إذا كنت حريصة علي سلامة وصحة أفراد أسرتك، فلابد أن تحرصي أيضا علي أهمية تناول وجبة الإفطار كوجبة أساسية قبل مغادرتهم المنزل وتوجههم الي مدارسهم وكلياتهم او أعمالهم لما له من أهمية كبيرة فيما يتعلق بالغذاء.. وكما يقول د. سعيد متولي استشاري التغذية العامة والصحة بقطاع المعاهد الأزهرية إذا كان الغذاء للإنسان ركنا أساسيا لبقائه علي قيد الحياة وهو مصدر الطاقة والبناء، فالإفطار ركن مهم وأساسي بحياتنا لننعم بصحة جيدة ونشاط ذهني وبدني عال طوال اليوم والابتعاد عن الأمراض الناتجة عن قلة مستوي السكر بالدم وتقلب مستوي ضغط الدم وأثره علي عضلة القلب والكلي والكبد وغيرها.. ويعلل استشاري التغذية العامة والصحة كلامه قائلا: تأتي وجبة الإفطار بعد أكثر من ثماني ساعات وهي (ساعات النوم) بعيدا عن تناول الغذاء مع زيادة كبيرة لاستهلاك سكر الجلوكوز بواسطة كل أعضاء الجسم خاصة المخ أثناء الليل، هذا يفرض الأهمية الكبيرة لتناول الإفطار لإعادة ضبط مستوي السكر من جديد وتوفير أغذية حاملة للقيمة الغذائية التي لاتعطي طاقة فقط ولكن أيضا لبناء ووقاية الأنسجة والعضلات وتسهم في إفراز الهرمونات والانزيمات الضرورية التي توفر عمليات الهضم والحيوية بصفة عامة للجسم.. وضروري جدا أن يوفر الإفطار لنا 600 سعر حراري علي الأقل من خلال وجبات غذائية تتمثل في تناول الكربوهيدرات (الحبة الكاملة) وسكر اللبن وسكر الفاكهة وغيرها وتوفير البروتين سواء نباتيا او حيوانيا او كلاهما والدهون البسيطة سهلة الهضم والامتصاص وقليلة الكولسترول ولابد من توفير قدر عال ومتنوع من الفيتامينات والأملاح المعدنية ومضادات الأكسدة من خلال الخضراوات الطازجة (طبق السلطة) او الفاكهة الموسمية مع قدر كاف من الماء (المذيب العام لكل ما نتناوله) والمسهل لعملية الهضم والامتصاص والذي يحافظ بصفة عامة علي توازن الجسم وتخفيف آلامه والتكيف مع البيئة المحيطة به. وأساله: وماذا يحدث إذا أهملنا وجبة الإفطار؟.. قال: نصاب بالخمول البدني والذهني وتكثر الأجسام الحرة داخل الجسم مما يصاحبها من ظهور لعلامات الشيخوخة المبكرة وتلف خلايا البشرة ونقص مستوي الحديد بالدم.. والأكثر ضررا الاعتماد في الإفطار علي بعض العادات الخاطئة كشرب القهوة علي الريق او تناول الأغذية المصنعة كالمربات واللحوم المصنعة والتي تزيد احتمال الإصابة بمرض السكر والضغط. وماذا تقدم الأم لأسرتها في الإفطار الصحي؟.. قال: هناك نظام إفطار بسيط للجميع تختلف فقط كمياته بين الأفراد وهو عبارة عن كوب لبن طازج مع بعض التمر ، ويلي ذلك خبز بردة مع (بيضة مسلوقة او قطعة جبن قريش جيدة الصنع او 3 ملاعق فول مع البيضة المسلوقة بدهن نباتي وليمون) مع سلطة (مزج متنوع من الخضار) وبعد فترة كافية كوب من العصير الطازج.. وهذا إفطار متكامل به كل المواصفات السليمة في التكوين والكميات والمنشطة للجسم ذهنيا وبدنيا. وحفاظا علي صحتنا وصحة أطفالنا أخيرا يحذر استشاري التغذية العامة والصحة الآباء والأمهات من السماح للأبناء يتناول أغذية عالية السعرات الحرارية بلا أي قيمة غذائية، فهناك الكثير من الفطائر بها كم من سكر الفركتوز والملونات والروائح الصناعية والمركبات الكيماوية التي تتلف الكبد والكلي وتؤثر علي نبضات القلب وتزيد الوزن بشكل كبير مسببة سمنة الأطفال او قد تؤثر سلبا علي أغشية المعدة وتسبب قلة الشهية وهشاشة العظام وتساقط الأسنان وعدم نضارة البشرة وغوار العيون وبلادة التذكر.. حيث إن تركيز السكريات العالي بتلك الأغذية تتسبب في تغير سلوك الأطفال الي العدوانية وذلك علي حد قوله.