هل يعقل أن يأتي اليوم الذي تمنع فيه المحجبات من حضور حفل غنائي والمصيبة ليست فقط في المنع بل وهذا هو المهم لأن تلك الحفلة تقام هنا داخل مصر وليست خارجها في أي دولة أجنبية أخري ! أما المصيبة الأعظم من وجهة نظري أن هذا الحفل المحظور علي صاحبات الحجاب يكون لعمرو دياب الذي يحظي بجماهيرية طاغية سواء من الرجال أو السيدات ومن المفروض أن السيدات في مجتمعاتنا الشرقية يوجد من بينهن من هن محجبات أو بدونه . لذلك كان طبيعي أن تؤدي مثل هذه التفرقة الغير مبررة إلي اشتعال الغضب الشديد من عشاق المطرب الشهير حتى وأن كان هو الغير المسئول عن وضع هذا الشرط وإنما الشركة المنظمة لحفلته التي ستقام في 25 ديسمبر القادم تماشيا مع أعياد الكريسماس ! ولكن يبقي السؤال لماذا قبل " عمرو " من الأساس بمثل هذا الشرط المهين ؟ ولماذا انتظر كل هذا الوقت إلي أن انتفضت جماهيره ضده ؟ عموما خيرا فعل " الهضبة " عندما تدارك هذا الخطأ الشنيع وسارع بعدها فورا بالرد من خلال مديرة أعماله " هدي الناظر " التي وعدت بانتهاء المشكلة برمتها وأن الحجز سيكون متاحا خلال ساعات لمن ترغب من المحجبات . كما كشفت أيضا أن " دياب " قد غضب بشدة عندما علم بوجود هذا الشرط , ثم أكملت بأنه لا يمكن أن يقبل أبدا بتصنيف جمهوره خاصة وأن عائلته يوجد من بينها محجبات فهل سيمنعهن مثلا من حضور حفلته ؟ وأخيرا فقد أكدت هدي الناظر علي انتهاء تلك الأزمة لأنه وحسب كلامها " مش هيبقي في حفلة لو متحلتش " ! وبهذا التصرف الذكي من عمرو دياب يكون قد " ضرب عصفورين بحجر واحد " حيث أنه لم ينجح في إرضاء واحتواء جماهيره الغاضبة فقط , بل وبهذا الموقف يكون قد انتصر للحجاب أيضا . وعند هذا الحد تكون الكرة قد خرجت من ملعب دياب لتنتقل إلي ملعب أخر وهو الفندق الذي سيقام فيه الحفل وإلي وزارة السياحة التي وكما قيل بأن هذا الشرط يقع ضمن قوانينها ! تخيلوا لو كانت أي دولة أجنبية هي من وضعت مثل هذا الشرط ألم يكن العالم بأجمعه سينتفض ضدها وضد عنصريتها ؟ فما بالنا وهذا يحدث من وزارة مصرية وفي بلد ديانتها هي الإسلام والغالبية العظمي من نسائها محجبات !!! [email protected] لمزيد من مقالات علا السعدنى;