فتحة مصممة فى أرضية خشبة المسرح بزاوية ميل 5 درجات وارتفاع يتراوح بين 30 و40 سم.. تسمى «الكمبوشة».. كان يجلس داخلها المُلقن.. أحد أهم العاملين المؤثرين فى المسارح عبر السنين.. مهمته تذكير الممثلين بالجمل الحوارية والحركة المسرحية «الميزانسين» خلال العرض، مشيرا بيديه أكثر من كلامه الهامس.. والطريف أن بعض الممثلين مارسوا تلك المهنة فى بداية مشوارهم، فقد كان الفنان الراحل حسن مصطفى ملقن مسرح إسماعيل ياسين.. والفنان شفيق نور الدين ملقن المسرح القومى فى حالة غياب الملقن الأساسى.. ومن مفارقات المهنة المندثرة، ما رواه الراحل سمير خفاجى فى مذكراته، خلال التحضيرات لمسرحية سيدتى الجميلة، حين أضافت مصممة ديكور العرض نهى برادة عدة أمتار لخشبة مسرح الحرية نظرا لصغره، لكى تناسب أعداد راقصى الاستعراضات، فأصبحت كمبوشة المسرح القديمة فى منتصف المسرح، وكان الحل المقترح هو الاستغناء عن الكمبوشة تماما، ولكن المفاجأة أن الأستاذ فؤاد المهندس رفض رفضا قاطعا، رغم المعروف عنه من قدرة على حفظ أدواره عن ظهر قلب وعدم احتياجه للملقن إلا نادرا، وفشلت كل محاولات إقناعه بأن مسارح العالم قد استغنت عن استخدامها.. وقد برر المهندس هذا الرفض بأن الملقن هو ونيس الممثل، وأنه شخصيا يشعر بالاطمئنان فى حالة وجوده تحسبا لأية مفاجآت.. فكان البديل عمل كمبوشة جديدة فى الجزء المضاف لخشبة المسرح، ولم يكن لها مخرج آخر سوى أعلى الخشبة، فكان الملقن يجلس بها طوال الفصل دون مغادرتها لأى سبب، بل ويضطر لإغلاقها والانكماش بداخلها وقت الاستعراضات لأنها كانت تعوق حركة الراقصين، وبالتالى كان يتحمل الشعور بالاختناق فى تلك المساحة التى لا تتجاوز 80 سنتيمترا طوال فترة الاستعراضات.. وذات ليلة هاجم فأران الملقن وهو قابع فى الكمبوشة خلال الاستعراض وظلا يقرصانه فى قدمه وهو يتألم دون صراخ حتى نهاية الفصل بالكامل وليس نهاية الاستعراض.. إنها حقا مهنة المتاعب.