عندما كتبت كلمتى أمس تحت هذا العنوان تعليقا على اللقاء الذى تم يوم الإثنين الماضى «8/10» بين د. طارق شوقى وزير التربية والتعليم وبين عدد من رؤساء تحرير الصحف والإعلاميين بالمجلس الأعلى للإعلام مرحبا به، وذاكرا فى نفس الوقت مثالين عمليين لمعاناة مواطنين بسيطين من أعباء تعليم أبنائهم، فإننى قصدت الإشارة إلى حقيقة الفجوة الهائلة القائمة اليوم بين الأهداف السامية النبيلة التى يستهدفها د.طارق شوقى، وبين الواقع الصعب والمعقد للتعليم فى مصر اليوم. إننى قولا واحدا وبعبارة موجزة أعتقد أن الهدف والمطلب الأسمى الذى ينبغى أن يكون على رأس الأهداف الوطنية أو القومية الآن فى مصرهو إصلاح التعليم، وأن هذا المطلب يستحق أن يكون هو المشروع القومى الأكبر على الإطلاق. ولن أستعيد هنا ما هو معروف عن التقرير الأمريكى الشهير أمة فى خطر A nation at risk عن حتمية الإصلاح التعليمى فى الولاياتالمتحدة والذى صدر عام 1983 والذى كان السبب الرئيسى لإصداره هو الشعور الذى ساد لدى القيادات الأمريكية بضعف القدرة التنافسية للطلاب الأمريكيين بالمقارنة مع الطلاب فى البلاد الأخرى....، ولن أقول هنا كلاما كبيرا ليس هنا محله، ولكننى فقط أقول إننا نظلم د. طارق شوقى كثيرا، وسوف يظلم هو نفسه، إذا كان التصور السائد هو أن إصلاح التعليم فى مصر هو مهمة وزير التربية و التعليم . إصلاح التعليم بالمعنى الذى أقصده، هو مهمة ينبغى أن تحشد لها كل الطاقات والكفاءات التعليمية والتربوية الموجودة فى مصر، وهى والحمد لله لا تزال موجودة وقادرة على العطاء والإسهام الفعال، هو مهمة ينبغى أن تتضافر لإنجازها هيئات المجتمع المدنى جنبا إلى جنب مع الأجهزة التنفيذية فى وزارات التعليم و التعليم العالى والجامعات ومؤسسات البحث العلمى والاجتماعى....ومالم يتم هذا فصدقونى، سوف تكون أمتنا، الأمة المصرية، فى خطر داهم!. لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب