من وقت لآخر يخرج علينا دائما من يطالب بحظر النقاب، وأحيانا تكون تلك الحملات خاصة بمنعه في المؤسسات الحكومية فقط أو بصفة عامة، ومؤخرا عاد هذا الموضوع للظهور مرة أخرى من خلال النائب محمد أبو حامد، الذى تقدم باقتراح يطالب فيه الحكومة باتخاذ قرارا يحظر فيه ارتداء النقاب فى الأماكن العامة ومؤسسات الدولة. ولا أدرى إذا كان سينفذ هذا الاقتراح هذه المرة فعلا، أم سيغلق عليه من بابه مثلما حدث مع كل الحملات السابقة؟. عموما فإن النقاب يعد من المواضيع الشائكة ليس في مصر وحدها بل وجميع أنحاء العالم أيضا، وإذا كانت هناك دول أوربية قامت بحظره عندها تماما، فربما يكون هذا أمر عادى بالنسبة لهم، أما عندنا فتطبيقه سيكون صعبا. أولا وإذا سلمنا كما أجمع العديد من علماء الدين بأنه ليس من الفرائض الدينية، وإنما هو فقط مجرد زى مستحدث جاء بناء على فتاوى شيوخ السلفيين، فعلى الأقل يجب أن نتعامل معه على أنه حرية شخصية. فمن غير المعقول في بلد مثل مصر التي طالما ظلت على مدار تاريخها منفتحة في موضوع زى المرأة، فكل سيدة أو فتاة لديها مطلق الحرية فيما ترتديه من ملابس، فلماذا سنعترض إذن على النقاب فقط!. ثانيا لماذا التركيز على منع النقاب بينما لم نجد مثلا من ينتفض ضد ظاهرة الملابس العارية بل والتي تصل إلى حد الفاضحة وخاصة من بعض الفنانات أو المذيعات، والتى انتشرت مؤخرا بشكل مقزز لا يتناسب إطلاقا مع ديننا ولا عاداتنا وتقاليدنا، هذا إلى جانب البناطيل المقطوعة وغيرها من موضة الملابس الغربية الغريبة والدخيلة على مجتمعنا، فهى فى حقيقة الأمر الأولى بالمطالبة بمنعها أو على الأقل العمل على الحد منها!. نعود للنائب محمد أبو حامد الذى يستند في مطالبته بحظر النقاب في مصر لأنه يستخدم فى العمليات الإرهابية والإجرامية التى تهدد أمن وسلامة المجتمع والمواطنين، ونسى النائب أن المجتمع الآن أصبح مهددا بالفعل من حجم الجرائم البشعة التي أصبحنا نقوم وننام عليها يوميا، والتى لم تثبت التحقيقات أن النقاب كان هو المسئول عنها أو حتى واحدا من ضمن أسبابها!. أرجوكم دعوكم من تلك الحملات الفرعية، وركزوا قليلا على حل مشاكلنا الحقيقة وما أكثرها حاليا، وبالنسبة للوظائف فكل جهة عمل هي فقط من حقها السماح بالنقاب أو منعه، وإذا كان النقاب له سلبياته وهذا حقيقى بالفعل، فالقضاء عليه لن يأتى بجرة قلم أو قرار، وإنما مع الوعى والثقافة سينتهى ويتلاشى من تلقاء نفسه أو ربما لن يتلاشى على الإطلاق، فهو ليس مشكلتنا الوحيدة بل لدينا ما هو أخطر منه!. [email protected] لمزيد من مقالات علا السعدنى