الحديث مع الإعلامية «نائلة فاروق»، رئيسة التليفزيون، يشعرك بأنك أمام قيادة إعلامية من زمن ماسبيرو الجميل؛ قيادة تعي وتفهم الدور المهم المنوط به هذا المبني الذي هو مدرسة الإعلام الهادف الموضوعي والحفاظ علي المصلحة الوطنية. وقد بدأت نائلة رحلتها مذيعة ،حينما شاركت في البث التجريبي للقناة الخامسة، وكانت أول مذيعة تظهر علي شاشة المحطة في الانطلاقة الرسمية لها، معلنة عبارة «هنا الإسكندرية»، وهي إدارية ناجحة ، وعاصرت عمالقة الإعلاميين الذين تتلمذت علي أيديهم. لذلك لم يكن قرار تكليف حسين زين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام لها برئاسة التليفزيون مفاجأة لزملائها وهي التي تدرجت في المواقع المختلفة، وبزغ نجمها في الإدارة، وحققت العديد من النجاحات عندما كانت رئيسة لقطاع القنوات الإقليمية. بدأت الإعلامية نائلة فاروق حوارها بالحديث عن منتدي شباب العالم، الذي يبدأ غدا بشرم الشيخ، واستعداد التليفزيون له بشكل يليق بهذا الحدث المهم. قالت: هناك تعاون وتضافر بين جهود كل قطاعات الهيئة الوطنية للإعلام برئاسة الإعلامي حسين زين لتغطية الحدث، فقنوات التليفزيون أعدت خطة لها عدة أهداف، منها إظهار الأمن والأمان الذي تعيشه مصر، وكذلك إبراز المظهر السياحي والحضاري الذي تتمتع به مدينة السلام شرم الشيخ، وهو أمر مهم في هذا التوقيت الذي تسعي فيه القيادة السياسية بكل جهد لتصحيح صورة مصر في العالم كله. ما هي إذن أبرز البرامج التي سيقدمها التليفزيون المصري عن المنتدي؟ سيتم تطويع كل برامج التليفزيون والتنسيق مع قطاع الأخبار الذي يبث الجلسات والفاعليات علي مدي الساعة، وسوف يتضمن برنامج «مصر النهاردة» - الذي يقدمه الإعلاميان ريهام الديب وأحمد سمير - لقاءات خاصة من شرم الشيخ مع الضيوف والشباب المشاركين والمحللين والخبراء للتعليق علي الجلسات. وقد طالبت بإظهار حالة المكاشفة والمصارحة التي يحرص عليها الرئيس عبد الفتاح السيسي من خلال لقائه بالشباب في المنتدي، المكاشفة تلك هي التي نتخذها منهجا وأسلوبا في كل المجالات، كما طالبت بأن يكون التناول في التغطية برؤية جديدة ومختلفة عن الشكل الإخباري. وماذا عن رؤيتك أنت الجديدة لبرامج التليفزيون؟ نستعد بالفعل لتقديم برامج جديدة تعد من الأساسيات بالتليفزيون المصري، ومنها برنامج للمرأة، وبرامج سينما وموسيقي واقتصاد، وبرنامج ديني.. وغير ذلك من البرامج الهادفة. وبالتأكيد نحن نسعي لتقديم الأفضل ومواصلة التطوير الذي بدأ بالفعل علي الشاشة ،ويلحظه المشاهدون ،ولن نتوقف إلا بعودة التليفزيون المصري لمكانته اللائقة، وقد بدأنا بالفعل الإعداد لبرنامج المرأة وسيناقش كل قضايا المرأة والأسرة. هل تهتمين بتقييم برامج التليفزيون وما يثار عنها من خلال السوشيال ميديا؟ بالطبع أهتم وأضعها في اعتباري جيدا، وأعدُّ المتابعة والتقييم أمرين ضروريين لتحقيق النجاح والتقدم. كثيرا ما يقال إن التراجع في البرامج قد يكون سببه ضعف الإمكانات؟ لا أعتقد ذلك إطلاقا، فالنجاح يتحقق بالإخلاص والإرادة، ولا أعترف بأن ضعف الإمكانات سبب كافٍ للتراجع، خاصة وأن ماسبيرو يزخر بالكفاءات والخبرات وكل القنوات الأخري قامت بسواعد أبنائه، فقط نحتاج إلي التشجيع والمتابعة والاهتمام والتقدير. و أشيد بالكفاءات الكثيرة التي تملأ المبني العريق، فمنذ توليت رئاسة التليفزيون وأنا أقابل كفاءات وأصحاب قدرات غير عادية وموهوبين محترفين. نائلة فاروق اثناء حوارها مع مندوبة الأهرام كيف تتعاملين مع الشائعات؟ أتصدي لها بالمواجهة فورا، وبالفعل فوجئت بشائعات كثيرة منها أنه سيتم تخفيض الأجور أو إيقاف برامج، وغير ذلك من الشائعات التي لا أساس لها من الصحة، و في كل مرة أواجه من يردد أو تصل إليه هذه الشائعة لتصحيحها، لأنني اعتدت علي أن أتحدث مع كل من حولي مباشرة، وليس بيني وبين العاملين أي وسيط. ما أبرز الصعوبات التي تواجهينها في عملك رئيسة للتليفزيون؟ هؤلاء الذين يتكلمون فقط ولا يعملون، فنحن في مرحلة بناء ولابد أن نعي جميعا قيمة التكاتف والعمل من أجل هذا الوطن بشكل عام ومن أجل الشاشات بشكل خاص، وأنا لا أجد صعوبة في العمل وأكون بمكتبي منذ الصباح الباكر حتي الليل، ومعي كل العاملين في الإدارات المختلفة، ونعمل بود وتعاون وتفاهم بين الجميع.
التقيت بالعاملين في التليفزيون وعقدت اجتماعات عديدة، فماذا كانت رؤيتك عنهم؟ لديهم قدرات إبداعية كبيرة في مجالات العمل التليفزيوني، وقد حرصت علي أن تحمل اللقاءات وضوحا ومكاشفة لنسير علي هذا المبدأ في العمل. هل لديك خطط جديدة لتطوير شاشة الثانية والفضائية بعد البدء في تطوير قناة مصر الأولي؟ التطوير مستمر وستشهده كل شاشات التليفزيون بأيدي أبناء ماسبيرو الأكفاء. وماذا عن الهيكلة التي يثار عنها وتتسبب في قلق لأبناء ماسبيرو؟ أتعجب من هذا التعبير الذي أصبح «بعبعا».. وبدوري أتساءل ما معني الهيكلة؟ وأجيب بأنها عملية تنظيمية في الإدارات ، ولا يضار بسببها أي عامل، وهو ما أكده رئيس الهيئة الوطنية للإعلام حسين زين في مرات كثيرة بأنه لن يضار أحد ولن يقل أجر أحد . ما المحظورات والممنوعات علي شاشة التليفزيون؟ كل ما يمس أمن مصر يعد محظورا علي الشاشة.. ما عدا ذلك مسموح به فلدينا أوسع مدي من الحرية مع الالتزام بآداب وسلوكيات المجتمع وحماية مؤسساته. ألا تفكرين في تقديم برنامج قوي للأطفال؟ بالطبع يجري حاليا التحضير لبرنامج أطفال بفكر معاصر يناسب أطفال هذا العصر ممن لديهم قدرات عقلية تسبق الأجيال الماضية ، وسيكون هذا البرنامج الجديد متوافقا مع التطوير الذي يشهده عالم الأطفال ويحاكي أسلوبهم. هل لديك خطوات محددة لإعادة المشاهد للتليفزيون المصري واجتذابه له؟ بالطبع بالتعاون مع كل أبنائه هذا هو هدفنا، خاصة أنني تسلمت موقعي مع بدء مراحل التطوير التي سبقني فيها رئيس التليفزيون السابق المخرج مجدي لاشين صاحب البصمات والاسم البارز في الإخراج بالوطن العربي كله، الذي كان قد بدأ بالفعل والحمد لله نجد دعما كبيرا ليعود زمن ماسبيرو الجميل، خاصة أن رئيس الهيئة حسين زين يدعم تلك الخطوات ويشجعنا عليها باستمرار.