أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، اجماع علماءُ المسلمين على أنَّ شريعةَ الإسلام تقومُ على رعاية خمسةِ مقاصد، من أجلِها بَعَثَ الله الرُّسُلَ وشَرَّعَ الشرائعَ، وهي: حِفْظُ الدِّين، وحِفظُ النَّسْلِ، وحفظُ العقلِ، وحفظُ النَّفْس، وحفظُ المال، وأنَّ هذه المقاصدَ الخمسةَ تُشَكِّلُ أُسُسَ أيَّ مجتمعٍ إنسانيٍّ يَتَطلَّعُ إلى الاستقرارِ والهدوءِ النَّفسيِّ، وأنَّ الشَّريعةَ الإلهيَّة أحاطت هذه الأركانَ الخمسةَ بأحكامٍ صارمةٍ، أوَّلًا: من أجلِ تحقيقِها، وثانيًا: من أجلِ حمايتها من كل ما يعبث بها، وفيما يَتعلَّقُ بمقصد حفظ النسل حَرَّمَ الإسلامُ «الزني» وهتك الأعراض والتحرش بالنساء وقتل الأولاد ووأد البنات. وأضاف شيخ الازهر خلال كلمته الرئيسية فى الجلسة الافتتاحية أمس فى مؤتمر»ملتقى تحالف الأديان لأمن المجتمعات كرامة الطفل فى العالم الرقمي»بأبو ظبى ان هذا المفهوم لحفظ النَّسْلِ هو الذى يُعَبَّر عنه فى هذا المؤتمر،وآية ذلك ما نجده من مراعاة الإسلام لمصلحةِ الطفل وهو فى عالَم الغَيْبِ. كما أوضح الامام الاكبر أنه بلغ من رعايةِ الإسلام لحقوقِ الطفلِ أنْ حَفِظَ له نصيبَه فى الميراثِ وهو جنينٌ فى بَطْنِ أُمِّه، وحَرَّمَ الاعتِداءَ على حياةِ الأَجِنَّةِ والمساسَ بها تحتَ أى ظرفٍ من الظُّرُوفِ، اللَّهُمَّ إلَّا ظَرْفًا واحدًا فقط هو أن يُمثِّلَ بَقاءُ الجنينِ خَطرًا مُحقَّقًا على حياةِ الأمِّ، ففى هذه الحالةِ يجوزُ الإجهاضُ؛ عَمَلًا بالقاعدةِ الشرعيَّة التى تنصُّ على وُجُوبِ ارتكابِ أخَفِّ الضَّررَيْن، وإزالةِ الضَّررِ الأكبرِ بالضَّررِ الأصغر، وفيما عدا ذلك لا يجوزُ إجهاضُ الطفلِ متى حلَّت فيه الحياةُ مهما كانت الظُّروفُ والملابسات؛ لحُرْمَةَ حياة الطفل. كما أكد الامام الاكبر ان القول بإباحةِ إجهاضِ الجنينِ المُشوَّهِ تَفاديًا لما قد تتَعرَّض له أُسرتُه فى المستقبل من ألمٍ نفسيٍّ قولٌ غيرُ صحيحٍ؛ لأنَّ من المعلوم أنَّ هذه الحياةَ لا تخلو من الآلام بحالٍ من الأحوال، وليس الحلُّ هو فى إباحةِ إجهاض الأجِنَّةِ المشوَّهةِ، وإنَّما هو فى إنشاءِ مُؤسَّساتٍ حديثةٍ لإيواءِ الذين يُولَدون بعاهاتٍ وتَشوُّهاتٍ، وتوفير حياةٍ كريمةٍ تُناسِبُ ظروفهم، وتُسْعِدُ أُسَرَهم وأهليهم. واضاف شيخ الازهر مثالا آخَر يُظهِرُ عِنايةَ الشريعةِ بحَضانةِ الطفلِ هو أنَّ الطفلَ الذى يُولَدُ من أبٍ مُسلِمٍ وأمٍّ مسيحيَّةٍ أو يهوديَّةٍ، ثم يَفتَرِقُ أبواه لأيِّ سببٍ من الأسبابِ فإنَّ شريعةَ الإسلامِ تَقضِى للأمِّ المسيحيَّةِ أو اليهوديَّةِ بحضانةِ الطفلِ المسلمِ ولا تَقضِى لأبيه وأُسرتِه المُسلِمةِ بحضانتِه. ..و يلتقى وزير الداخلية الإماراتى التقى الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر مع الشيخ سيف بن زايد آل نهيان وزير الداخلية بدولة الامارات على هامش أعمال ملتقى تحالف الأديان لأمن المجتمعات المنعقد فى أبوظبى حيث تم خلال اللقاء بحث عدد من الموضوعات كان على رأسها تعزيز سبل التعاون بين المجالات الامنية والخطابات الدينية الروحية والعمل على تسليط الضوء على المفاهيم المتصلة بالجرائم الإلكترونية والتعقيدات التى أنتجتها تقنيات الاتصال الحديثة، التى قد تواجه رجال الدين ليكون بمقدورهم تطوير خطاباتهم بشكل يراعى هذه المستحدثات وسد الثغرات الناشئة عنها، من أجل الحفاظ على الأطفال من مخاطر الشبكة العنكبوتية وبما يساهم فى حماية كرامة الطفل.