فى مثل هذه الأيام من كل عام تبدو واحة سيوة كسيدة الحسن والجمال بين الواحات وهى تزدهى بأبهى ثيابها فى «أزجار أن تيني»! ستسمع هذه الكلمة من السيويين ولن تفسرها بالطبع وهم يرددونها باللغة السيوية المحلية وهى إحدى اللهجات الأمازيغية ولكنها تعنى «مهرجان التمور». بفطرة وتلقائية رائعة هى أهم مميزاتهم، قدم أهل سيوة للزوار والسياح عرضا فلكلوريا تراثيا مفتوحا بشوارع الواحة ومواكبهم تخترق المنازل المشيدة بطينة «الكيرشيف» الملحية. فتيات الواحة الحسناوات يخرجن وهن يرتدين «ترقعت» وهو الشال الزاهى الألوان وتراهن أحيانا ينشرن ضفائرهن المجدولة من بين أهدابه ويحملن بأناملهن أطباق «التيسييت» المجدولة مثل الضفائر ولكن من خوص النخيل وبداخلها تمور سيوة بجميع أنواعها مثل «أوشك نجبيل وتطجت ومغزوز ولكرامت والكعيبى والغزالى والفريحى والكاك» وهى من تمور سيوة التى لا مثيل لها. تضمن عرض أهالى سيوة والواحات الصغيرة حولها مثل قريشت وأغورمى وبهى الدين والجارة الذى شاهده أمس وزيرا الصناعة والزراعة ومحافظ مطروح وممثلو «جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر» مسيرة لسيارات الكارو التى تحمل الفتيات والسيدات وهن يغزلن الجريد لتصنيع المراجين والشنط، بالإضافة إلى تطريز الثياب السيوية الشهيرة وكذلك النقش على الفضة ومحاكاة جميع أنشطة الحرف والحياة اليومية السيوية، فلم تخل المسيرة من فرن من الطين» تقوم إحدى السيدات بخبز العيش السيوى الشهى به فى مشهد تمثيلى واقعى فريد نال إعجاب الجميع. والعجيب أن كل المشاركين فى العرض التراثى من السيويين البسطاء والتلاميذ الذين حرصوا على المشاركة بلا مقابل لاقتناعهم بأهمية تنشيط السياحة بواحة آمون و الدعاية لتسويق منتجاتها وأهمها التمور حيث تضم سيوة أكثر من نصف مليون نخلة هى ثروتها الحقيقية التى تباهى بها الواحات المصرية.