أعلنت تيريزا ماى رئيسة الوزراء البريطانية عن حملة مكثفة أطلقت عليها اسم «خطة طريق» تستمر أسبوعين لإقناع شعبها والبرلمان باتفاقية الخروج من الاتحاد الأوروبى «البريكست»، وذلك قبل تصويت حاسم لمجلس العموم البريطانى على الاتفاقية. واجتمعت ماى أمس مع أعضاء حكومتها لعرض الاتفاق الذى تم التصديق عليه فى قمة أوروبية طارئة، لمحاولة إقناع أعضاء حكومتها بدعمه. كما ألقت كلمة أمام البرلمان محاولة الدفاع عن الخطة وسط انتقادات لاذعة من قبل العديد من نواب حزبها وأحزاب المعارضة، وقدمت تقريرا عن القمة الأوروبية التى صادقت على الاتفاق والإعلان السياسى حول العلاقة المستقبلية. وأكدت مجددا يقينها المطلق بأنه ليس هناك اتفاق أفضل ممكن، ووجهت الدعوة إلى دعمها باسم المصلحة الوطنية. وحذرت من أن رفض الاتفاق سيكون عودة إلى مربع الانطلاق ما سيفتح الباب إلى مزيد من الانقسامات وعدم الاستقرار. ومن جانبه، دافع ستيفن باركلى وزير البريكست الجديد فى حكومة ماى عن الاتفاقية، موضحا أنها تلبى نتيجة استفتاء الخروج، وتحترم سيادة بريطانيا، وتعطى قطاع المال والأعمال الاستقرار المرغوب لحماية الوظائف. وجدد التحذير من أن قادة الاتحاد الأوروبى لن يفتحوا التفاوض حول الخطة، وأن نواب البرلمان إذا رفضوها سيعرضون بريطانيا واقتصادها لهزة كبيرة. وذكرت مصادر من مقر رئاسة الوزراء أن ماى لا تمانع فى إجراء مناظرة تليفزيونية مع زعيم حزب العمال المعارض جيرمى كوربن حول الاتفاق قبل تصويت مجلس العموم المتوقع فى بداية شهر ديسمبر المقبل. وإذا وافق كوربن ستكون هذه أول مناظرة تليفزيونية بين الطرفين، إذ رفضت ماى خوض مناظرة أمام كوربن خلال الانتخابات العامة 2017. وتردد فى أروقة البرلمان أن ماى تفتح الباب عمليا لسيناريو الانتخابات المبكرة فى حالة أسقط مجلس العموم اتفاقها للبريكست الذى تم التوصل إليه بعد 18 شهرا من المفاوضات الصعبة.