الصيادون: قرار فتح بحيرة البردويل للصيد أعادنا إلى الحياة البائعة أم سليمان : «يا رب ما نشوف الأيام دى تانى» شوشة: كل التقدير للجيش والشرطة .. والاحترام لدماء الشهداء فى الحرب على الإرهاب المواطنون: نتحرك بحرية ونجد كل احتياجاتنا بعد أن عشنا 6 سنوات صعبة الزراعة: تعويضات لمعظم المزارعين المضارين بالشيخ زويد التموين: وفرنا جميع السلع وفتح محطات الوقود للسيارات
فى فناء المدرسة عاد صوت التلاميذ يجلجل كل صباح «تحيا جمهورية مصر العربية» وفى الجامعات عادت الحيوية للمدرجات، وفى الأسواق انتشرت البضائع وعادت الروح للبيع والشراء.. السيارات الخاصة والعامة تجوب الشوارع والطرقات فيما بين المدن والقرى، والصيادون يخرجون فى الفجرية.. كلها علامات حقيقية ودليل مؤكد على الانتصار فى معركة مصر ضد الإرهاب الأسود الذى عانت منه سيناء، ومازالت على مدار 6 سنوات مضت… الحياة تدب فى أوصال المدينة معلنة انتصار الإرادة على دعاة الموت، بشارة تلو أخرى تمسح دموع الحزن وتستعيد البسمة للوجوه وترفع رايات النصر وتعيد الأمان المفقود لتسجل فى صفحات التاريخ حكايات شعب وجيش لم تتوقف تضحياته، بل حكايات عامل ومهندس ومعلم وفلاح يستعدون جميعا للانطلاق فى رحلة التعويض والتنمية. «الأهرام» رصدت بشارات النصر وتجولت داخل أسواق العريش التى توفرت بها كافة السلع التموينية والاحتياجات الأساسية وبأسعار مناسبه وفتحت جميع المحلات أمام حركة البيع والشراء كسابق عهدها فى هدوء وأمان. فى البداية التقينا عبدالله قنديل رئيس الغرفة التجارية بالمحافظة ليؤكد ان سيناء لا تعانى اى نقص نهائيا من السلع الغذائية والادوية والمستلزمات الحياتية، وأن السيارات تقوم يوميا بدخول مدينة العريش محملة بالخضار والفاكهة وكافة المستلزمات، بل أصبح هناك فائض كبير لدى التجار بالمحافظة واضاف ان حركة البيع مستمرة ومتواصلة ولا توجد اى شكاوى من دخول البضائع باستثناء مواد البناء. الفرحة تعلو وجه أم سليمان بعد أن عادت إلى عملها أما اللواء الدكتور محمد عبد الفضيل شوشة محافظ شمال سيناء فقد بادرنا بكلمة الحمد لله أن الحياة عادت لسيناء وكل الشكر لرجالها المخلصين من الجيش والشرطة ولرئيس الجمهورية الذى حمل روحه على كتفه فى مواجهة الإرهاب الأعمي، مشيدا بالدور الكبير الذى قام به الشهداء والمجاهدون سواء فى حرب أكتوبر المجيدة أو الحرب الحالية على الإرهاب وفى تحرير هذه الأرض من المحتل الصهيونى أو من دنس الخونة، مضيفاً أن قطاع المقاولات لا يستهان به لما يضمه من عمالة ولابد من النظر اليها بعين الاعتبار، وأنه تم تفويض اللواء هشام الخولى نائب المحافظ فى إجراء التنسيقات الخاصة بإدخال احتياجات المقاولين من مواد البناء والمواد الخام وغيرها. وأضاف المحافظ أنه يتم توفير احتياجات المقاولين وأصحاب شركات المقاولات من الوقود طبقا لمعدلات العمل، وعليهم الاتصال بالمحافظة لعرض أى مشكلة تواجههم فيما يؤكد التجار انفسهم على تواجد كافة السلع، فيقول الحاج مصطفى البيك من كبار التجار بسيناء ان الازمة انتهت تماما وعادت الحياة التجارية الى طبيعتها فنفتح ابواب محلاتنا من السادسة صباحا حتى الواحدة من صباح اليوم التالى وهى فترة طويلة للغاية فى جو يتسم بالهدوء التام والذى لم نشهده منذ فترة، وبينما كنا نتكلم استوقفنا أحد المواطنين بسيناء شعبان الفضالى ليقول ببساطة: «إحنا كنا فين وبقينا فين.. الحمد لله إننا بنلاقى السلع والأحوال تحسنت كثيراً داخل مدينة العريش وبدأت المحلات والأسواق تعود إلى طبيعتها حيث أصبح المواطن قادرا على شراء معظم إحتياجاته لدرجة أن البائعة الجائلين أصبحنا نجدهم فى الشوارع، ونسأل الله تعالى أن تعود الحياة إلى كامل طبيعتها التى كانت عليها قبل 6 سنوات مضت، ونشكر كل من يسهم فى عودة الحياة لكل شيئ داخل المدينة ويوفر كل احتياجات المعيشة». أما المهندس فتحى ابو حمدة راشد وكيل وزارة التموين بشمال سيناء فقد أكد لنا توافر كافة المواد التموينية وبكثافة غير مسبوقة، مؤكداً فتح محطات الوقود لكافة السيارات ولكن بنظام معين حتى يحصل كل مواطن من سيارات الاجرة والملاكى على احتياجاتهم المتكاملة وفى هذا الصدد استوقنا سائق سيارة اجرى يدعى محمد العمدة من اهالى العريش وقد اكد ان الوقود متوافر وانة يقوم بتموين سيارتة ويسعى الى عملة وان هناك بعض الزحام على محطات الوقود لتنظيم عملية تموين السيارات فقط موضحا ان الحال قد تحسن بنسبة كبيرة جدا وان الارزاق بدأت تعود من جديد للمدينة. فيما بدأ الطلاب يتوافدون على مدارسهم وجامعاتهم مما أسهم فى تنشيط الحركة الاقتصادية ايضا بسيناء خاصة ان هناك جامعتين ، يعتمد الطلاب فيهما على استئجار منازل خاصة لهم فبدأت الحياة الاقتصادية اكثر انتعاشا ايضا مع توافر حالة الامن والامان للبلاد. فى البداية التقينا الدكتور حبشى النادى رئيس جامعه العريش والذى أكد لنا ان جميع كليات الجامعة تعمل بانتظام وعلى مدار اليوم والاساتذة منتظمون بالتدريس فى اوقاتهم مؤكدا ان إفتتاح الطب البشرى والبيطرى سيكون العام القادم بالجامعة وان هناك مسابقات كبيرة جدا للتعيين ستستوعب المئات من ابناء سيناء بالجامعة وحول توافر خطوط المواصلات الى الجامعة والتى كانت فى فترة ماضية تعد أزمة حقيقية. عودة التلاميذ إلى مدارسهم وأكد الطالب اسلام عيد بالفرقة النهائية بكلية التربية انه لم يتاخر يوما عن محاضراته، فمنذ بداية العام والإنتظام كان من أول يوم، فيما أكدت الطالبة هند رشدى بالدراسات العليا بالجامعة ان الدراسة انتظمت بشكل كبير وهناك اصدقاء لها ناقشوا درجة الماجستير بالجامعه وكان توقيت المناقشة ليلا ولم يعد التأخير مخيفاً كما كان فى الماضي، حيث عادت الحياه الى سيناء، وفى التعليم المدرسى أكد لنا عدد من أولياء الأمور انه لا توجد اى صعوبات فى ذهاب أبنائهم الى مدارسهم وان الحياه عادت بشكل طبيعى لما كانت عليه، حسبما يؤكد الدكتور عبد الكريم الشاعر وكيل مديرية التربية والتعليم وأن جميع المدارس حتى فى وسط سيناء انتظمت بها الدراسة بشكل كبير ولا توجد اى عوائق فى ذهاب المعلمين والطلاب الى مدارسهم وان الامور عادت الى طبيعتها بفضل الله. اما عن أحوال رفح والشيخ زويد والتى يعتمد اهلها على الزراعة، فيقول المهندس عاطف مطر وكيل وزارة الزراعة بشمال سيناء لقد تم صرف تعويضات لمعظم المزارعين المضارين وان باقى التعويضات قادمة وان الشيخ زويد ورفح ستظلان سلة الفاكهة وسنعود مرة اخرى الى زراعتها بعد حل جميع المشكلات المتعلقة بالكهرباء والماء وستصبح المنطقة سلة الخضر والفاكهة لمصر مثلما كانت قبل ظهور الارهاب الجبان بالمنطقة، وأضاف ان جميع مشاكل الكهرباء تم بحثها مع وزير الكهرباء وحلها بتخصيص محولات كبيرة وكذلك انشاء محطات تحلية كبيرة وان المزارعين سيعودون لزراعة اراضيهم فى وقت مبكر خاصة أن هذه القرارات أسعدت جميع المزارعين بالشيخ زويد، حيث عبروا عنها بالفرحة الغامرة متمنين سرعة التحقيق، ويقول المزارع اجميعان سليمان أن هذه القرارات ستجعله يقوم برعاية ارضه مجددا وزراعتها بالفواكهة والخوخ مثلما كانت سابقاً، فيما يقول سالم البراهمة ان وجود المياه والكهرباء سيعيد الحياه مجددا الى جميع اهالى الشيخ زويد وستبدأ عملية الزراعة بالاراضي، مؤكدا ان الشيخ زويد تحتوى على اجود الاراضى الزراعية وان جميع المزارعين مقدرون للظروف الامنية وما بذلته القوات المسلحة والشرطة فى محاربة الارهاب. وتلفت الانتباه السيدة ام سليمان بمدينة العريش والتى اعتاد المواطنون على رؤيتها دائما وهى تفترش الارض بخضراوات طازجة قادمة بها من الشيخ زويد يوميا وتغيبت وانقطعت عن السوق فترة طويلة الا انها مع هدوء الاوضاع الى البلاد عادت مرة اخرى لتفترش الارض والابتسامه تعلو وجهها سالناها عن رحلتها قالت اقوم يوميا بجمع الخضار من مزرعتى واحضر الى مدينة العريش لبيعه والفترة السابقة بسبب الارهاب الملعون توقف رزقى تماما وها هى قواتنا المسلحة تقضى عليه وتعيد الفرحة لنا مرة اخري، وقالت ان الاحوال تحسنت بشكل كبير والحياه عادت مرة اخري، وبلغة بسيطة قالت: «يا رب ما نشوف الايام دى تاني». فيما تجلس بجوارها السيدة ام عمر والتى اكدت انها تأتى من رفح يوميا لبيع خضرواتها التى تزرعها بحديقة منزلها لتربية وتعليم ابنائها بعدما فقدت زوجها على يد الارهاب الخسيس وقالت نحمد الله تعالى ان قواتنا المسلحة لم تتركنا طوال الفترة السابقة وكانت تمدنا بالمعونات والمساعدات اليومية ومازالت تفعل ذلك وأضافت ان جميع الاكمنة برفح والشيخ زويد يسهلون لنا المرور لنرتزق وهم يعرفوننى جيدا والجميع يساعدني. أسواق مدينة العريش تنتعش اما الصيادون فالفرحة لديهم لها طعم خاص بعد أن فتحت لهم ابواب ارزاقهم مرة اخرى وخاصة داخل بحيرة البردويل، حيث كانت ردود افعالهم تتسم بالسعادة التى تغمرهم، وهو ما عكسته كلمات حميد سالم صياد بالبحيرة ، قائلاً: قرار فتح بحيرة البردويل للصيد فى فترة سابقة كان بمثابة قرار الأمل والعيش مرة أخرى فتوقفها لفترة طويلة تسبب فى قطع أرزاقنا ولم نتمكن من تدبير الأموال الكافية وتلبية احتياجاتنا الأسرية . وأضاف: رغم الحرب الضروس ضد الإرهاب إلا أن قواتنا المسلحة لم تنس أبدا أن لدينا أبناء واسرا ووافقت على فتح البحيرة ليعود لنا الأمل من جديد فى كسب لقمة عيش أولادنا، فيما يقول الشيخ سالم البيضاى رئيس مركب للصيد ان القرار أعاد الأمل لآلاف الأسر التى كانت تشعر أنها معدمة، فكل مركب يعمل عليها ريس وعدد من الصيادين بخلاف فتح أسواق جديدة فالجميع رابح وكسبان والجميع تغمره الفرحة فالصيد بالنسبة لنا هو موردنا الوحيد ولا نجيد عملا آخر غير الصيد . وأضاف: الإنتاج وفير والحمد لله ، وهذا ما أسعدنا أكثر ، فقواتنا المسلحة تشعر بنا وتسمع شكوانا ورغم ما يحدث بسيناء فإن قرارها لنا كان القرار الصائب لنعود ونعمل من جديد فالحمد لله. أما حسن راشد أحد أبناء الصيادين والذى يساعد والده على المركب فيؤكد أن عودة الصيد تعنى عودة الحياة لنا مرة أخري، فهذه المهنة هى مهنة الأجداد ولا نعرف غيرها، مضيفاً أن موردنا الوحيد يعتمد على الصيد، ورغم المعاناة السابقة فى إغلاق البحيرة إلا إن المحافظة لم تتركنا وكانت تمدنا بالأموال لندبر أرزاقنا . وأضاف : مهما قلنا فإننا لن نوفى قواتنا المسلحة حقها فى رعايتنا والنظر إلينا والسماح لنا بالصيد. وبعد أن تحدثنا مع كل هؤلاء المواطنين والمسئولين، عدنا لنقوم بجولة فى شوارع ومدن العريش لرصد مظاهر الحياة، فها هى أفران الخبز تعمل والمحلات والباعة فى كل مكان، تلك هى الحقيقة والواقع الذى لمسناه لكى يرد على الإرهاب الأسود، ونحن نلملم أوراقنا قلنا: الحمد لله على نعمة الجيش والأمن، ففى أوقات سابقة لم نكن نقدر على المرور بهذه الشوارع، ولا ننسى مآسى طلبة الجامعات والمدارس.