مما لا شك فيه أني ومثل غيري من الملايين العديدة من المصريين حزينة جدا علي تليفزيون بلدي والحالة السيئة التي وصل إليها ليس الآن فقط بل ومن الأمس القريب والبعيد أيضا! فحالة " ماسبيرو " وإذا كنا نريد أن نطلق الأسماء بمسمياتها أصبحت ميئوس منها تماما , وبالتالي فلم يعد يكفي لعلاجها يد مشرط جراح تجميل ماهر فقط , ولكن وحتى نستطيع إنقاذ ما يمكن إنقاذه فينبغي إن نلجأ إلي المرحلة الأخيرة وهي " البتر " علي طريقة الفنان العملاق الراحل " عادل أدهم " ومقولته الشهيرة " أنا لما صباع رجلي يوجعني ما عالجوش أقطعه " ! وطبعا هذه ليست مطالبة منا بإغلاق ماسبيرو لا سمح الله أو إلغاؤه من حياتنا واعتباره كأن لم يكن لا قدر الله ! لكن علي الأقل لابد أن نقوم وفورا بإجراء الجراحة العاجلة له ! فلم يعد من المقبول أبدا أن نظل صامتين أمام التدهور العام لمستواه ولا نفعل شيئا طوال الوقت حيال تغييره سوي البكاء علي اللبن المسكوب والندب والترحم علي أيام مجده العظيم ! وإذا كانت الحجة في عمل هذا التغيير هي عدم وجود ميزانية , فمن باب أولي وبدلا من المليارات المهدرة عليه بلا داعي أن تعاد تدوير تلك الأموال الباهظة ولكن طبقا لخطة محكمة موضوعة بعناية مركزة , هذا إذا أرادنا أن نعيد له مكانته السابقة ! ولكي يتحقق ما نتمناه فهناك العديد من الإجراءات والوسائل والمعايير التي يجب تنفيذها شكلا وموضوعا , إلا أنه لا يجب أبدا أن يكون من بينها هذا القرار التعسفي من جانب الإعلامية صفاء حجازي رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون بوقف عدد 8 من المذيعات البدينات من الظهور علي الشاشة لمدة شهر لحين إنقاص وزنهن أو عمل " دايت " لهن ! وهذا ليس دفاعا إطلاقا عن حق المذيعات في الظهور بهذا الوزن البدين , بل علي العكس فكلنا كمشاهدين نرفض بل ونشمئز من هذا المنظر المقزز والمنفر الذي للأسف لا نراه إلا علي شاشات القنوات المصرية دون غيرها , وكأن القائمة الطويلة من مسلسلات المساوئ والعيوب التي لا تعد ولا تحصي كان ينقصها أصحاب الأوزان الثقيلة من تلك المذيعات ! ولكن وإحقاقا للحق فقط وليس أي شيء أخر غيره فطالما أن الحال بقي كما ما هو عليه ولم نري أي أصابع تشير إلي وجود أي تغيير قد يطرأ حاليا مثلما لم يطرأ سابقا وحتما وفي ظل هذه الأوضاع فلن يطرأ لاحقا , إذن فليس من الإنصاف أن نطبق القواعد أو الشروط بشكل جزئي علي أحد حتى وأن كانت واجبة أو قانونية , فأما تطبق القواعد كاملة علي الجميع أو نعتبر ما تم اتخاذه من طرد للمذيعات ليس إلا مجرد قرار أن دل فإنما يدل علي أن التعامل في ماسبيرو مازال يسير بسياسة المكيالين ومبدأ الخيار والفاقوس , وأن كنا لا ندري من هم الخيار ومن هم الفاقوس!!! [email protected] لمزيد من مقالات علا السعدنى