مازال مترو الأنفاق، رغم التأمين الشديد لمداخل ومخارج المحطات، قى قبضة الباعة الجائلين والمتسولين من عارضى عاهاتهم بفظاظة لاستدرار تعاطف الركاب أو لابتزازهم بدعوات المتسولين بالإكراه أو برفع عقيرتهم على بضائعهم التى يحملونها للركاب رغما عنهم بإلقائها عليهم، أو بهؤلاء التجار الذين يتعاورون العربات بشنطهم البلاستيكية الضخمة أو كراتينهم المتسخة ويدهسون الواقفين بمرورهم المتعجل محتكين بالركاب متحرشين لفظيا وجسديا بهم منادين على بضائعهم الغائبة غالبا عن الرقابة أو الفحص الصحى أو الصناعى وطبعا المتهربة من الرقابة أو غير المعروف تاريخ صلاحيتها فى عربات المترو، وما يحدث فى ساعات الصباح الأولى أو ساعات الليل المتأخرة. قبل أن يريح المترو كاهله وينعم بغفوة احتاجها لالتقاط الأنفاس مما يراه وينخر فى جلده من رخامة الجائلين والمتسولين الذين يصطحبون مرضى نفسيين أو ضعاف العقل ويستعملون العنف فى استجداء الركاب أحيانا وجذب أياديهم أو أكتافهم، وبينهم أطفال وفتيات صغار لا تعرف من أين أتو أو إلى أين يمضون، الغريبة انه رغم الغرامات التى قد تطول الركاب فى حالات حجز الأبواب أو إلقاء أغراضهم الضخمة لتزاحم الركاب أو تعيق دخولهم وخروجهم، وبات من العادى أن تضطر لدخول عربة أرضها متقيحة ومتسخة بسوائل مراقة على الأرض أو مناديل أو زجاجات او علب كانز وأكياس مأكولات فارغة ملقاة، إما على الكراسى أو تحتها أو متدحرجة تلفظ بواقى ما بداخلها تحت رجرجة العربات ذات الحركة الميكانيكية. فضلا عن صعوبة السيطرة على الأطفال وأحيانا من الخطرين، فكثيرا ما تجد بعض الشباب يتجمعون ويتبادلون التدلى والتعلق بمواسير مقابض الركاب التى يمسك بها الواقفون من مرتادى المترو لتحميهم من السقوط أو الارتطام بغيرهم أثناء سير أو توقف القطار، وكثيرا ما تسمع عن خطف لأجهزة الموبايل أو هذه السيدات اللاتى يحملن أطفالا للتسول بهم "عدة الشغل"، والذين تدرك للوهلة الأولى انهم ليسوا من فلذات أكبادهن أو تستطيع تسميتهم بالرقيق الصغير، إلى أن يشب على الجريمة والاستجداء والكلاحة، وهى من قبيل العدوى بالمجاورة أو بالاحتكاك اليومى فى رحلة العذاب اليومية، التى يضطر إليها المتعجل والمضطر فهى إن لم تكن مريحة أو آمنة فهى سريعة تقيك غائلة الركوب فى ميكروباص أو غيرة سائقه متعاط للمخدرات أو انواع البرشام التى لا تخطئها عينك، أو إلى اللسان وثقله والألفاظ الخارجة التى تسلب منا الراحة أو الإحساس بالآدمية واحترام الإنسان المطحون المغلوب على أمره فى وسائل التعذيب اليومية العامة أو الخاصة المسماة بالنقل الجماعى، كما أنها وسائل مجانية لمسح الأحذية فى أرجل الركاب أثناء المرور المتكرر بين الأجساد المتلاصقة وسط زحام لا ينتهى ووسائل لا تحفظ آدمية الركاب أو قل المواطنين. لمزيد من مقالات ياسر عبيدو