« الإبل» (أو سفينة الصحراء) مصدر للغذاء والألبان بل والعلاج لأهل البدو فى مطروح. يربونها ليس فقط للحومها ولبنها وإنما أيضا لاستخدامها كهواية فيما يُعرف بسباقات الهجن. وبين الحين والحين، فى الليالى الحارة، يعرج الراعى بالإبل من وسط الصحراء القاحلة التى تئن و تحترق تحت أشعة الشمس ليبلغ الساحل البكر الذي لم تصله الحضارة بمناطق «النجيلة» و«براني» و«السلوم» ليرسو على الشاطئ الغربى الممتد لأكثر من 260 كيلومترا. وعندئذ يستنشق هذا المخلوق العجيب، قاهر الصحراء، نسمات الهواء المشبع باليود ويسترخى فى استراحة لا تطول عادة على الرمال البيضاء وهو يشاهد مياه البحر تداعبه برذاذها فيطلق من فمه «الرغاء» الأبيض تعبيرا عن السعادة، بينما ينكمش «القعود» (وهو ذكر الإبل الصغير) فى حضن أمه استغرابا وخوفا من مياه البحر التى لم يرها إلا الآن. الراعي بدوره يؤكد أنها يمكن أن تصبر لأكثر من أسبوع بدون ماء، بل ويمكنها أن تظل لأكثر من شهر بدون طعام .. ولم لا.. أليست هى « سفينة الصحراء» مثال الصبر والتحمل والجَلَد !..