مترو الانفاق من المفترض أنه وسيلة للانتقال لكنه تحول بقدرة قادر إلي ساحة للباعة الجائلين الذين يتسللون من الماكينات الآلية للدخول إلي محطات المترو لبيع سلع غذائية ومستحضرات تجميل وأدوات مطبخ وكل صغيرة وكبيرة حتي فرش الاسنان ولعب الاطفال منها مجهول المصدر وآخر تقليد لشركات معروفة وهذا تساؤل يطرح نفسه كيف يدخلون بهذه الشنط الممتلئة ببضائعهم ويتجاوزون التفتيش؟ ومن يراقب مثل تلك السلع مجهولة الهوية؟ يدخلون مبكرا إلي عربات المترو ويفترشونها بالمنتجات ويظلون يروجون لها بأعلي صوت ويتواجد بالعربة الواحدة أكثر من بائع حيث يدخل 5 أو 6 ببضائعهم ويعلقونها في كل جانب مما يعوق حركة الركاب الواقفين ويرفعون أصواتهم بشكل مبالغ فيه يكاد يصيب "بالطرش" والمشكلة الأكبر انهم يتدافعون وسط الركاب في حال وجود كثافة كبيرة مصممين علي البيع في ظل الزحام والمرور بين الركاب وكأنه ملكية خاصة لهم يفعلون ما يشاءون الأسوء من ذلك ان الباعة من الرجال يدخلون عربات السيدات حتي مع وجود زحام دون أدني مراعاة لصعوبة المرور في هذا الوقت والادهي دخول المتسولين والنصابين إلي عربات المترو يحاولون استعطاف الناس بحكايات وشهادات مرضية مزيفة فالي متي ستظل مهزلة الباعة الجائلين والمتسولين بالمترو؟! أكد الركاب ان الباعة يتسببون في ازعاجهم مع زيادة اعدادهم بشكل رهيب وتدفقهم وسط الزحام والضوضاء المستمرة طوال مدة المشوار بالاضافة لتكتلهم علي بيع انواع محددة من السلع وتغييرها كل فترة وكأنهم جميعا يعملون لدي شخص واحد هو الذي يوجههم بالاضافة إلي أزمة المتسولين الذين اصبحوا يتخذون المترو وسيلة للشحاتة ومد اليد رغم أن من بينهم شباباً وأطفالا صغار السن. كانت هناك وجهة نظر أخري من بعض الركاب الذين يرون انها الوسيلة الوحيدة لبعضهم لالتقاط لقمة العيش في ظل تعثرهم في ايجاد فرص عمل فعملهم بهذا الشكل افضل وأشرف من اتجاهم لطرق أخري غير شرعية مؤكدين ان هناك شباباً وفتيات خريجي جامعات يقومون بالبيع في المترو لمنتجات قاموا بتصنيعها بانفسهم كالاكسسوارات والمشغولات اليدوية وأغلب الباعة يتعاملون بمنتهي الاحترام مع الركاب باستثناء طبعا المتسولين الذين اصبحوا أكثر بجاحة وتمثيلا. إلهام محمود "ربة منزل" تقول: الباعة الجائلون أصبح عددهم كبيرا جدا مقارنة بالفترات الماضية ولم يصادف ان ركبت ووجدته خاليا من الباعة فاصبحوا يشكلون إزعاجا كبيرا خاصة مع دخول الباعة الرجال إلي العربات المخصصة للسيدات وكذلك تدفق المتسولين بحكايات وروايات وتداول بعض الآيات الكرتونية لاستعطاف الركاب فالأزمة تزيد. ايمان خطاب "موظفة في الاتصالات": أكدت ان شرطة المترو عندما تحاول اخراج الباعة من داخل العربات يحاولون التخفي وسط الركاب أو الاستنجاد بهم ويتسبب ذلك في تعطيل تحرك المترو وبالتالي تأخير المترو اللاحق. رضا عبدالهادي "موظف في الشهر العقاري": أوضح انه يلاحظ ان الباعة الجائلين في المترو يعملون بشكل منظم جدا فعندما يبدأ بائع في رفع صوته للترويج لمنتجاته يسكت زميله حتي ينتهي ثم يبدأ الآخر وهكذا وكانهم جميعا يعملون لدي شخص واحد وكل فترة نجد نوعيات معينة من المنتجات هي التي يروج لها الباعة فالأمر مثير للشكوك!! ايمان عبدالسلام "طالبة في صيدلة عين شمس" تقول: تسلل الباعة لعربات المترو عندما يكون مزدحا أمر مستفز فوسط الكثافة الرهيبة وقت خروج الموظفين أو المدارس نجدهم يقتحمون المترو مصممين علي البيع والحركة داخل العربة من أولها لآخرها. رنا البحيري "موظفة حكومية": أكدت ان الباعة الجائلين مزعجون جدا يصيبوننا بالطرش فبعد قضاء ساعات طويلة في عملنا والطلبة في مدارسهم وجامعاتهم نركب المترو للعودة إلي منازلنا نجد الصياح المرتفع للترويج لبضائعهم والعربة يدخلها أكثر من بائع يصل الامر في بعض الاحيان لوجود حوالي 5 افراد منهم في العربة الواحدة كل منهم يرفع صوته لبيع ما لديه بشكل عشوائي ومستفز. فرح محمود "طالبة في كلية دار علوم": تقوم استغرب جدا عندما اجد ركابا يشترون من الباعة الجائلين في المترو رغم ان بضائعهم بعضها مجهول المصدر والآخر تقليد لشركات معروفة. رحاب محمود "ربة منزل" اشارت إلي انها تتعاطف جدا مع الباعة الجائلين خاصة انهم يتعاملون مع الركاب بشكل محترم لكن دخول المتسولين في الحكاية جعل الموضوع متأزما وغير حضاري خاصة وان صورتهم وحكاياتهم ترسخت في اذهاننا وكل يوم بقصة وللاسف من بينهم شباب وأطفال لكن الباعة افضل بكثير من المتسولين والذين ينصبون باسم المرض وحمل اشعات وقصص وهمية. مايكل مهنا "تاجر": أكد ان الباعة لم يجدوا فرص عمل فبدلا من ان يقفونا في طابور العاطلين ويحاولون التقاط لقمة العيش بطرق شريفة بدلا من انحرافهم لوسائل خارجة عن القانون كالسرقة والنصب لكن المنظر قد يكون غير حضاري لذلك يمكن تقنين أوضاعهم من خلال تخصيص أكشاك صغيرة لهم علي أرصفة المحطات. أحمد عادل "اخصائي اسنان" أكد ان الباعة الجائلين في المترو اصبحوا امرا واقعا وللأمانة هم غاية في الاحترام وهناك ركاب يتجاوبون معهم لدرجة انهم يدافعون عنهم اذا هاجمتهم شرطة المترو ويطلبون تركهم يسترزقون. مني جلال "ربة منزل": اوضحت ان هناك طلاب جامعات يبيعون في المترو منهم من يقوم بتصنيع اكسسوارات ومشغولات يدوية أو بيع مستحضرات تجميل فلماذا نهاجمهم بدلا من ان نشجعهم لانهم يكافحون؟!