، بل لابد أن تكون لها مؤشرات ودراسات وسياسات وترسيخ سلوك، لابد أن نعمل على صناعة الأمل فى عالمنا العربى وهى المهمة الأكثر أهمية والمشروع الأكثر أولوية والذى يهدف إلى إرساء ثقافة ذات قاعدة شعبية عريضة هى ثقافة التغيير الإيجابي، لابد من العمل على بناء جيل جديد يعى مكونات العلم والمعرفة والثقافة والتعليم والقراءة لمواجهة التحديات التى تتصاعد فى عالم سريع التغير.
ربما كان من أبرز التحديات التى تواجهها مجتمعاتنا الإرهاب الذى يضرب دولا شرقا وغربا، وربما يلعب التعليم دورا أساسيا فى مواجهة التطرف والإرهاب كيف ترى ذلك؟
نعم التعليم يلعب دورا أساسيافى هذا المجال، لأن السيئ منه يفضى إلى التشنج والتعصب والجيد منه يهدف إلى تعميق الحوار والتواصل الإيجابى بين المجتمعات والشعوب، وكذلك تحقيق السلام والاستقرار، وأيضاً يساعد على التعريف بخصائص كل شعب ومعالم ثقافته وحضارته ومكافحة الإرهاب تتطلب تعاوناً وتنسيقاً دولياً واسعاً فى جميع المجالات التعليمية والثقافية والسياسية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية، كما أن هناك دورا أساسيا هو مسئولية جميع قطاعات المجتمع ومنها المدارس والجامعات ودور العبادة ووسائل الإعلام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.